تقرير / لا ميديا -
لن تجد كيانا أحقر من «إسرائيل» سوى الإمارات، ولن تجد أحقر من الإمارات سوى مرتزقتها. تلك هي الحقيقة الثابتة لدى الإنسان اليمني على وجه الخصوص. ففي الوقت الذي يهب فيه الشعب اليمني برمته كما هو دأبه دائما نحو نصرة القضية الفلسطينية، يأتي مرتزق بائس وخسيس كالزبيدي أو طارق عفاش ليسبح في الاتجاه المعاكس للموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية والرافض لجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة. مفارقة ليست بالغريبة لكنها تحز في نفس كل يمني وهو يرى أمثال هؤلاء مازالوا محسوبين على كونهم يمنيين.

يواصل مرتزقة الإمارات تحركاتهم المساندة للكيان الصهيوني، ويقدمون المزيد من العروض للجانبين الأمريكي و«الإسرائيلي»، بفتح جبهات إسناد للكيان.
وعلى الرغم من أن تلك الاستماتة التي تبديها فصائل الاحتلال الإماراتي في اليمن، قوبلت باهتمام الإعلام الصهيوني، إلا أنها لاقت تجاهلاً من قبل الولايات المتحدة، التي تدرك ضعف تأثير هذه الفصائل، سواء تمثلت في ما يسمى «المجلس الانتقالي» برئاسة المرتزق عيدروس الزبيدي أم فصائل العميل طارق عفاش، أم الاثنين معا، بعد أن أعلن الزبيدي عن تشكيل جبهة موحدة مع طارق عفاش لحماية الملاحة البحرية «الإسرائيلية» في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
بل لقد ذهبت بهم الصفاقة إلى إدانة العمليات التي توجهها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني سواء عبر استهداف أم الرشراش أو استهداف السفن المتوجهة إلى الكيان، واعتبار تلك العمليات «إرهابية» من خلال بيانات متكررة للزبيدي وطارق وحكومة الفنادق، إعلاناً لعمالتهم الواضحة للقوى الخارجية المعادية لليمن وتسابقاً بكل خزي لخدمة أجندة صهيونية أمريكية مشبوهة في اليمن والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
وبحسب تعبير محافظ شبوة اللواء الركن عوض محمد بن فريد العولقي فإن تسابق كل من الزبيدي وطارق على العمالة للخارج وفي هذا التوقيت يؤكد أنه لم يصل أي عميل يمني إلى ما وصل إليه هذان المرتزقان وفصائلهما من العمالة والخيانة لوطنهم والقضية الفلسطينية، مخاطباً إياهم بأنهم لا يحملون أي صفة سياسية أو عسكرية في المجتمع اليمني ولا يمثلون القضية اليمنية ولا حتى النظامين السابقين في جنوب اليمن وشماله، وأنه حتى لو بعث هذان النظامان من القبور لحكموا عليهم بالإعدام نظراً لما أقدموا عليه من خيانة لوطنهم وشعبهم.
وكان المرتزق عيدروس كثّف تحركاته الميدانية في الأيام الماضية في محافظتي عدن ولحج المحتلتين ومضيق باب المندب. وأكّد عدد من كبار قيادات «الانتقالي»، بمن فيهم الزبيدي نفسه، جهوزية فصائله للمشاركة الفاعلة في أيّ عمليات تقوم بها الولايات المتحدة، كقائدة للتحالف العسكري البحري الجديد ضد صنعاء.
لكن هذه الاندفاعة لم تغرِ الولايات المتحدة التي تعمّدت تجاهل تلك العروض، رغم أنّها تعاني من عزلة بسبب الامتناع شبه الكامل عن المشاركة في تحالف حماية الملاحة «الإسرائيلية».
وبحسب مصادر مطلعة في حكومة الفنادق فإن قيادة القوات الأمريكية اشترطت أن تجري مشاركة فصائل «الانتقالي» في التحالف تحت قيادة ضبّاط الارتباط المعتمدين من قبلها، وعلى رأسهم العميل طارق عفاش، كونه قائد ما تسمى «القوات المشتركة» المكلفة من قبل تحالف الاحتلال بمهمات بحرية منذ العام 2020، والمرتزق صغير بن عزيز المعين رئيسا للأركان في حكومة الفنادق والمحسوب على الاحتلال الإماراتي أيضاً، مؤكدة أن على بدأ الزبيدي التقارب مع طارق عفاش في هذا الصدد ونبذ خلافاتهما جانبا.
وأشارت المصادر إلى أن ترتيبات واشنطن، في هذا الاتجاه، تعود إلى منتصف تشرين الأول الماضي، وأن القيادة الأمريكية، عزّزت التعامل مع طارق عفاش، كون فصائله تتموضع في مناطق مهمة في باب المندب وله ارتباط بقيادة الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين منذ سنوات، وهذا ما أثار حفيظة «الانتقالي» الذي سبق لرئيسه أن بعث بأكثر من رسالة إلى الصهاينة عبر الإمارات تشير إلى استعداده لتأمين المضيق الدولي الواقع غرب محافظة تعز غربي اليمن، مقابل دعمه.
ووفقاً للمصادر فإن قيادات في انتقالي الإمارات اعترضت على مخطّط إماراتي يهدف إلى إنشاء محافظة مستقلة لباب المندب وتسليمها لطارق عفاش، مشيرة إلى أنّ تعامل أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي دفعت بسفيرتها الجديدة لزيارة باب المندب قبل نحو شهرين، مع العميل طارق، أفقد فصائل «الانتقالي» أي اهتمام دولي، ودفع بالاحتلال الإماراتي إلى تسليم مهمات «حماية خليج عدن» لفصائل عفاش، كونها لا تثق بالزبيدي وتخشى ردة فعل القيادات السلفية العقائدية على قيام التشكيلات التابعة له بمثل هذا الدور.
وكردّ فعل على تهميشه، قام الزبيدي، بزيارة مفاجئة إلى مضيق باب المندب، إلّا أنّه مُنع من دخول غرفة العمليات الأمريكية -الإماراتية عند وصوله إلى جزيرة ميّون المطلة على المضيق الاستراتيجي، والتي تحميها فصائل عفاش.
ومع ذلك، تظاهر الزبيدي بامتلاك فصائله الموالية لإمارات ابن زايد هي أيضا، حضورا عسكرياً بحريا كبيرا في باب المندب والبحر الأحمر.
وأكد، في تصريح صحافي، أن فصائله ستكون جزءاً فاعلاً ومهماً من التحالف الدولي الجديد، وستُسهم في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حسب قوله.
المصادر أكدت أن «زيارة» الزبيدي إلى مضيق باب المندب، جاءت في إطار صراع محتدم بين فصائله وفصائل العميل طارق، على خلفية أولوية كل منهما للاضطلاع بما تسمّى مهمة حماية الملاحة في البحر الأحمر والاستئثار بالدعم العسكري الأمريكي و«الإسرائيلي»، إلا أن ضغوطا مورست من قبل الإمارات لفرض نوع من التقارب بينهما على قاعدة المصير المشترك.
بدوره، كثف العميل طارق عفاش من تحرّكاته، وهاجم عمليات صنعاء ضد السفن الصهيونية، وذلك بعد لقاءات جرت بينه وبين الأمريكيين في جيبوتي قبل أن يتم استدعاؤه من قبل القيادة الأمريكية في المنامة قبل أيام.
وقوبلت تلك التحرّكات المساندة للكيان، بمزيد من الانشقاقات في صفوف الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي، للانضمام إلى قوات صنعاء، فيما أثارت ردود فعل غاضبة في المجتمع اليمني، المؤيد بغالبيته للعمليات العسكرية ضد السفن الصهيونية أو المتّجهة إلى موانئ الاحتلال، والعمليات الجوية التي تستهدف العمق الإسرائيلي في إيلات.
ووفقاً لأكثر من مكوّن جنوبي رافض لسياسة «الانتقالي» ونهج الإمارات المعادي للقضية الفلسطينية، فإن أي أعمال عسكرية تنفّذها واشنطن ضد صنعاء على خلفية اشتراط الأخيرة إدخال الغذاء والدواء والوقود إلى قطاع غزة، مقابل التوقّف عن استهداف الكيان، سوف تُقابَل برد من كلّ اليمنيين شمالا وجنوبا.