تقرير / لا ميديا -
يحاول العدو الصهيوني اليوم أن يرسم مستقبل المنطقة بالنار؛ لكنه في الحقيقة يكتب نهايته بيده. فالشعب فلسطين الذي صمد في وجه 695 يوماً من القتل والدمار لن يركع ومن خلفه جبهات الإسناد وعلى رأسها جبهة اليمن. ومن برشلونة إلى غزة، ومن النهر إلى البحر، تصدح الحقيقة: «إسرائيل» كيان مجرم، وسيبقى وصمة عار في تاريخ البشرية حتى يسقط إلى غير رجعة.
ويواصل العدو الصهيوني إجرامه المنهجي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في عدوان الإبادة الجماعية الذي لم يعرف له التاريخ مثيلاً، حرب تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني القائم على الدم والخراب. ففي مجازر جديدة، استشهد 78 فلسطينياً على الأقل، خلال 12 ساعة أمس الأحد، بينهم 32 من الذين كانوا ينتظرون «المساعدات»؛ ليثبت الاحتلال مجدداً أن حربه ليست سوى خطة مدروسة لتجويع شعب كامل وقتله وتهجيره بأسرع وقت ممكن.
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن حصيلة العدوان المستمر منذ 695 يوماً بلغت أكثر من 63,459 شهيداً و160,256 جريحاً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض، أرقام مهولة لا يمكن تخيّل ما تعنيه في الواقع، ولا يمكن لأي ضمير إنساني أن يقف أمامها صامتاً. ومنذ استئناف العدوان ونكث الكيان بالعهد في 18 آذار/ مارس الماضي وحده، ارتقى 11,328 شهيداً، وأصيب 48,215. إنها مجازر يومية لا تنتهي، تتجاوز وحشيتها حتى أبشع صور الإجرامية التي يدّعي الغرب أنه يحاربها.

80 روبوتاً مفخخاً تنسف أحياء غزة
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كشف أن قوات الاحتلال فجّرت أكثر من 80 روبوتاً مفخخاً في الأحياء السكنية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في سياسة «الأرض المحروقة» التي تسعى إلى مسح الحياة من وجه غزة. ومع ذلك، يواصل 2.4 مليون فلسطيني في القطاع الصمود، بينهم أكثر من مليون إنسان في غزة والشمال يرفضون التهجير والاقتلاع. الاحتلال يقتل بالرصاص والقنابل، ويقتل أيضاً بالتجويع؛ إذ أعلنت وزارة الصحة ارتقاء سبعة شهداء جدد بسبب التجويع خلال 24 ساعة فقط، ليرتفع العدد إلى 61 شهيداً منذ بدء تصنيف الأمم المتحدة (IPC) للمجاعة، بينهم تسعة أطفال. إنها حرب السكاكين الصهيونية على بطون الجياع، حرب إذلال شعب بكامله.

القسام تسحق دبابة وجرافة
لكن غزة لا تُهزم. كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس أكدت أنها استهدفت، أمس، دبابة «ميركافا» وجرافة عسكرية بقذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة، في شارع 8 جنوب غربي حي الزيتون جنوب مدينة غزة؛ في رسالة واضحة بأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً.
في المقابل، اعترفت قوات الاحتلال بإصابة أحد جنودها في شمال القطاع.
هذه المقاومة التي ولدت من تحت الركام ما تزال تفرض معادلتها، بينما «إسرائيل»، التي تدّعي أنها «أقوى جيش في المنطقة»، تغرق أكثر في الفشل بشهادة من داخل الكيان نفسه.
ووصف القائد السابق لفرقة غزة، يسرائيل زيف، المجرم بنيامين نتنياهو بـ»المشلول» الذي لا يتحرك دون إشارة من ترامب، مؤكداً أن «الحكومة الإسرائيلية» بلا أهداف ولا استراتيجية، وأن الاحتلال «غير الضروري» لمدينة غزة سيكلّف «إسرائيل» ثمناً باهظاً. أما «القناة 12» الصهيونية فكشفت وثيقة سرية تقر بفشل عملية «عربات جدعون»، مؤكدة أن العدو ارتكب كل الأخطاء الممكنة: غياب التخطيط، تجاهل أسلوب قتال حماس، والفشل في تحقيق أي هدف معلن. الكيان الصهيوني يقف اليوم عارياً أمام نفسه، كيان مجرم فاشل عسكرياً وسياسياً، يحكمه سفاحون.

أسطول «الصمود العالمي»
في مواجهة هذا الإجرام الصهيوني المخيف، تحرك آلاف الناشطين من مدينة برشلونة الإسبانية بإطلاق «أسطول الصمود العالمي»، أكبر مبادرة شعبية بحرية في التاريخ، لكسر الحصار عن غزة. الأسطول يضم ناشطين ومنظمات دولية وشخصيات سياسية، بينهم الناشطة السويدية المعروفة غريتا تونبرغ، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة، في تأكيد جديد أن ما يجري في غزة إبادة جماعية لا يمكن السكوت عليها. «ماذا فعلتم لمنع الإبادة؟!»، يتساءل منظمو الأسطول، بينما يواصل الفلسطينيون الصمود وحدهم، في وقت يتواطأ فيه المجتمع الدولي مع الإبادة.

العدو على بعد أشهر من إعلان سرقة الضفة
الأخطر أن العدو الصهيوني لا يكتفي بالإبادة في غزة ومحاولة اقتلاع أهلها، بل يواصل التحضير للسطو على الضفة الغربية المحتلة بالكامل. اجتماع وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، كشف أن الكيان يخطط لإعلان الضم في الأشهر المقبلة، خطوة تهدف لتصفية أي حلم بدولة فلسطينية.
الكنيست صادق سابقاً على مقترح «فرض السيادة» على الضفة وغور الأردن، في محاولة لشرعنة الاحتلال الصهيوني تحت غطاء «الحق التاريخي» المزعوم. إنها سياسة توسعية تنضح بالفاشية، وتستغل دعم واشنطن وأوروبا.
هكذا يتضح المشهد: «إسرائيل» تنفذ عدوان إبادة جماعية في غزة، تستكملها بخطط السطو الكامل على الضفة الغربية المحتلة.
الحقيقة الصارخة أن هذا الكيان لم يعد مجرد قوة احتلال، بل تحول إلى مشروع إجرامي لا مثيل له، يرتكب جريمة العصر أمام عيون البشرية. والعار كل العار على من يبرر، ومن يتواطأ، ومن يتفرج بصمت.