تقرير / لا ميديا -
كثفت قوات العدو الصهيوني، أمس، قصفها الوحشي، جواً وبراً، على عموم قطاع غزة، في اليوم الـ26 على استئنافها عدوان الإبادة، ما أسفر عنه سقوط المزيد من الضحايا، جلّهم من النساء والأطفال، لترتفع الحصيلة إلى 1563 شهيداً وأكثر من 4004 مصاباً منذ 18 آذار/ مارس الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، أنّه «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 21 شهيداً و64 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأفادت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، بأنّ عدداً من الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وسائل إعلام فلسطينية أفادت بأن طائرات الاحتلال نفذت «حملة غارات جوية عنيفة»، تزامناً مع قصف مدفعي استهدف حيي النصر والسلام، شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع.
كما تجدد القصف المدفعي على حيي الزيتون والتفاح، شرقي مدينة غزة شمالي القطاع، وفي وسطه، غربي مخيم النصيرات.
من جانبها أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان، أنه «بين 18 آذار/ مارس و9 نيسان/ أبريل الجاري، نفذ العدو الصهيوني نحو 224 غارة جوية تقريباً على المباني السكنية وخيام النازحين في عموم القطاع، منها نحو 36 غارة ضحاياها هم من النساء والأطفال حصراً».
بدورها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه بعد 6 أسابيع من الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني ومنعه دخول المساعدات والإمدادات التجارية، نفد مخزون المواد الغذائية تقريباً، وأغلقت المخابز أبوابها، وتفشى الجوع.
أما المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فحذر من جريمة كبيرة أخرى يرتكبها العدو الصهيوني، وهي جريمة التعطيش الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث حوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل.
وقال المكتب إن العدو عطّل عمداً خطي مياه «ميكروت» شرق مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى، وقطع خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، ما أدى لتوقفها التام.
وأضاف أن العدو دمر أكثر من 90% من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهدف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
وكشف عن تسجيل أكثر من 1,7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، فضلاً عن وفاة أكثر من 50 فلسطينياً، غالبيتهم أطفال، بسبب الجفاف وسوء التغذية.
سياسياً، وعلى صلة بالمفاوضات، وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس، برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة، أمس السبت، لإجراء محادثات حول المقترح المصري ومستجدات المباحثات.
المقاومة تقصف «نير يتسحاق»
عسكرياً، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، أنها استهدفت مغتصبة محاذية لقطاع غزة بصواريخ قصيرة المدى.
وذكرت الكتائب، في بيان نُشر على قناتها الرسمية عبر تطبيق «تيليغرام»، أنها استهدفت مغتصبة «نير يتسحاق» بصلية من منظومة «رجوم» الصاروخية قصيرة المدى من عيار 114 ملم، في إطار الرد على جرائم الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.
من جهته، أقر الاحتلال بإطلاق ثلاثة صواريخ من قطاع غزة باتجاه «المستوطنات الجنوبية».
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بأن الصواريخ أُطلقت من منطقة خان يونس جنوب القطاع، واستهدفت مستوطنات «نير يتسحاق»، «صوفا» و«حوليت».
وتُعد هذه العملية هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، حيث كانت «القسام» قد أعلنت، الأحد الماضي، أنها قصفت مدينة أسدود، جنوب فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية، رداً على المجازر الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة.

76 يوماً من العدوان على الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل قوات الكيان الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ76 على التوالي، ولليوم الـ63 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتهجير مستمر.
ودفع العدو الصهيوني، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة من الآليات ومدرعات إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.
وما زالت قوات الاحتلال تستولي على منازل ومبانٍ سكنية في مدينة نابلس، وتحولها إلى ثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها في محيطها، والتي زادت وتيرتها بعد أن استولت أمس الأول على خمس بنايات إضافية، تضم عشرات الشقق السكنية التي تؤوي عشرات العائلات، بينهم نازحون من مخيمي طولكرم ونور شمس.
هذا وأسفر عن العدوان الصهيوني وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة، بعد الاستيلاء على منازلهم واتخاذ عدد منها ثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دماراً شاملاً بالبنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمر 396 منزلاً تدميراً كلياً، و2573 جزئياً، في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالحواجز الترابية.