مصرع وإصابة 11 جنديا وضابطا صهيونيا.. غزة: 88 شهيدا فلسطينيا بينهم 30 من طالبي المساعدات
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في اليوم الـ659 من عدوان الإبادة الصهيوني على قطاع غزة، يستمر شريط الدماء بالتمدد دون توقف، ويواصل أهل غزة دفع كلفة اعتداء بلا رحمة، أسلحته الحصار والتجويع والقصف. ومع كل شروق شمس جديد، يخرج الموت من تحت الركام لينادي بأسماء جديدة. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 59,821، فيما تجاوز عدد الجرحى 144,851، وعدد المفقودين أكثر من 10 آلاف شخص، في حصيلة مرعبة لا تُظهر سوى طرف جبل الجليد من المأساة التي تخنق القطاع.
وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استقبلت المستشفيات 88 شهيدًا، بينهم 30 من طالبي المساعدات، كما جرح 374 جريحًا، وسط عجزٍ تام لطواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول للضحايا المحاصرين تحت الردم، في ظل قصف لا يهدأ ونقص فادح في الإمكانات.
مساعدات مغلفة بالموت
وفي الوقت الذي يُروّج فيه العدو الصهيوني لما أسماه «تعليقًا تكتيكيًا» لعملياته اليومية في بعض المناطق، تحت غطاء «توسيع إدخال المساعدات»، تواصل طائراته الحربية استهداف كل ما ينبض بالحياة. فلا تزال عمليات القصف تطال المناطق السكنية والأسواق والملاجئ، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، ووسط تواطؤ دولي مخجل.
منذ استئناف العدوان في 18 آذار/ مارس الماضي، استشهد 8,657 فلسطينيًا وأُصيب 32,810 آخرون، فيما سقط 1,132 شهيدًا و7,521 إصابة فقط خلال محاولات الحصول على المساعدات. أي أن «لقمة العيش» باتت تهمة تستحق الموت في نظر قوات الاحتلال.
المجاعة التي تحاصر غزة من كل الاتجاهات حصدت 133 روحًا بريئة حتى الآن، أغلبهم من الأطفال. ومؤخرًا، توفي ستة أشخاص جدد، فقط لأن الغذاء والدواء لم يصلا إليهم في الوقت المناسب. المأساة تتفاقم، والجرائم تتوالى، بينما يكتفي العالم بـ»القلق» والتنديد اللفظي.
تبييض صورة الاحتلال
قوبلت المحاولة الإنسانية لكسر الحصار عبر سفينة «حنظلة» بالهجوم عليها من قبل البحرية الصهيونية في المياه الدولية، في جريمة «قرصنة عسكرية»، وقام الاحتلال باختطاف الناشطين الذين كانوا عليها.
من جهتها أكدت حماس أن الهجوم على السفينة «تحدٍّ سافر للإرادة الإنسانية».
بدورها استنكرت الجبهة الشعبية بأشد العبارات العدوان الصهيوني السافر على سفينة «حنظلة» التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة.
وقالت الجبهة الشعبية إن اقتحام السفينة حنظلة جريمة قرصنة جديدة تضاف إلى سجل اعتداءات الاحتلال على النشطاء الدوليين.
ورغم المحاولات الهزيلة لإيصال المساعدات عبر الجو، ترفض المنظمات الحقوقية هذا الشكل من «الإغاثة القاتلة»، مؤكدة أنها «شكل آخر من الإذلال»، ووسيلة لتبييض صورة الاحتلال بدلًا من محاسبته على جريمته الكبرى: حصار وتجويع شعب بأكمله.
من جهتها، اعتبرت حماس إنزال المساعدات جوًا «خدعة سياسية»، وقالت: «إنها خطوة شكلية مخادعة، هدفها تلميع صورة الكيان أمام المجتمع الدولي، بينما الحقيقة هي إبادة جماعية ترتكب ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان في غزة».
المطبخ العالمي: غزة على شفا مجاعة شاملة
من جانبه دعا مؤسس منظمة «المطبخ المركزي العالمي»، خوسيه أندريس، إلى وقف المجاعة في قطاع غزة على الفور، مناشدًا «كل أصحاب الضمير الحي في العالم» التحرك العاجل لإنقاذ مليوني إنسان على شفا مجاعة شاملة.
وقال أندريس إن «لا عذر لصمت العالم وهو يشاهد هذا الانهيار الإنساني»، مؤكدًا أن «إسرائيل»، بصفتها قوة احتلال، تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تأمين الحد الأدنى من سبل العيش للمدنيين في غزة.
وأضاف أن قوافل الإغاثة التي كانت تدخل القطاع قبل آذار/ مارس الماضي لم تتعرض سوى لـ»القليل جدًا من النهب»، معتبرًا أن القيود الصهيونية على إدخال المساعدات منذ ذلك الحين عمّقت الأزمة.
وشدد على «الحاجة الماسة لفتح ممرات إنسانية فعالة لجميع منظمات الإغاثة العاملة في القطاع».
نفوق وجرح 11 صهيونيا
في مشهد الصمود والمقاومة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تفجير ناقلة جند صهيونية بعبوة شديدة الانفجار شرق خان يونس، فيما أعلنت قوات الاحتلال مقتل ضابط وجندي من وحدة التكنولوجيا والصيانة، إلى جانب إصابة تسعة آخرين في رفح، بينهم قائد وحدة استطلاع بدوية. صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشفت أن عدد المصابين من الجنود تجاوز 18,500، وسط تقديرات تشير إلى أن الرقم سيتجاوز 100 ألف بحلول عام 2028، نصفهم سيعانون من اضطرابات نفسية، ليصبح هذا الجرح العسكري امتدادًا لأزمة اجتماعية واقتصادية متفاقمة في الداخل الصهيوني.
هولندا: «إسرائيل» خطر على الأمن القومي
في تطور دولي لافت، أدرجت وكالة الأمن القومي الهولندية «إسرائيل» ضمن قائمة التهديدات للأمن القومي، محذرة من محاولات الكيان التأثير على السياسة والرأي العام الهولندي.
وجاء ذلك في تقرير صادر عن «المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب» (NCTV)، نقلته وكالة «الأناضول»، بعنوان «تقييم التهديدات من الجهات الدولية الفاعلة».
ويتناول التقرير محاولات «إسرائيل» التأثير على الرأي العام والسياسة الهولندية، عبر حملات تضليل إعلامي.
وأشار إلى وثيقة وزّعتها وزارة «إسرائيلية» العام الماضي على صحافيين وسياسيين هولنديين عبر قنوات غير رسمية، تضمنت معلومات شخصية «غير مرغوب بها» عن مواطنين هولنديين، عقب تظاهرات مناهضة للفلسطينيين في أمستردام.
كما حذّر التقرير من تهديدات «إسرائيلية وأميركية» متزايدة للمحكمة الجنائية الدولية، مقرها لاهاي، مؤكداً أن ذلك يعرّض عمل المحكمة للخطر، ويضع على هولندا مسؤولية حماية هذه المؤسسات.
وتأتي هذه التحذيرات بعد حملة صهيونية استمرت تسع سنوات ضد مسؤولي المحكمة، التي رغم كل الضغوط، أصدرت في نوفمبر الماضي مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب.
المصدر لا ميديا