عادل بشر / لا ميديا -
أكد مركز أبحاث أمريكي أن صنعاء «ترفض بشدة» فصل هجماتها على الكيان الصهيوني عن حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة، مشيراً إلى أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر ضد السفن «الإسرائيلية» أو الهجمات إلى عمق فلسطين المحتلة، سبق أن توقفت خلال فترة الهدنة في غزة مطلع العام الجاري، لتُستأنف مجدداً مع عودة العدوان الصهيوني على القطاع.
ونشر مركز «صوفان» للأبحاث تقريراً مطولاً استعرض فيه التصعيد الحاصل بين اليمن والعدو «الإسرائيلي»، وما شهدته الأسابيع الأخيرة من ضربات مكثفة من الطرفين.
وأوضح المركز أن «إسرائيل» رغم تكثيف غاراتها الجوية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية؛ إلا أنها فشلت في ردع القوات المسلحة اليمنية أو الحد من عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنه وعلى العكس من ذلك، ضاعفت قوات صنعاء هجماتها إلى العمق الصهيوني وفي أقصى شمال البحر الأحمر، لاسيما بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من وزراء حكومته بغارات «إسرائيلية» على العاصمة صنعاء أواخر آب/ أغسطس الفائت.
وأفاد المركز بأن القوات المسلحة اليمنية نفذت «عدداً من الهجمات الكبرى في الأيام الأخيرة، ضمن رد صنعاء على اغتيال رئيس الحكومة ورفاقه الوزراء».
ونقل التقرير عن عدد من الخبراء أن استهداف الرهوي وعدد من وزراء حكومته يُعد «ضربة دراماتيكية؛ لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون حاسمة لصنعاء أو لحركة أنصار الله، وتم تعيين خلفاء للرهوي وآخرين في غضون أيام».
وأشار أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية كينجز كوليدج بلندن، إلى أن الضربة لم تُمثل «نقطة تحول حاسمة في المواجهة بين صنعاء وتل أبيب»، مؤكداً أن هذا الاستهداف لم يؤثر إطلاقاً على القدرة العسكرية لقوات صنعاء.
من جانبها قالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في الشؤون اليمنية بجامعة كامبريدج، إن الرهوي كان «قائداً رمزياً إلى حد كبير»، مشيرة إلى أن استهدافه لا يؤثر في صنع القرار أو البُنية القيادية لصنعاء.

تورط أمريكي
تقرير مركز «صوفان» أشار إلى ما ذكرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية، الأسبوع الماضي، عن أن القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) تعمل جنباً إلى جنب مع «الإسرائيليين» لجمع معلومات استخباراتية عن قادة أنصار الله الرئيسيين، وهو ما قال التقرير إنه «تورط أمريكي أكبر في قرارات إسرائيل الانتقامية مما كان مُفترضاً حتى الآن».
وأضاف التقرير: «كما توقع الخبراء، أشعلت الضربة الإسرائيلية على قادة حكومة صنعاء موجة جديدة من الهجمات الانتقامية اليمنية. وتوعد زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي فوراً بتصعيد الهجمات ضد إسرائيل»، لافتاً إلى أنه في اليوم التالي لاغتيال الرهوي وعدد من الوزراء، استهدفت القوات المسلحة اليمنية ناقلة النفط «سكارليت راي»، المملوكة لـ»اسرائيل»، شمال البحر الأحمر على بعد 40 ميلاً من ميناء ينبع السعودي. وطوال الأيام الماضية من أيلول/ سبتمبر الجاري واصلت قوات صنعاء عملياتها ووسعت هجماتها ضد الكيان الصهيوني، بهدف إلحاق خسائر فادحة بـ»اسرائيل» وداعميها ودفعها للتفكير مرتين قبل شن أي غارات على اليمن.

صواريخ عنقودية
مركز «صوفان»، وفي سياق تقريره، أفاد بأن صنعاء «وسّعت هجماتها على إسرائيل بتسليح صواريخها بالذخائر العنقودية»، مشيراً إلى أن «هذه الصواريخ تنشطر إلى رؤوس متفجرة أصغر حجماً يصعب على إسرائيل اعتراضها».
وأفاد بأن العدو الصهيوني صعّد هو الآخر هجماته مستهدفاً منشآت مدنية كان آخرها ميناء الحديدة، الذي سبق أن ضربه عدة مرات على مدى عام مضى، وفي كل مرة يزعم الكيان أن هذه المنشآت مرتبطة بمن وصفهم التقرير بـ«الحوثيين».