عادل بشر / لا ميديا -
بوتيرة عالية، تعمل القوات البحرية اليمنية على رصد السفن التابعة لشركات ملاحية تتعامل مع العدو «الإسرائيلي» في نطاق العمليات العسكرية اليمنية، وذلك ضمن قرار صنعاء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو، في إطار الرد على استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال «الإسرائيلي» ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويشمل الرصد «كافة السفن المملوكة لأي شركة ملاحية أو السفن المُشغلة من قبل شركات تتعامل مع موانئ فلسطين المحتلة، أياً كانت جنسيتها وفي أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة اليمنية».
مصدر عسكري في صنعاء دعا جميع السفن إلى عدم إغلاق أجهزة المناداة وفتح معرفات الاتصال بها.. مشيرا إلى أن القوات البحرية اليمنية جاهزة لتلقي أي نداءات واتصالات لمساعدة السفن وتسهيل مرورها عبر القناة 16 الدولية أو عبر البريد الإلكتروني info@navy.gov.ye».
كما دعا المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» كافة الشركات المالكة والمشغلة للسفن والمجتمع البحري والأهالي الى عدم التعامل مع الكيان الصهيوني مهما كانت العروض لضمان سلامة السفن وطواقمها.. مؤكداً أن الملاحة البحرية آمنة للجميع عدا السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة أو سفن الشركات التي انتهكت قرار الحظر حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة.
وحمل المصدر العسكري شركات السفن المنتهكة للقرار اليمني المسؤولية الكاملة تجاه سلامة سفنها والطواقم العاملة لديها والبيئة البحرية.

معنويات عالية
مع تنفيذ صنعاء للمرحلة الرابعة من الحصار البحري على الكيان الصهيوني، إسناداً لغزة، يرى خبراء ومحللون أن المواجهة العسكرية، تدخل فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد يمني متدرج بدأ مع بدء العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف.. مشيرين إلى أن هذه المرحلة تعتبر تراكما عملياتيا تصاعديا، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ فلسطين المحتلة، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.
في هذا الصدد وتعليقاً على إعلان صنعاء تصعيد وتوسيع عملياتها البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، قال تقرير تحليلي نشرته مجلة The Maritime Executive الأميركية المختصة بأخبار الشحن وقطاع النقل البحري، إن «اليمنيين لا يزالون قوة مقاتلة، وعزمهم على محاربة إسرائيل من أجل فلسطين لم يتضاءل».
وأكد التقرير أن المعنويات القتالية لدى قوات صنعاء «لم تضعف ولا تزال عالية»، رغم الضربات الكثيفة «الأمريكية والإسرائيلية» التي تعرضوا لها خلال الأشهر الماضية، منذ دخول صنعاء المعركة ضد العدو الصهيوني دعماً لغزة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.

العدو يعيد ترتيب أولوياته
التقرير الأمريكي أوضح أنه بينما تراجعت الولايات المتحدة عن مواجهة اليمن، تدفع «إسرائيل» بقوة نحو إنخراط وتحرك أمريكي أوسع، لكن الإدارة الأمريكية تواجه معارضة من داخل جناح الحزب الجمهوري الذي يسعى إلى تجنب المواجهات الخارجية.
وبينما تجد المؤسسة العسكرية «الإسرائيلية» نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف، أفاد التقرير بأن هذه المؤسسة تعمل حالياً على إعادة تقييم التهديدات القادمة من اليمن.
وفي هذا الإطار يؤكد الكاتب «الإسرائيلي» يوني بن مناحيم، أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد «الإسرائيلية» أقرب إلى محاولة «إرباك» داخلية دون مكاسب عملياتية.
وفيما تشير التقديرات الأمنية في «تل أبيب» إلى أن صنعاء باتت تشكل «رأس حربة» ضد الكيان الصهيوني في المنطقة، تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن قدراتها الدفاعية والهجومية تجعل من أي تدخل «إسرائيلي» مخاطرة مكلفة.

قوة صنعاء وتفتُت المرتزقة
على المستوى الداخلي في اليمن، يؤكد تقرير مجلة The Maritime Executive الأميركية، قوة الموقف السياسي لصنعاء، وكفاءة جهازها الأمني المتطور والفعّال والقادر على كشف أي محاولة اختراق داخلي.
على الطرف الآخر، يشير التقرير إلى أن القوى المناهضة لصنعاء شبه غائبة عن المعادلة.
ويصف التقرير فصائل المرتزقة فيما يسمى بحكومة الفنادق الموالية للسعودية والإمارات، بأنهم «أمراء حرب يهتمون بالدرجة الأولى بتأمين منافع اقتصادية شخصية من الداعمين الأجانب».. لافتاً إلى أن «هؤلاء الداعمين لا يُبدون أي اهتمام بدفن خلافاتهم لتحقيق يمن موحد».
وأوضح أن تلك القوى «لا تشكل تهديداً يُذكر لصنعاء»، مؤكداً «انتهاء صلاحية حكومة الشرعية منذ عدة سنوات، إن وُجدت أصلًا»، ما يجعلها غير قادرة على تشكيل بديل سياسي أو عسكري حقيقي لصنعاء.
وخلص التقرير إلى أن من وصفهم بـ«الحوثيين» ما زالوا يتقدمون على فصائل المرتزقة بالكثير من الأشياء، وأن حماسهم في الحرب على «إسرائيل» بشأن القضية الفلسطينية، مستمر وسيتواصل.. مؤكداً بأن المعنويات القتالية لدى القوات المسلحة اليمنية «لم تضعف» وأن «براعتهم التكتيكية» لم تتراجع، وأن صنعاء تحظى بدعم محلي وعربي شعبي كبير، ولم يقنعها شيء حتى الآن بتبني موقف «أقل عدوانية ضد إسرائيل».