عادل بشر / لا ميديا -
عادت صافرات الإنذار، أمس، للدويّ مجدداً في المستوطنات بفلسطين المحتلة، بعد هدوء دام أربعة أيام، منذ دخول وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الصهيوني حيز التنفيذ صباح الثلاثاء الماضي،  ليجد الآلاف من المستوطنين أنفسهم يهرعون إلى الملاجئ خوفاً من خطر يمني يُحلق في الأفق.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن مئات الآلاف من المستوطنين استيقظوا صباح أمس على أصوات صفارات الإنذار في مناطق واسعة جنوب فلسطين المحتلة، بما في ذلك بئر السبع، ومنطقة البحر الميت، وعراد، وديمونا.. مشيرة إلى سماع دوي انفجارات ضخمة، زعم "جيش الاحتلال" أنها نتيجة للتصدي للصاروخ اليمني.
لاحقاً أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان متلفز عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً حساساً للعدو "الإسرائيلي" في منطقة بئر السبع المحتلة، بصاروخ باليستي نوع "ذي الفقار".. مؤكدة أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية تأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ورداً على جرائم العدو الصهيوني المجرم بحق المدنيين في قطاع غزة".. لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذت الأسبوع الماضي، عدة عمليات عسكرية، استهدفت مواقع حساسة ومنشآت عسكرية، تابعة للعدو الصهيوني في كل من بئر السبع ويافا وحيفا بفلسطين المحتلة، وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وقد تكللت جميعها بالنجاح بفضل الله.
وشدد البيان على أن اليمن الوفي بشعبه الأبي وقيادته المؤمنة وجيشه المجاهد لن يتخلى عن تأدية واجباته الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التداعيات، وسيواصل بعون الله وبالتوكل عليه عملياته الإسنادية حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وتعليقاً على هذه العملية أكد الإعلام العبري أن القوات المسلحة اليمنية لن تتوقف عن برنامجها المساند للشعب الفلسطيني.
ورجح الإعلام العبري أن صنعاء ستُصعد هجماتها على كيان الاحتلال في الأيام المقبلة توازياً مع تصعيد "الجيش الإسرائيلي" للمجازر بحق أبناء غزة.
وتحت عنوان (الحوثيون يستكملون ما تركته الجمهورية الإسلامية بالعودة إلى الهجمات على إسرائيل) نشرت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية تحليلاً، أكدت فيه أن الهجمات الصهيونية الماضية على اليمن لم تعق البرنامج الصاروخي لقوات صنعاء، مما يمكنها من مواصلة الهجمات على الاحتلال.
وأضافت أن "الحوثيين يسعون إلى استئناف الهجمات الصاروخية الباليستية على إسرائيل" حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وبحسب الصحيفة العبرية فإن القوات المسلحة اليمنية وخلال الحرب بين الاحتلال والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت تعزز مواقعها وتركت للإيرانيين أن يتولوا مهمة مهاجمة الكيان الصهيوني.
وكانت وسائل إعلام عبرية ومحللون "إسرائيليون" قد حذروا من تصعيد صنعاء لعملياتها في الأيام القادمة بعد وقف إطلاق النار مع إيران.
وأكدوا أن الاحتلال يواجه معضلة كبيرة في التعامل مع الجبهة اليمنية وصعوبة حسم هذه الجبهة التي وصفوها بأنها "الجبهة التي يصعب ردعها عسكريا أو اختراقها استخباراتياً"، فيما انتقد أكاديميون صهاينة، عدم ضم اليمن إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل".
وزادت المخاوف الصهيونية مع تجديد سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيدَ على استمرارِ إغلاقِ البحر الأحمر في وجه الملاحة "الإسرائيلية"، في إشارة إلى الضغوطِ اليمنية المتواصِلة والحصار اليمني المؤثِّر والمفروض على العدوّ.
وقال في خطاب له الخميس المنصرم، إن إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة "الإسرائيلية" مستمر ومتواصل بشكل تام.. مشيراً إلى أن ميناء أم الرشراش (إيلات) متوقف كلياً عن العمل، في تطور يواصل الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي وسلاسل توريده الحيوية.
وكشف السيد عبدالملك، عن الحصيلة الدقيقة للعمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية دعماً لغزة ضمن جولة التصعيد الثانية، والتي انطلقت منذ 15 رمضان الماضي (آذار/ مارس) مؤكداً أن إجمالي ما تم إطلاقه من صواريخ ومسيرات ضد أهداف "إسرائيلية" بلغ 309 عمليات هجومية.
وأوضح أن العمليات شملت صواريخ بالستية، وفرط صوتية، وطائرات مسيرة، مشيراً إلى أنه خلال أيام شهر ذي الحجة فقط (حزيران/يونيو)، تم تنفيذ 25 عملية باستخدام هذا النوع من الأسلحة المتطورة، ما يعكس الاستمرارية والديناميكية العالية لجبهة الإسناد اليمنية.
ولفت إلى أن جبهة الإسناد اليمنية تقوم بواجبها الديني "في إطار إمْكَاناتنا، وفي إطار المستطاع والممكن".