عادل بشر / لا ميديا -
واصلت وسائل إعلام صينية، أمس، تسليط الضوء على الهجوم الاستباقي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية، منتصف الأسبوع المنصرم، مستهدفة حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" في البحر العربي، وبارجتين أمريكيتين في البحر الأحمر، وما تلى ذلك من اعتراف وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون المشتريات والاستدامة بيل لابلانت، بتنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل ملحوظ.
ونشرت شبكة المراقب الصينية، بالتعاون مع معهد تشونكيو للبحوث الاستراتيجية الشاملة، مقالاً بعنوان "فقط أولئك الذين يستطيعون القتال هم من يتمتعون بالاحترام وقيمة الجبهة المتحدة!".
واستهلت الشبكة مقالها، بما جاء في اعترافات كبير مشتريات الأسلحة بوزارة الدفاع الأمريكية، حيث ذكر المقال: "قال العديد من خبراء الدفاع والأمن الأمريكيين في منتدى دفاعي عقده البنتاغون مؤخراً: إنهم مصدومون من أداء القوات المسلحة الحوثية خلال الأشهر الستة الماضية!".
وعلقت الشبكة الصينية على ذلك بالقول: هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها الحوثيون على اعتراف رسمي من السلطات الأمريكية. ومطلع الشهر الجاري، أصدرت الأمم المتحدة تقرير تحقيق خبراء خاص جاء فيه أن "القوات المسلحة الحوثية تحولت إلى منظمة عسكرية قوية".
وتساءلت الشبكة: "ما الذي فعلته القوات المسلحة اليمنية في الأشهر الستة الماضية "لصدمة" خبراء الدفاع والأمن الأمريكيين واعتبارها "قوية" من قبل خبراء التحقيق التابعين للأمم المتحدة؟".
وللإجابة على ذلك تطرقت الشبكة الصينية، إلى بيان القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الذي أعلن عن تنفيذ عمليتين نوعيتين استهدفت في الأولى حاملة الطائرات الأمريكية "لينكولن" في البحر العربي، وفي الثانية مدمرتين أمريكيتين حاولتا عبور البحر الأحمر. وأكدت القوات المسلحة اليمنية أن العمليتين تمتا بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، ونجحتا في إفشال هجوم استباقي لحاملات الطائرات الأمريكية على اليمن.
وقالت الشبكة الصينية: "هذه هي الغارة الثانية واسعة النطاق على مجموعة قتالية لحاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية بعد أن نظمت القوات المسلحة اليمنية بحزم هجومًا على حاملة الطائرات يو إس إس آيزنهاور في أيار/ مايو الماضي، ونجحت في طردها".
وأضافت: "وفي وقت لاحق، أعلن وزير الدفاع الأمريكي علانية أن حاملتي الطائرات ثيودور روزفلت ولينكولن تم نشرهما في البحر الأحمر لتحلا محل آيزنهاور، لكن كلتيهما بقيتا خارج البحر الأحمر ولم تجرؤا على الدخول". وتابعت: "على سبيل المثال، انتشرت روزفلت في بحر العرب بالشرق الأوسط لمدة شهرين، ولم تدخل البحر الأحمر إلا بعد مغادرتها في منتصف وأواخر أيلول/ سبتمبر، ودخلت حاملة الطائرات لينكولن التي تعرضت للضرب هذه المرة، إلى الشرق الأوسط في منتصف آب/ أغسطس الماضي، لكنها لم تدخل البحر الأحمر بعد".

السماح بالمرور
شبكة المراقب الصينية، كشفت في ذات المقال عن طلب تقدمت به واشنطن إلى صنعاء، عبر وسطاء، بالسماح بمرور "لينكولن" في البحر الأحمر بأمان، قائلة: "قبيل هزيمة لينكولن هذه المرة، انتشرت شائعة مطلع الشهر الجاري، بأن الولايات المتحدة طلبت من القوات المسلحة اليمنية، عبر قنوات خاصة ضمان المرور الآمن لحاملة الطائرات الأمريكية عبر البحر الأحمر، وقوبل هذا الطلب بالرفض من صنعاء".
وأضافت: "انطلاقًا من مخطط نشر السفن الكبيرة للبحرية الأمريكية والذي نشره موقع البحرية الأمريكية USNI في الـ12 من الشهر الجاري بالتوقيت الشرقي، تميل حاملة الطائرات لينكولن إلى الإبحار من بحر العرب عبر خليج عدن ومضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر. ويؤكد هذا الجانب الإشاعة المذكورة بأن حاملة الطائرات الأمريكية ستمر عبر البحر الأحمر، فيما يؤكد إعلان القوات المسلحة اليمنية عن الهجوم على لينكولن، ما جاء في الإشاعة حول رفض صنعاء مرور حاملة الطائرات من البحر الأحمر".
وتساءلت الشبكة الصينية: "في الماضي، عندما تضطر حاملة طائرات أمريكية إلى الإبحار عبر البحر الأحمر، هل كانت بحاجة إلى تقديم طلب لصنعاء بالسماح لها بالمرور الآمن؟ وعندما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ووزير الدفاع الأميركي شخصياً عن نشر حاملات طائرات، هل كانا سيصفعان نفسيهما بسبب وازعهما؟ الجواب واضح، بالتأكيد لا".

ليس فقط في البحر
إلى جانب الهزائم الأمريكية في البحر، على أيدي القوات المسلحة اليمنية، منذ دخول اليمن الحرب ضد الكيان الصهيوني، إسناداً للشعب الفلسطيني، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، تطرقت شبكة المراقب الصينية في مقالها، إلى هزائم أخرى تلقتها أمريكا جواً، ويتمثل ذلك في الطائرات بدون طيار من طراز MQ-9 ريبر، التي أسقطتها القوات المسلحة اليمنية، بشكل متواتر وبلغت 12 طائرة خلال عام واحد.
وأوضحت الشبكة الصينية، أن "هذه الخسارة تتجاوز إجمالي الخسائر التي تكبدها هذا النوع من الطائرات بدون طيار في أماكن أخرى حول العالم منذ وضعها في الخدمة من قبل الجيش الأمريكي". مضيفة: "لذلك، أعربت الولايات المتحدة، التي تفتخر بتفوقها الجوي، عن أسفها، أيضًا في منتدى الدفاع الأمريكي مؤخرًا، لهذه الخسارة، وأنه كان على الطائرات الأمريكية والبريطانية المشاركة في الضربات الجوية تجنب المجال الجوي الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي".
وأكدت الشبكة، أنه ورغم التكاليف الباهظة للضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن، فإنها لم تحقق الهدف المرجو منها، وهو "إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين".
وخلصت الشبكة الصينية إلى القول: "إن تجربة القوات المسلحة اليمنية، تشرح تماماً ما يعنيه أن تكون قادراً على القتال، وعندها ستحظى بالاحترام، وما يعنيه أن تكون قادراً على القتال، وعندها سيكون لديك قيمة الجبهة الموحدة".. مؤكدة أنه "مثلما ينطبق هذا على بلد صغير كاليمن، فإنه ينطبق أيضاً على بلد كبير مثل الصين التي تتوقع حرباً اقتصادية وشيكة من الولايات المتحدة، خصوصاً بعد فوز ترامب برئاسة أمريكا".
واختُتم المقال بالقول: ما يجب على بكين في هذه الحالة، هو عدم الاستسلام، وأن يكون لديها إيمان راسخ بالنصر، وأن نؤمن إيمانا راسخا بأنه "فقط من خلال القتال يمكننا تحقيق السلام"، وأن نكون مستعدين بحزم لجميع أنواع المعارك. في ما يتعلق بالإمبريالية الأمريكية، بغض النظر عمن يصل إلى السلطة، فإن الجوهر هو أن "الإمبرياليين الأمريكيين متعجرفون للغاية".