اعترافات صهيونية.. أبوظبي شريك «تل أبيب» في جريمة اغتيال رئيس حكومة صنعاء
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
في اعتراف غير مسبوق، كشف مركز أبحاث صهيوني، عن شراكة مفتوحة بين "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة في الساحة اليمنية، مؤكداً أن هذه الشراكة لعبت دوراً حاسماً في ما أسماه بـ "الإنجاز الإسرائيلي" المتمثل في جريمة اغتيال رئيس وزراء حكومة صنعاء أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه أواخر آب / أغسطس الماضي .
ونشر "مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية"، تقريراً تحليليا للباحث الصهيوني "يوني بن مناحيم" ، تناول فيه تطورات المعركة بين صنعاء و"تل أبيب" في الفترة الأخيرة، نتيجة لموقف اليمن الثابت في دعم غزة ، مشيرا إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية" تستعد لرد فعل قوي من صنعاء جراء استهداف الطيران الصهيوني لرئيس الوزراء "الرهوي" وعدد من الوزراء أثناء اجتماعهم عصر الخميس 28 آب / أغسطس بصنعاء .
وأوضح أن تقديرات "تل أبيب" تشير إلى أن صنعاء ستسعى إلى استهداف كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في "حكومة" الاحتلال، ونتيجة لذلك تم تعزيز أمن كبار المسؤولين الإسرائيليين" وفي مقدمتهم "رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه" .
تعاون "إسرائيلي " أمريكي إماراتي
الباحث الصهيوني ، نقل عن "مسؤولين أمنيين إسرائيليين" ، قولهم: "بعد اغتيال رئيس الوزراء الحوثي وأعضاء حكومته، تزايد تبادل المعلومات الاستخباراتية بين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة" ، بينما تستمر صنعاء في تصعيدها اليوم بإطلاق الصواريخ إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتواصل حظر الملاحة على كيان الاحتلال في البحر الأحمر .
ووصف بن مناحيم اغتيال رئيس وزراء حكومة صنعاء ورفاقه، بأنه "إنجاز مهم يشير إلى تغيير نوعي في إدارة الساحة"، مشيراً إلى أن "هذا النجاح يعتمد على شراكات مع جهات ذات خبرة لوجستية في اليمن، وعلى استغلال بيئة جغرافية متساهلة تنعدم فيها السيادة المركزية".
وقال: "لعبت الشراكة مع الإمارات العربية المتحدة دورا حاسما في ضمان هذا الإنجاز الإسرائيلي. وقد عزز اعتبار الحوثيين تهديدا لحرية الملاحة في البحر الأحمر التعاون بين إسرائيل والدول المجاورة لليمن ، وفي مقدمتها الإمارات"، مؤكدا بأن "هذه الخطوة أتاحت لإسرائيل مجالا للعمليات الجوية".
وأضاف: "وساعد الوجود العسكري المباشر لأبوظبي على طول الساحل اليمني إسرائيل على ترسيخ وجودها العسكري والاستخباراتي".
أما عن التعاون الأمريكي "الإسرائيلي" أفاد بن مناحيم، وهو أحد أبرز الخبراء الصهاينة في مجال الاستشراف ودراسات الشرق الأوسط وضابط إعلامي سابق في "المؤسسة الإسرائيلية"، بأن "التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تجنبت العمل العسكري المباشر ضد الحوثيين وفضلت العقوبات الاقتصادية، وفر لإسرائيل قاعدة معلوماتية مهمة" .
تصعيد في البحر والجو
لم تمر عملية اغتيال رئيس حكومة صنعاء وعدد من الوزراء ، من دون رد. فخلال الأسبوعين اللاحقين، أعلنت صنعاء تنفيذ 38 عملية بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد العمق الصهيوني، استهدفت مطارات مثل اللد "بن غوريون" ورامون، بالإضافة إلى سفن "إسرائيلية" في أقصى شمال البحر الأحمر . هذا التصعيد، وفقاً لخبراء ، يؤكد أن "الإنجاز" الإسرائيلي" الذي تتباهى به "تل أبيب" لم يحقق الردع ، بل أشعل جبهة الاستنزاف اليمنية .
دلالات الاعتراف
أهمية مقال "بن مناحيم" لا تكمن فقط في كشفه عن تفاصيل العملية ، بل في إقراره العلني بأن ما وصفه بـ "نجاح إسرائيل في اليمن" لم يكن ليتم من دون شراكة إقليمية ، وفي مقدمتها الإمارات. هذا الاعتراف، بحسب خبراء ، يضع الحرب على اليمن في سياقها الحقيقي ساحة مفتوحة لتشابك مشاريع التطبيع والتحالفات الأمنية مع أجندة "إسرائيلية" توسعية .
وإذا كان العدو الصهيوني يعتبر اغتيال رئيس ووزراء في حكومة صنعاء إنجازاً استراتيجياً، فإن الاعتراف بمشاركة الإمارات يكشف وجهاً جديداً من وجوه العدوان على اليمن، غير أن ما تجاهله "بن مناحيم" هو أن دماء القادة الشهداء لم تضعف صنعاء، بل فجرت غضباً متصاعداً يهدد بتحويل العمق "الإسرائيلي" إلى نار دائمة الاشتعال .
زيارة الفريق الصهيوني تكمل الصورة
اللافت أن اعترافات " بن مناحيم" بالشراكة والتعاون مع أبوظبي ضد صنعاء، جاءت بعد يوم واحد فقط من نشر صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريراً موسعاً لمراسلها "يوناتان سباير" ، كشف فيه عن زيارة ميدانية قام بها إلى عدن وجبهات القتال في الضالع وشبوة. وخلال الزيارة، التقى سباير بقيادات مما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا ، إضافة إلى قيادات عسكرية في "حكومة الفنادق" ، بينهم وزير دفاع المرتزقة ، الذين قدموا له قائمة بالأسلحة التي يطلبون من الغرب و"إسرائيل" تزويدهم بها ،
لقتال صنعاء خدمة للمشروع الصهيوني .
هذه الزيارة التي جرت بتسهيلات إماراتية أثارت ردود فعل يمنية غاضبة ، حيث رأى ناشطون ومحللون أن مرتزقة ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" متورطون بعلاقة سرية مع الكيان الصهيوني عبر بوابة أبوظبي ، وما حدث من زيارة الفريق الصهيوني إلى عدن وعدد من المحافظات المحتلة وإبراز ذلك إعلاميا بوضوح كبير ، الهدف منه تهيئة "جمهور الانتقالي" إلى تقبل التعاون والتخابر الواضح لقيادتهم مع عدو الأمة .
وذكر البعض بتصريحات سابقة لـ "رئيس المجلس" المرتزق عيدروس الزبيدي الذي أعلن فيها استعداد " الانتقالي" للتطبيع مع "إسرائيل".
تزامن اعتراف بن مناحيم مع كشف تفاصيل تحركات الفريق الصهيوني بقيادة الصحفي المرتبط بالموساد "سباير" أثناء زيارته إلى عدن ، لا يبدو مصادفة؛ فبينما يقر الباحث "الإسرائيلي" بأن الإمارات هي الشريك الذي وفر الغطاء والوجود الميداني للاحتلال الصهيوني على الساحل الغربي ، جاء الكشف عن زيارة المراسل " الإسرائيلي" إلى عدن ليكشف عن استعداد أدوات أبوظبي المحلية ، وفي مقدمتها مجلس الزبيدي، لفتحبوابة سياسية وعسكرية أمام الكيان الصهيوني .
بهذا، تتضح معالم مشهد جديد: أبوظبي توفر الأرضية، "تل أبيب" تدير العمليات، وأدواتها المحلية تمهد سياسيا وإعلاميا . وما بين اعترافات بن مناحيم وزيارة سباير ، تبدو خيوط العدوان على اليمن أوضحمن أي وقت مضى.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا