اليمن بالحبر العبري -
استعرضت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بعض الحلول المطروحة لمواجهة الهجمات اليمنية بالوسائل التكنولوجية.
تناولت الصحيفة ما قاله ريتشارد دانفورث، الرئيس التنفيذي لشركة (Genasys)، التي اخترعت أجهزة إنذار صوتية بعيدة المدى تسمى (LRAD) في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لمحاربة القراصنة الذين يحاولون الاستيلاء على السفن، لشبكة (بي بي سي): «إنها نغمة عالية التردد، وصاخبة للغاية. ستجعلك ترغب في تغطية أذنيك». هدفها ردع المشتبه بهم، إما من خلال الكلمات وإما بث نغمات مزعجة من هذه الأجهزة.
وتزعم الشركة أن نظامها، الذي يصل مداه إلى 3 آلاف متر، قادر على تنفيذ مهامه حتى لو كان لدى المهاجمين واقيات للآذن. وقال دانفورث إن كثيرا من السفن التجارية الكبيرة تبحر الآن وهي مزودة بأجهزة (LRAD)، كما أنها مثبتة أيضاً في البحرية الأمريكية، ومحطات الطاقة النووية، ويخوت الأثرياء، وحتى في سد هوفر على نهر كولورادو.
ويعد جهاز الليزر أحد المنتجات التكنولوجية الأخرى التي طورتها شركة (BAE Systems)، الذي يمكنه تحذير القراصنة على مسافة تصل إلى 2000 متر باستخدام الوميض. كما طورت شركة (QinetiQ) شبكة خاصة يمكن إطلاقها من طائرة هليوكوبتر على القوارب المهاجمة، والتي من الناحية النظرية تلتف حول المروحة وتعطل السفينة.
كما تعد خراطيم المياه خياراً آخر، وجرى تجربته في ذروة أزمة القراصنة الصوماليين. وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على موقع «يوتيوب» منذ أكثر من عقد من الزمن، أن خراطيم المياه تصل إلى مدى 300 متر وتطلق 5 آلاف لتر في الدقيقة.
هناك خيار آخر طوره تيم نيس، قبطان سابق في شبكة الأمن البحري الدولية، وهو نظام دفاعي مائي، يتضمن خراطيم إطفاء كبيرة تنتج نفاثات من الماء على جانبي السفن العملاقة. وقال نيس: «يمكنك إنشاء حاجز حول السفينة، حتى لا يتمكن القراصنة من اختراقها». ورغم استخدام خراطيم المياه لمواجهة القراصنة في الماضي، إلا أن من المشكوك فيه أن تردع هذه الأجهزة مهاجمين مسلحين بالصواريخ، والقنابل اليدوية، وبنادق الكلاشينكوف.
وفي الوقت نفسه، هناك وسائل أخرى للدفاع. لقد نشر المكتب البحري الدولي (IMB) دليلاً للحماية من القراصنة، وإضافة إلى الأشياء الواضحة (أبواب ونوافذ على درجة عالية من الصلابة) يشتمل أيضاً على أفكار مبتكرة، مثل وضع دُمى في أماكن استراتيجية على السفينة لخلق انطباع بوجود عدد أكبر من أفراد الأمن، ونشر أسلاك الصواريخ وأنظمة لمنع اللصوص من التسلق على متن السفينة.
يقول كريس لونج، رئيس الاستخبارات في شركة الأمن البحري (Neptune P2P Group)، إن «الحراس المسلحين على متن السفينة هم من أوقفوا القراصنة. إنهم لا يريدون أن يُقتلوا، إنهم يريدون المال فقط، وإذا أطلقوا النار عليهم، فسيرحلون». وتقدم شركته أفراد أمن مسلحين لمشغلي السفن التجارية، لكن انخفض الطلب على ذلك بشدة في العام أو العامين الماضيين. وبحسب لونج، كان ملاك السفن -في فترة ما- يدفعون حوالى 76 ألف دولار لطاقم بريطاني مكون من ثلاثة أفراد، لكن اليوم تقدم دول أخرى حلولاً مماثلة بسعر أرخص بكثير.
ومع ذلك، حتى هذا النوع من الحماية على متن السفن لن يكون مجدياً إذا كان المهاجمون المسلحون ترعاهم دولة، مثل الحوثيين. يعترف لونج قائلاً: «لسنا قادرين وغير ملزمين بالتورط في أي هجوم مع كيان خاص بالدولة». وأضاف: «إذا صعد الحوثيون، على سبيل المثال، على متن السفينة فإن أفراد الأمن سيلقون أسلحتهم».
ويضيف جاكوب لارسن، رئيس قسم الأمن البحري في شركة «بيمكو»، أنه «عندما يكون التهديد أكبر من عدد القراصنة، فمن المستحيل تقريباً أن تدافع سفينة الشحن عن نفسها». إن الهجمات التي تشنها فرق عسكرية ذات قدرات عالية، والصواريخ والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات، معقدة للغاية بحيث لا يمكن تفاديها. ولا يمكن وضع أنظمة مضادة للطائرات أو صواريخ على سفن الشحن، «فمثل هذه الأسلحة ببساطة غير متوفرة للسفن من هذا النوع».
والخيار الوحيد في الواقع للحماية من القراصنة هو دفاع بحري حكومي. ويفكر الجيش الأمريكي في مرافقة السفن التجارية المعرضة لخطر الهجوم في منطقة البحر الأحمر.

صحيفة 
«يديعوت أحرونوت» الصهيونية