الأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لإقامة دولة فلسطينية
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في غزة، تتناثر جثامين الشهداء كحروف منسية على هامش التاريخ، لكن لتكتب بالدم معنى الكرامة من جديد. لا تنطفئ جذوة الصمود مهما ثقلت سحب الدمار الصهيوني، فالفلسطينيون حوّلوا الدم والدمار والمعاناة إلى وقودٍ للحرية، وأثبتوا أن الأرض التي تنبت الزيتون قادرة على إنبات المقاومة من بين الركام.
وللشهر الـ23 على التوالي، تواصل آلة الجريمة الصهيونية ارتكاب أبشع الفظائع بحق الفلسطينيين، في عدوان إبادة مروع ما زال يزهق الأرواح ويدمّر المدن في بلا هوادة.
يوم أمس كان يوماً دامياً آخر في غزة، فخلال 12 ساعة ارتقى 59 شهيداً، بينهم 42 في مدينة غزة وشمالي القطاع، لترتفع الحصيلة الكارثية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 64,756 شهيداً و164,059 جريحاً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض، وفق آخر بيانات وزارة الصحة في غزة.
خلال عدوان الإبادة الصهيوني، يواصل العدو منذ شهور استخدام سلاح التجويع الذي يفتك بالفلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 413 بسبب التجويع وسوء التغذية، بينهم 143 طفلاً، في جريمة موجهة نحو الأجساد التي أخطأتها الصواريخ والقنابل. وخلال الساعات الأخيرة، سُجلت وفاة طفل جديد بسبب الحرمان من الغذاء والدواء. إنها جريمة صهيونية تستهدف أطفالاً رضعاً لا يملكون إلا الحليب والماء، في حين يمنع الاحتلال وصول أبسط المساعدات.
ولم تتوقف المجزرة عند حدّ الغذاء، بل امتدت إلى طوابير الجوعى الباحثين عن لقمة عيش؛ إذ وثّقت الصحة استشهاد 2479 وإصابة أكثر من 18 ألفاً من منتظري المساعدات، بعدما تحوّل الحصول على كيس دقيق أو علبة حليب أطفال إلى مخاطرة يومية تنتهي بمجزرة.
مدينة من رماد
في سياق موجة الهجوم الصهيوني الجديد على مدينة غزة، دمر العدو، خلال أسبوع واحد فقط، 12 برجاً سكنياً تضم نحو 500 شقة، ما شرّد أكثر من 10 آلاف إنسان. كما استهدف أكثر من 120 بناية متوسطة، وأكثر من 7,200 منزل. الأحياء السكنية تحولت إلى ركام، والطرقات والمستشفيات والمدارس لم تسلم من بطشه.
تحرك دولي رمزي
رغم الغطاء الأميركي للكيان «الإسرائيل»، فإن المشهد الدولي بدأ يتحول إلى اتجاهات لا تسر أمريكا ولا هذا الكيان المؤقت الذي يحاول منع العالم من منح الفلسطينيين حتى دولة على الورق.
وفي تحرك رمزي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، «إعلان نيويورك»، الذي يهدف إلى «إنعاش» حلّ الدولتين، مع «إقصاء المقاومة»، وذلك قبل 10 أيام من الاجتماع الذي سينعقد في 22 أيلول في الأمم المتحدة، وقد تعهد عدد كبير من دول العالم بينها دول أوروبية كبيرة بالاعتراف بدولة فلسطين.
رغم رمزية القرار، وأنه قد لا يحمل للفلسطينيين شيئاً، أعلنت كل من كيان الاحتلال والولايات المتحدة معارضتهما «الشديدة» للقرار قبل التصويت؛ غير أن ذلك لم يمنع الجمعية العامة من التصويت لصالحه بأغلبية واسعة.
وصوتت 142 دولة لصالحه، مقابل 10 دول صوتت ضده، فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت.
في المقابل أعلنت الخارجية الأميركية أنّ الوزير ماركو روبيو «سيغادر (اليوم) السبت، متوجّهاً إلى إسرائيل لتقديم الدعم لها».
وأفاد الناطق باسم الخارجية، تومي بيغوت، بأنّ «روبيو سيبحث مع القادة الإسرائيليين» التزام واشنطن «بمواجهة التحرّكات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية، الذي يكافئ إرهاب حماس»، حد زعمه.
على الصعيد ذاته، بلغ التوتر ذروته بين كيان العدو وإسبانيا، إذ استدعت الأخيرة دبلوماسياً «إسرائيلياً»، ورفضت تصريحات نتنياهو التي وصف فيها رئيس الوزراء الإسباني بـ»الداعي إلى إبادة جماعية لإسرائيل».
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، لقناة «أنتينا 3» التلفزيونية: «نتانياهو ليس الشخص الذي يحق له تقديم دروس لأي كان بينما يرتكب الفظائع التي يرتكبها في غزة».
وجاء ذلك رداً على بيان نشره أمس الأول مكتب المجرم بنيامين نتنياهو على منصة «إكس»، اتهم فيه سانشيز بتوجيه «تهديد بإبادة جماعية» ضد «إسرائيل».
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني، الاثنين الماضي، إجراءات تهدف إلى «وضع حد للإبادة الجماعية في غزة»، مشيراً إلى أنها وسيلة للتصدي لـ»الهجوم الإسرائيلي» على القطاع الفلسطيني بوسائل غير القوة العسكرية.
اختطاف ألف فلسطيني في يوم واحد
جرائم العدو الصهيوني لم ولن تقتصر على قطاع غزة؛ إذ تشهد الضفة الغربية المحتلة والقدس موجات جريمة متواصلة هدفها تدمير الشعب الفلسطيني وسلبه أرضه بشكل نهائي.
وفي حملة مروعة واحدة، قال محافظ طولكرم إن الاحتلال شنّ حملة اختطافات واسعة استهدفت المدينة، واختطف فيها أكثر من ألف فلسطيني في يوم واحد، رجالاً ونساءً وشباباً، في مشهد ينمّ عن جريمة منظمة ضد شعب كامل.
وأجبرت قوات الاحتلال المختطفين على المشي في طوابير طويلة تحت التهديد، ودهمت المنازل، وحطّمت المحتويات، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة، ما يعكس سياسة عقابية تهدف إلى الترهيب الجماعي وإفراغ المدن من سكانها.
هذه الحملة لم تكن حادثة منفردة، بل هي حلقة في سلسلة سياسة أوسع تمتد منذ بداية العدوان لتشمل اختطافات جماعية في جنين ونابلس وقرى عدة، في محاولة لسحق أي شكل من أشكال المقاومة أو الاستقلال المدني.
عملية طعن في القدس
ضمن نهج المقاومة الفلسطينية المستمرة ضد الاحتلال بكل الوسائل في كل أرجاء فلسطين، نفذ الشاب الفلسطيني محمد محمود الشوامرة عملية طعن استهدفت 2 من الغاصبين الصهاينة.
وأفادت وسائل إعلام العدو بوقوع إصابة خطِرة نتيجة عملية طعن في كيبوتس «تسوفا» غربي القدس.
وذكرت «القناة 14» أنّ حادثة طعن وقعت داخل فندق في القدس، وأسفر عنها إصابة شخصين، أحدهما بحالة خطِرة والآخر متوسطة.
وزعم الاحتلال أنّ قواته سيطرت على منفّذ العملية، الذي تبيّن أنّه شاب من بلدة شعفاط، موضحةً أنّ خلفية الهجوم ما زالت قيد التحقيق.
من جانبها، باركت حركة المقاومة الإسلامية حماس العملية، وأكدت أنها «رد طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه»، وأن المقاومة لن تتوقف ما دام الاحتلال يمعن في الإبادة. الرسالة واضحة: كل حجر، كل شارع، كل مخيم في فلسطين، سيتحول إلى ساحة مقاومة.
المصدر لا ميديا