تقرير / لا ميديا -
تُحرر المقاومة الفلسطينية اليوم 369 مختطفا فلسطينيا من زنازين العدو الصهيوني ضمن الدفعة السادسة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأكّد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، أمس، أنه سيُطلق سراح 36 مختطفا بأحكام بالسجن المؤبد، و333 أسيرا من أسرى غزة، اختطفوا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
من جهته أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أمس الجمعة، أن الحركة قرّرت الإفراج، اليوم السبت، عن 3 أسرى للعدو الصهيوني، مشيرا إلى التزام حماس بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أبو عبيدة في بيان مقتضب: قررنا الإفراج غدا عن الأسرى الصهاينة ساشا ألكسندر تروبنوف وساغي ديكل حن ويائير هورن.
وأكّد مكتب رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، استلام الاحتلال قائمة بأسماء 3 من الأسرى لدى المقاومة في غزة.
ويأتي ذلك عقب محاولة العدو الصهيوني تفجير الاتفاق بالخروقات والتهرّب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وذلك استقواء بالدعم الأميركي، وخطة الرئيس الأميركي المجرم دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة.
إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية، بأن مصر وقطر نجحتا في «تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة».
في سياق متصل قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف إنه لم يدخل إلى قطاع غزة حتى منتصف ليلة الأمس أية كرفانات أو معدات وآليات ثقيلة من المتواجدة على الجانب المصري من معبر رفح، مضيفا: «نأمل أن تدخل خلال الساعات القادمة بحسب تطمينات الأطراف ذات العلاقة».
وقال سلامه في تصريحات صحافية: «نتابع سلوك الاحتلال ونضع الوسطاء في صورة خروقاته يوميا، وننتظر التزامه بتعهداته في اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء إدخال كل المستلزمات الواردة ضمن البروتوكول الإنساني بالأصناف والكميات المحددة والمواعيد المقرة لذلك».
وبحسب «اتفاق وقف إطلاق النار» الذي أوقف عدوان الإبادة على غزة الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير وتمتد مرحلته الأولى 42 يوما، يُفترض تنفيذ العملية السادسة لتبادل الرهائن والأسرى اليوم السبت.

تدمير 470 مبنى في جنين
في الضفة الغربية يواصل الكيان الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ25 على التوالي، فيما دخل العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ19، واليوم الـ6 على مخيم نور شمس، وسط حصار ومداهمات للمنازل، وجريمة التهجير، تخلّلته الاعتقالات.
وقال الإعلام الفلسطيني، إن العدوان المستمر على مخيم جنين، أجبر 20 ألف شخص على النزوح، وسط ودمار واسع وأزمة إنسانية خانقة تهدد حياة المواطنين، مضيفة أن 470 منشأة ومنزلا تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي جراء القصف والتدمير المستمر، كما يعاني أهالي المخيم ومدينة جنين من انقطاع كامل للمياه والكهرباء، ونقص حادّ في الطعام والاحتياجات الأساسية، خاصة للأطفال، كما أن المدارس والخدمات الصحية توقفت تماما.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن قوات الاحتلال تمنع وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية، ما يحرم 35% من أهالي مدينة جنين من المياه، ويزيد من معاناة الأهالي ويجعلهم عرضة لكارثة صحية.
ولاتزال قوات الاحتلال تستولي على مبانٍ سكنية في الحي الشرقي، وتحوّلها لثكنات عسكرية تحديدا القريبة من مخيم طولكرم، وسط حصار مشدد ومنع سكانه من الخروج والتنقل للحصول على احتياجاتهم الأساسية؛ كما واصلت قوات الاحتلال حصارها لمخيمي طولكرم ونور شمس وتحويلهما لمنطقة عسكرية، بالتزامن مع الاستيلاء على المنازل والمباني السكنية وتحويلها لثكنات عسكرية، بعد إجبار الأهالي على إخلائها، في ظلّ البرد القارس.
وألحق هذا العدوان غير المسبوق دمارا واسعا في البنية التحتية والممتلكات، حيث هدمت جرافات الاحتلال عددا كبيرا من المنازل في حارة المنشية في مخيم نور شمس، وسط تفجيرات ضخمة متزامنة مع إطلاق جنود الاحتلال للرصاص الحي باتجاه كل شيء متحرّك.
ولايزال المخيّم يشهد موجة نزوح واسعة للعائلات، التي توجهت إلى مناطق متفرقة في المدينة وضواحيها وبلداتها المختلفة، فيما لاحقت قوات الاحتلال الأهالي من مخيمي طولكرم ونور شمس، أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في المخيمين، وأطلقت الرصاص والقنابل الصوتية لترهيبهم، واحتجزت العديد منهم.
كما دمّر العدو الصهيوني محتويات عشرات المنازل التي اقتحمها في مدينة نابلس، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة في محيط مخيّمي عسكر وبلاطة شرقي نابلس، تزامنا مع استمرار عدوانه في جنين وطولكرم.

ربع الصهاينة يهربون من فلسطين
بينما العدو الصهيوني يحاول تهجير سكان قطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في الضفة يواجه أزمة كبيرة مع «المستوطنين» الذين جلبهم لاحتلال فلسطين زاعما أنهم شعب لدولته المزعومة.
وكشفت دراسة جديدة، أجريت في «المركز الأكاديمي الإسرائيلي» عن معطيات، وصفتها بـ»المثيرة للقلق»، بشأن اتجاهات الهجرة من كيان الاحتلال، وفق ما نقل موقع «والاه» التابع للعدو.
وبيّنت نتائج الدراسة، أنّ 24% من الغاصبين، فكروا في مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة، في العام الماضي 2024، مقارنةً بـ18% فقط قبل عامين.
وذكر موقع «والاه»، أنّ الدراسة بحثت تأثير الوضع الأمني والاقتصادي، على رغبة الغاصبين في مغادرة فلسطين المحتلة، إذ أظهرت النتائج، أنّ أكثر من ثلث الصهاينة، يفكرون في مغادرة الكيان بسبب عوامل مختلفة.
وأوضحت الدراسة أنّ من بين العوامل، التي تدفع الغاصبين للهجرة الوضع الأمني، والوضع الاقتصادي.
وشدّدت الدراسة على أنّ 80% من الغاصبين، الذين هاجروا في عام 2023، بسبب الحرب، كانوا قد عايشوا الحرب في بلدانهم الأصلية، وأجبروا على التعامل مع وضع مماثل في «إسرائيل»: «العيش في ظل حرب جديدة والقلق بشأن مصير أفراد عائلاتهم الذين تركوهم وراءهم» لكنهم يفضلون الرحيل عن «إسرائيل» مع ذلك.