عائلات الأسرى: نتنياهو يخوض حرباً أبدية لأغراض سياسية.. 53 شهيدا فلسطينيا في غزة خلال 12 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
أكثر من 700 يوم مرّت على عدوان الإبادة الذي يسحق الحجر والبشر معاً في قطاع غزة، عدوان لا يبقي بيتاً ولا يترك ذاكرة إلا وملأها بالدخان والرماد.
في غزة، حيث تُكتب الحياة على لحن الانفجارات، لا يحتاج الفلسطيني إلى دليل كي يعرف أن العرب حوله مرهونون لقرارات الكيان الصهيوني، وأن العالم الذي يرفع شعارات العدالة يكتفي بالتفرّج على مجازر تُبثّ حيّة على الهواء.
عدوان الإبادة الصهيوني على غزة دخل، أمس، يومه الـ709، فيما يواصل العدو ارتكاب المجازر المروعة ضد المدنيين العُزّل، في حرب إبادة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً. وفي 12 ساعة فقط، أمس، ارتقى 53 شهيداً في مختلف مناطق القطاع جراء قصف متواصل بالطائرات والمدفعية والزوارق الحربية، لترتفع حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 64,871 شهيداً وأكثر من 164,610 جريحاً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض بينهم آلاف الأطفال والنساء.
التجويع يحصد 442 روحاً
لم يكتفِ الاحتلال بالقتل العنيف المباشر، بل فرض حصاراً مخيفاً وسياسة تجويع ممنهجة أودت حتى الآن بحياة 422 مدنياً، بينهم 145 طفلاً. ومنذ أكثر من عامين، يعيش الغزيون في ظروف إنسانية قاسية جعلت الجوع والمرض وجهين آخرين للرصاص والصواريخ. وتؤكد وزارة الصحة بغزة أنّ حالتي وفاة جديدتين سُجلتا أمس، نتيجة التجويع، في جريمة تُعد وصمة عار على جبين المجتمع الدولي المتواطئ.
الاحتلال يواصل تدمير أبراج ومباني غزة
على صعيد الحملة الصهيونية العدوانية المتجددة على غزة، المسماة «عملية عربات جدعون 2»، فجرت قوات الاحتلال، أمس، ثماني مجنزرات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات (روبوتات مفخخة) خلال نصف ساعة فقط، لتسوية أحياء كاملة في جنوب غزة بالأرض. أصوات الانفجارات الهائلة ترددت على بعد كيلومترات، تاركة دماراً غير مسبوق ومشهداً يعكس عقلية حاقدة لا تقبل بأقل من محو غزة وتحويلها الى رماد.
وفي السياق ذاته، دمّر الاحتلال برج الملش شمال القطاع، ونسف مباني سكنية في منطقة الزرقاء. كما طال الدمار الجامعة الإسلامية التي وصفها من يسمى «وزير الأمن الإسرائيلي»، يسرائيل كاتس، بوقاحة بأنها «تصعد إلى السماء»، متباهياً على منصة «إكس» وكأنّه يحقق نصراً إلهياً بينما يغتال أحلام آلاف الطلبة. وفي منشور آخر، شارك كاتس مقطع فيديو لتدمير برج سكني كتب عليه: «برج من ورق. أفق غزة يتغير». هذا التبجح يعكس عقلية استعمارية تستلذ بقتل المدنيين وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها.
عائلات الأسرى: حرب نتنياهو أبدية
في الداخل الصهيوني، وصل الاحتقان ذروته، إذ يحمّل أهالي الأسرى نتنياهو المسؤولية المباشرة عن قتل أبنائهم.
وطالب مقرّ عائلات «الأسرى الإسرائيليين»، في بيان، وزراء الاحتلال «ببذل قصارى جهدكم، لمنع قتل المحتجزين الأحياء، وفقدان القتلى».
وأضاف البيان: «يا قادة جهاز الأمن، لا تخطئوا؛ كل مُحتجز يتعرض للأذى هو مسؤوليتكم».
وشدّد البيان على أن نتنياهو «عازم على شنّ حرب أبدية لأغراض سياسية، بينما يُعرّض جميع المحتجزين الثمانية والأربعين للخطر، عمداً، وبشكل فوريّ».
مقاومة فوق الموت
رغم كل هذا الدمار، تواصل المقاومة الفلسطينية إرباك قوات الاحتلال. فقد أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير دبابة «ميركافا 4» شمال غزة بعبوة متفجرة. هذه العمليات تؤكد أن المقاومة، رغم الجراح، قادرة على ضرب الاحتلال وإرباك حساباته، فيما يتساقط جنوده بين قتيل ومصاب.
في السياق، أعلنت وزارة الأمن «الإسرائيلية» أنّ أكثر من 20 ألف جندي أصيبوا منذ بدء طوفان الأقصى، بينهم مئات مبتوري الأطراف و16 جندياً أصيبوا بالشلل التام، بينما يعاني 31 ألف جندي من أمراض نفسية أو صدمات ما بعد الحرب. هذه الأرقام تكشف عن انهيار داخلي في المجتمع الصهيوني، الذي يتهاوى تحت ثقل عدوان غاشم ليس له مثيل.
دعم أمريكي فاضح
وفي مشهد يعكس انحيازاً أمريكياً تاماً، وصل وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى فلسطين المحتلة، ليجدد الدعم الأمريكي لجرائم الإبادة، زائراً حائط البراق مرتدياً القلنسوة اليهودية، في رسالة واضحة أن واشنطن بروح صهيونية وهي شريك كامل في الإبادة.
وكشف روبيو أن الانتقاد العلني من المجرم دونالد ترامب لـ»إسرائيل» على خلفية قصفها الدوحة لا يتجاوز كونه مسرحية لمجاملة العرب، مؤكداً أن هذا الانتقاد «لن يغيّر من الدعم الواسع والمستمر الذي توفره واشنطن للكيان».
تصفية أسير جديد في زنازين الاحتلال
الاحتلال لم يتوقف عند حدود غزة، بل واصل جرائمه في زنازينه. فقد تعرض الأسير الفلسطيني محمود الورديان (48 عاماً) من بيت لحم لعملية «تصفية بطيئة» داخل الزنازين، حيث نُقل في حالة حرجة بعد تعرضه لتعذيب شديد أدى إلى تلف دماغي وكسور وجروح متفرقة، قبل أن يُفرج عنه وهو يحتضر. هذه الجريمة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق أكثر من 11,100 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، يتعرضون يومياً للتجويع والتعذيب والحرمان من العلاج.
المصدر لا ميديا