عادل عبده بشر / لا ميديا - 
بين الفينة والأخرى، يُفاجئنا المسؤولون في أمانة العاصمة صنعاء، باستحداثات إنشائية في أهم شريان ضمن شبكة الطرق بالمدينة، وهو مجرى السائلة الذي يربط جنوب العاصمة بشمالها،  ويهرب إليه سائقو السيارات من زحام الشوارع الحيوية، غير أن استحداثات أعمال الحفر التي لا تكاد تنتهي، تُضاعف من  الازدحام المروري، وفي الجانب الآخر تُحدِث الضرر في البنية التحتية، خصوصاً مع دخول موسم الأمطار والسيول الكثيفة.
ويشتكي المواطنون من استمرار أعمال الحفر وقلع الأحجار في مجرى السائلة الرئيسية، لتنفيذ مشاريع صرف صحي وغيرها، دون أدنى مسؤولية في إنجاز الأعمال من قبل المقاولين والجهات المشرفة عليهم، خلال الفترة الزمنية المحددة، وإبقاء الاستحداثات مفتوحة لفترات طويلة.
صحيفة " لا" التقت المدير الفني لمشروع سائلة صنعاء المهندس عارف الشجاع، الذي أكد أن ما يحدث من أعمال إنشائية في الخط الرئيسي الناقل للصرف الصحي بسائلة صنعاء، تتم دون أي تنسيق مع إدارة مشروع السائلة.
وقال الشجاع: "لا يتم التنسيق معنا في تنفيذ هذا المشروع كون مسؤولية تنفيذه تقع على عاتق الجهة الممولة وهي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والجهة الحكومية هي وزارة المياه والبيئة ممثلة بمشروع المدن الحضرية للمياه والصرف الصحي". مُضيفاً: "لم يتم التنسيق معنا إطلاقا في جميع مراحل المشروع منذ البداية".
المهندس الشجاع الذي يدير مشروع السائلة ومجموعة من المهندسين اليمنيين منذُ  العام 2004 كمدير فني لمشروع السائلة، ومنذ 2001 كمدير إدارة الدراسات، وحالياً مدير المشاريع، حذر من أن القيام بأي أعمال  إنشائية في السائلة خلال موسم الأمطار، أو ترك أعمال الحفر مفتوحة، سيؤدي إلى الإضرار بالبنية التحتية القائمة.
وأكد بالقول: "لا بد أن يتم إنجاز الأعمال في أسرع وقت والعمل على إعادة الرصف وفقا للمواصفات والتأكد من سلامة البنى التحتية المنفذة في السائلة، خصوصاً وأن مشروع الصرف الصحي يتم في مجرى السائلة الرئيسية، وأي إخفاق في تنفيذ الأعمال أو تأخرها أو ترك الفتحات والخنادق، سيؤثر على البنى التحتية القائمة، ويجب التعامل مع تنفيذ المشروع بكل مسؤولية".
وأشار المسؤول الفني لمشروع السائلة الرئيسية في سياق حديثه لـ"لا" إلى أن السائلة تُعتبر من أهم مشاريع التنمية الحضرية المتكاملة والشاملة في اليمن، حيث تم تنفيذ جميع الأعمال لحماية مدينة صنعاء من كوارث السيول بأعلى جودة، وتتسم بالطابع المعماري المميز لها. لافتاً إلى أن هذا المشروع أسهم في الحد من مخاطر وكوارث السيول  وحماية السكان والمباني من الأضرار والخسائر، وأصبحت السائلة معلماً حضارياً وتنموياً هاماً للعاصمة صنعاء.
وقال المهندس عارف الشجاع: "تنفيذ مشروع السائلة حل الكثير من المشاكل البيئية التي كانت تلحق بالعاصمة صنعاء، كونها سابقا وقبل تنفيذ المشروع كانت مكباً للنفايات ومجرى للصرف الصحي".
وأوضح أن ما تم تنفيذه من خط السائلة الرئيس يبلغ طوله نحو 30 كيلومترا، ويمتد من شارع الخمسين جنوبا إلى أمام قاعدة الديلمي شمالا، وتم تنفيذه على ست مراحل، ولم يتبق سوى المرحلة النهائية بطول إجمالي 4 كيلومترات، حيث سيتم استكمال تنفيذ المشروع عند إعادة تمويله من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالكويت.