جلين تايلور  - مجلة "المصدر" (source ing journal)
ترجمـة خاصة: أقلام عبدالملك مانع / لا ميديا -
عادت جماعة الحوثيين في اليمن إلى التهديد بالسلاح في البحر الأحمر، بعد أن أعلنت، في 27 تموز/ يوليو، عن "المرحلة الرابعة" من التصعيد في المنطقة، وهددت بمهاجمة سفن أي شركة تتعامل مع موانئ "إسرائيل" أو مرتبطة بمصالح "إسرائيلية".
كان التهديد الحوثي خامداً طوال النصف الأول من هذا العام، قبل مهاجمة عدة سفن في الممر المائي مطلع تموز/ يوليو. قتلت الجماعة اليمنية أربعة بحارة في هجوم على إحدى تلك السفن، وهي ناقلة البضائع السائبة "إترنيتي سي"، كما احتجزت 11 آخرين رهائن.
حاولت السفينة التجارية صد الهجمات المتكررة التي نفذتها الجماعة بالقنابل اليدوية والصواريخ والطائرات المسيّرة على مدى 16 ساعة؛ لكن لم تتمكن أي سفينة حربية أمريكية أو شريكة من الدفاع عنها. وساعدت سفينة تجارية أخرى في إنقاذ أربعة بحارة من البحر الأحمر.
وبحسب الحوثيين، فإن "حصارهم العسكري" سيستهدف السفن بغض النظر عن جنسيات الشركات المشغلة لها، وأنها "ستكون مستهدفة في أي مكان يمكن الوصول إليه أو في متناول صواريخنا وطائراتنا المسيّرة".
وصرح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، بأن الهجمات والتصعيد الأخيرين جاءا رداً على "التطورات المتسارعة" للأحداث في غزة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، في ظل الحرب الدائرة بين "إسرائيل" وحماس. بدأت الحملة العسكرية الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن المجاور في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بعد أسابيع من هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر "الإرهابية" التي أيّدها الحوثيون، والهجوم 'الإسرائيلي" على الجماعة.
يبدو أن هناك وقف إطلاق نار ساري المفعول بين الحوثيين والولايات المتحدة، في أعقاب الحملة الجوية الأمريكية ضد الجماعة المدعومة من إيران، شريطة ألا يهاجم الحوثيون السفن الأمريكية. لكن هذه الهدنة لم تشمل السفن التي لا ترفع العلم الأمريكي.
وتجنبت شركات النقل البحري إلى حد كبير عبور البحر الأحمر والمسطحات المائية المحيطة به، منذ بدء الهجمات في أواخر العام 2023، حتى بعد أن أوقف الحوثيون هجومهم في النصف الأول من العام 2025. وبدلاً من ذلك، اختارت شركات النقل الكبرى في كثير من الأحيان الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، ما يضيف 10-14 يوماً من وقت السفر عبر المحيط في معظم الحالات.
وأشارت العديد من شركات النقل البحري إلى مخاوف تتعلق بالسلامة، في حين ارتفعت تكاليف أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب طيلة فترة الأزمة. وقد أدت تداعيات هجمات الحوثيين، الشهر الماضي، إلى ارتفاع جديد في الأقساط، حيث ارتفعت إلى حوالى 0.7% من قيمة السفينة اعتباراً من 10 تموز/ يوليو. وارتفعت هذه النسبة من حوالى 0.3% قبل وقوع الهجمات، مع توقف بعض شركات التأمين عن تغطية بعض الرحلات، وفقاً لتقرير من "رويترز".
لا تزال حركة المرور في قناة السويس منخفضة؛ إذ لا تزال سفن الشحن وناقلات النفط مترددة في العودة. وحتى بداية الأسبوع الماضي (تحديداً يوم الأحد 27 تموز/ يوليو)، بلغ متوسط حركة مرور السفن في القناة 32 سفينة يومياً على مدى سبعة أيام، بانخفاض عن 39 سفينة في العام السابق، عندما كانت الهجمات أكثر شيوعاً، وفقاً لبيانات منصة مراقبة الموانئ التابعة لصندوق النقد الدولي.
لكن البحر الأحمر يشهد في الآونة الأخيرة "انتعاشاً هادئاً" من نوع ما بين شركات النقل الإقليمية، وفقاً لتحديث السوق من شركة الاستخبارات البحرية (eeSea).
وتضاعف عدد إصدارات الخدمة الفريدة في التجارة منذ الربع الثالث من العام 2024، من ثماني خدمات إلى 16، وفقاً للمحلل الرئيسي ديستين أوزيجور.
وفي منتصف تموز/ يوليو، أعلنت هيئة قناة السويس أن عشر سفن حاويات استفادت حتى الآن من برنامج خصم الـ15% الذي أطلقته الهيئة لعبور القناة. يُطبق هذا البرنامج على جميع سفن الحاويات التي تتجاوز حمولتها 130 ألف طن، كحافز لعودة حركة الملاحة إلى هذا الشريان التجاري. طُبقت الخطة في أيار/ مايو، وكان من المقرر أن تستمر ثلاثة أشهر؛ ولكن مُددت مؤخراً لتظل سارية حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر.
وبحسب هيئة قناة السويس، استقطبت الحوافز مرور ست سفن تابعة لشركة (CMA CGM)، إلى جانب مرور أربع سفن تابعة لشركة (MSC) المتوسطية.
وفي 19 تموز/ يوليو، كانت السفينة (CMA CGM Zephyr)، التي يبلغ وزنها 11,800 وحدة مكافئة لعشرين قدماً (TEU) هي الأحدث في عبور القناة باستخدام برنامج الخصم.