عادل بشر / لا ميديا -
أكدت مجلة أمريكية أن أي تصعيد عسكري ضد اليمن لن يؤدي إلى إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.. كاشفة عن فشل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في مهمتهم المتمثلة بـ"ردع الحوثيين"، حدّ وصفها.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها، أمس، بعنوان "الحوثيون لا يتراجعون" رصدته صحيفة "لا"، أن التصعيد العسكري لن يؤدي إلى إنهاء الحملة التي تشنها صنعاء ضد الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا وبريطانيا دعماً للشعب الفلسطيني.
وقالت: "إن مهمة الولايات المتحدة لردع الحوثيين وإضعافهم لم تنجح. ففي الأسبوع الأخير من عام 2024، شن الحوثيون موجة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على إسرائيل وأطلقوا في شهر ديسمبر/ كانون الأول وحده، النار على العديد من السفن البحرية والتجارية الأمريكية، ونفذوا عشر هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل".
التقرير الذي أعدته بيث سانر، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة، كما شغلت منصب الموجز الاستخباراتي للرئيس دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى، أشار إلى أنه وبالرغم من الضربات الأمريكية و"الإسرائيلية" التدميرية للبنى التحتية للموانئ والطاقة "مازال الحوثيون يواصلون إطلاق النار".
وأوضح التقرير أن عمليات صنعاء "لم تتآكل، لكن الجاهزية العسكرية الأمريكية وسمعتها تآكلت"، لافتاً إلى أنه وبعد تسعة أشهر من بدء الحملات العسكرية الأمريكية ضد اليمن وتحديداً في آب/ أغسطس 2024م، أعلن قائد البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، نائب الأدميرال جورج ويكوف، علناً أن الجهود الأميركية والضربات لن تردع الحوثيين. وقال: "الحل لن يأتي في نهاية نظام الأسلحة".
ويرى التقرير أن "هذا الاستنتاج لم يتغير كثيراً"، معترفاً بأن انخفاض الهجمات البحرية اليمنية، يأتي بسبب انخفاض عدد الأهداف، جراء تحول السفن التي بالإمكان استهدافها إلى الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وأضاف: "في غضون ذلك، كثف الحوثيون هجماتهم المباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة"، مشيراً إلى أن الهجمات اليمنية شبه اليومية على "إسرائيل" دفعت بالأخيرة إلى الدعوة إلى استجابة متعددة الجنسيات منسقة، وتحذير صنعاء من أنها ستواجه نفس مصير غزة والضاحية الجنوبية لبيروت.
ولفت التقرير إلى أن "مثل هذه التهديدات المروعة والتصعيد العسكري لن ينهي الحملة اليمنية" المساندة للشعب الفلسطيني.. موضحاً أنه "بعد ما يقرب من عقد من القصف من المملكة العربية السعودية، أصبح الحوثيون محصنين ويمكنهم امتصاص الهجمات المكثفة، في حين ارتفعت أهميتهم وشعبيتهم مع كل ضربة".
وأكد أنه في حين تستطيع القوات المسلحة اليمنية مواصلة هجماتها بطائرات بدون طيار وصواريخ رخيصة نسبيًا وتحمل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمى، فإن الولايات المتحدة تحرق مليارات الدولارات وسنوات من إنتاج الذخائر النادرة التي ستكون ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادئ. وقال: "قد تنفق واشنطن ما يصل إلى 570 مليون دولار شهريًا على مهمة فشلت في تحريك الإبرة بشأن التهديد" حدّ تعبيره.
كما أكد التقرير أن "العمليات اليمنية أدت إلى استنزاف الجاهزية من خلال إجبار السفن وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية على تمديد عمليات الانتشار، مما أدى إلى إصلاحات تستغرق وقتًا طويلاً، وتقليص الأسطول المتاح، وتقصير عمر السفن. كما أن إرهاق الموظفين يخاطر بارتكاب أخطاء، كما حدث في اسقاط المقاتلة F18 بنيران صديقة مؤخراً".
وشدد تقرير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على أن "استمرار حملة متعددة الجنسيات فشلت في جذب الدعم من معظم الحلفاء والشركاء أو تحقيق الهدف المعلن، يجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال".