سيبيل مايز - أوسترمان وتوم فاندن بروك - صحيفة «يو إس إيه توداي» الأمريكية
ترجمة خاصة:أقلام عبدالملك مانع / لا ميديا -
تحرك أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لتجديد مخزونات الذخيرة لدى البنتاغون بسرعة، مشيرين إلى مخاوف من استنزافها بشكل كبير، بسبب حرب أوكرانيا، وحملة القصف التي شنتها إدارة ترامب لمدة شهرين ضد الحوثيين في اليمن.. ووافقت لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي، في الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو الماضي، وبأغلبية 26 صوتاً مقابل 3، على نسخة من مشروع قانون السياسة الدفاعية للعام المقبل، الذي يلبي طلب البنتاغون تمويل مقداره 9 مليارات دولار لشراء وإنتاج الذخيرة، بزيادة مقدارها 7.3 مليار دولار أخرى.
وقال السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، عن ولاية كنتاكي ورئيس اللجنة، في 31 تموز/ يوليو: «تُظهر العمليات الأخيرة في الشرق الأوسط مدى سرعة الحرب الحديثة في استنفاد ترسانتنا من الذخائر الحيوية». وأضاف: «لم يُحقق طلب الإدارة أقصى استفادة من الطاقة الإنتاجية لبعض الذخائر الحيوية».
وقال السيناتور كريس كونز، كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية للدفاع، للصحفيين، إن هذا كان أحد المجالات الرئيسية التي يريد المشرعون تمويلها بما يتجاوز بكثير ما طلبته إدارة ترامب.
وأضاف كونز أن «التجارب الأخيرة، مثل الحملة ضد الحوثيين في البحر الأحمر، على سبيل المثال، تظهر مدى السرعة التي نستهلك بها الذخائر المتقدمة».
وأضاف أن «مواكبة عملية إعادة الإمدادات إلى أوكرانيا شكلت تحدياً».
وتزايدت المخاوف بشأن مخزونات الأسلحة الأمريكية في تموز/ يوليو، بعد أن أوقف البنتاغون عمليات التسليم إلى أوكرانيا لأسابيع خلال «مراجعة القدرات»، لضمان امتلاكها أسلحة كافية لتلبية احتياجات الولايات المتحدة. وصرح بعض المشرعين بأن المخاوف بشأن انخفاض مخزونات الأسلحة الأمريكية لا تبرر قطع الأسلحة عن أوكرانيا.

مخزون البنتاغون من الذخائر سرّي
وتضمّن طلب ميزانيته الأولى 2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر، و1.3 مليار دولار أخرى «لتحسين سلسلة التوريد»، وفقاً لوزارة الدفاع.
وقالت الوزارة في بيان لها: «نمتلك قدرات دفاع جوي قوية لحماية الأفراد والمصالح الأمريكية حول العالم. لن نكشف عن مخزوننا لأسباب أمنية؛ ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تزال على أهبة الاستعداد للرد على أي تهديد».

هجمات الحوثيين أحرقت ذخائر 
ويظهر مقطع فيديو صدر في 15 آذار/ مارس 2025 أن هجمات الحوثيين في اليمن، المتحالفين مع إيران، على الشحن في البحر الأحمر، أحرقت كمية من الذخائر.
وتسببت حملة القصف التي شنها الرئيس دونالد ترامب ضد المسلحين الحوثيين في اليمن -والتي أطلق عليها اسم عملية «الفارس الخشن»- بخلل في المخزونات الأمريكية من الأسلحة.
ففي أقل من شهرين، أنفق البنتاغون ما لا يقل عن 500 مليون دولار على الأسلحة التي تم استخدامها في العملية، وفقاً لمسؤول أمريكي غير مخول له بالحديث علناً. وبإضافة تكلفة العمليات، وخسارة عدة طائرات، فإن الفاتورة تتجاوز مليار دولار. وأضاف المسؤول، غير المخول له بالحديث علناً، أن الجيش الأمريكي هاجم أيضاً أهدافاً للحوثيين ببعضٍ من أكثر أسلحة الجيش الأمريكي تطوراً.
وقال مساعد في مجلس الشيوخ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن العملية أحرقت أسلحة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات.
وقال المساعد لصحيفة (The Daily Beast) إن وزارة الدفاع لم تبلغ الكونجرس بالتكلفة التي كلفتها العملية.
خلال العملية، انزلقت طائرتان من طراز (F/A-18E)، تُقدر قيمة كل منهما بنحو 60 مليون دولار، عن طريق الخطأ، من حاملات طائرات، وغرقتا في البحر الأحمر. كما أسقط الحوثيون تسع طائرات مسيّرة من طراز (MQ-9 Reaper)، ووفقاً لتقارير بلغت تكلفة هذه الطائرات 270 مليون دولار.
كما استخدمت أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» الأمريكية للتصدي لهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الروسية.
وأوقف ترامب العملية بشكل مفاجئ في 6 أيار/ مايو الماضي، مدعياً أن الحوثيين «يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن».
لم يكن هذا هو مسار الصراع. هاجم الحوثيون سفينة شحن يونانية وأغرقوها أوائل الشهر الماضي، وأعلنوا مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ باتجاه مدينة يافا «الإسرائيلية».
جددت الحركة المدعومة من إيران، في 27 تموز/ يوليو الماضي، تعهدها بمهاجمة أي سفن تجارية متجهة إلى الموانئ «الإسرائيلية»، بغض النظر عن بلد مَنشئها، للضغط على «إسرائيل» حتى ترفع حصارها وتوقف حربها على غزة.

أعضاء مجلس الشيوخ يركزون على الدفاع الجوي
ومن بين الزيادة في التمويل، البالغة 7.3 مليار دولار، تريد لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ 5.2 مليار دولار لشراء المزيد من تلك الأسلحة.
وسيغطي المبلغ المتبقي، وقدره 2.1 مليار دولار، تكلفة تعزيز خطوط الإنتاج للدفاع الجوي المتقدم، وعلى رأسها أنظمة الاعتراض الدفاعية الجوية المرغوبة، بما في ذلك أنظمة صواريخ «باتريوت» و»ثاد»، القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية. كما يريد أعضاء مجلس الشيوخ تجديد المخزونات بعد ضربات الحوثيين.
وتلعب صواريخ الـ»باتريوت» دوراً متزايد الأهمية بالنسبة لأوكرانيا، مع تزايد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تشنها روسيا في الأشهر الأخيرة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات من الحرب.
وفي 15 آذار/ مارس 2025، أظهر مقطع فيديو سفينة تطلق صواريخ على موقع غير معلن، بعد أن شن الرئيس دونالد ترامب ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران، بسبب هجمات الجماعة على الشحن في البحر الأحمر.
وأعلن ترامب في 13 تموز/ يوليو أنه سيرسل لأوكرانيا «صواريخ باتريوت، التي هي في أمسّ الحاجة إليها». كما عرض حلفاء أوروبيون تمويل أنظمة الأسلحة لأوكرانيا. وصرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 25 تموز/ يوليو، أن ألمانيا ستدفع ثمن نظامين، والنرويج ثمن نظام واحد.
واستخدمت «إسرائيل» بطاريات نظام الدفاع الجوي الصاروخي «ثاد»، التي قدمتها لها الولايات المتحدة للتصدي لوابل من الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك خلال الحرب الجوية بين البلدين، التي استمرت 12 يوماً في حزيران/ يونيو.