بن غفير يدعو لاعتقال عباس .. 37 شهيدا في غزة وتظاهرات وإضراب في 60 مدينة إيطالية رفضا للإبادة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أمس، يومه الـ716، متجسداً في أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية: إبادة جماعية، تجويع، نشر الأوبئة، وتهجير قسري. الاحتلال يفرض على الفلسطينيين النزوح من شمال غزة ومدينة غزة نحو الجنوب، مستخدماً القصف المكثف كسلاح لاقتلاع الناس من بيوتهم. ورغم ذلك، يؤكد المكتب الحكومي أن نحو 900 ألف فلسطيني لا يزالون صامدين داخل المدينة، متحدّين الجوع والحصار وغارات الموت.
خلال ساعات النهار فقط ارتكب الاحتلال مجازر بشعة أسفر عنها 37 شهيداً، بينهم 30 في مدينة غزة، بحسب مصادر طبية في القطاع. الدفاع المدني تحدث عن محاصرة عشرات المدنيين داخل أبراج حي تل الهوى تحت قصف جوي ومدفعي لا يتوقف. الغارات لم ترحم حتى محيط مستشفى القدس، بينما هزت الانفجارات أحياء الشيخ رضوان، النفق، الجلاء، الزيتون، الصبرة، الشجاعية، التفاح، والدرج. هذه ليست معارك عسكرية، بل عملية قتل جماعي تستهدف السكان المدنيين بشكل كامل.
أرقام من دم
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت أن حصيلة الإبادة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 65,344 شهيداً و166,795 مصاباً، وأكثر من 12 ألف مفقود. ومنذ نكث العدو بالعهد والهدنة واستئناف الإبادة، في 18 آذار/ مارس 2025، ارتقى 12,785 شهيداً وأصيب 54,754 آخرون. هذه الأرقام تجعل الاحتلال في مقدمة أنظمة الإبادة التاريخية، وتكشف أن العالم يقف أمام محرقة جديدة ينفذها الكيان الصهيوني.
المقاومة تستهدف دبابة والعدو يعترف بإصابة ضابط
رغم المجازر، تواصل المقاومة الفلسطينية ضرباتها. كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت تفجير دبابة «ميركافا» بعبوة شديدة الانفجار جنوب حي الصبرة، مؤكدة أن الاحتلال لن ينعم بالأمان في غزة. إعلام العدو نفسه أقر بإصابة ضابط من لواء «غفعاتي» بجروح خطيرة خلال اشتباك وجهاً لوجه مع مجاهدي المقاومة داخل المدينة. هذه المواجهات تثبت أن ما يسميه الاحتلال «عملية حسم» ليس سوى فشل عسكري جديد.
كذلك أعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال، أمس، رصد إطلاق صاروخ من مدينة غزة باتجاه منطقة ناحل عوز، مشيراً إلى أنه جرت محاولة اعتراض ما زالت نتائجها قيد الفحص.
القسام تعرض فيديو لأسير «إسرائيلي»
من جهتها نشرت كتائب القسام، أمس، تسجيلاً للأسير الصهيوني آلون أوهل. وأظهر الفيديو الأسير أوهل وهو يشاهد مقطعاً مصوّراً لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يقول إنه «يحاول أن يجد طريقة مبتكرة لإعادة كلّ الأسرى الذين هم على قيد الحياة»، ليتساءل أوهل: «ما هذا الكلام؟! هل ما زال أحد يصدّق نتنياهو؟!».
وهاجم الأسير رئيس حكومة الاحتلال، المجرم بنيامين نتنياهو، واتهم حكومته بالتخلي عن الجنود والتآمر على قتل الأسرى بدل إعادتهم. وقال أوهل: «الأسرى تحولوا إلى عبء. سيقتلوننا ولن يعود أحد حياً». هذه الكلمات صدمت الرأي العام داخل الكيان وأكدت أن نتنياهو لا يقود حكومته إلى الانهيار فقط، بل يقود الكيان كله إلى الزوال.
60 مدينة تنتفض لأجل غزة
شعبياً، شهدت إيطاليا، أمس، إضرابات شاملة في 60 مدينة، شلّت المدارس والنقل وأغلقت الموانئ.
وأغلق عمال موانئ مضربون الطرق المؤدية إلى ميناء جنوى، شمال إيطاليا، في إطار الاحتجاجات ضد الإبادة على قطاع غزة.
وتعطّلت خدمات النقل، وأُغلق عدد من المدارس في أنحاء إيطاليا، جراء الإضرابات التي دعت إليها مجموعة من النقابات تضامناً مع الفلسطينيين.
وعلى امتداد الساحل في مدينة ليفورنو في توسكانا، أغلق العمال المحتجون مدخل الميناء، رافعين الأعلام الفلسطينية.
وأعلن المحتجون رفضهم أن تتحول بلادهم إلى قاعدة لتزويد الاحتلال بالأسلحة. أحد المحتجين قال: «الشعب الفلسطيني يمنحنا درساً في الكرامة والمقاومة».
وفي إسبانيا، فتح النائب العام تحقيقاً في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي، بينما أعلنت روما استعدادها لدراسة فرض عقوبات على وزراء صهاينة متورطين في مواقف «غير مقبولة». هذه التطورات تشير إلى أن عزلة «إسرائيل» الدولية تتوسع يوماً بعد يوم.
عباس تحت رحمة بن غفير
من جانبه دعا من يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، علناً إلى اعتقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واصفاً التعامل معه بأنه «مكافأة للقتلة». هذه التصريحات تكشف الوجه الحقيقي للحكومة الصهيونية، ونظرتها إلى عباس وسلطته التي تحافظ على التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وتوصل رفع شعار «المقاومة السلمية».
كما تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع اتساع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتصاعد الفوضى الداخلية في الكيان حول ملف الأسرى والإبادة المستمرة.
فرنسا تعترف بدولة فلسطين
في السياق أعلنت فرنسا وعدد من الدول الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، خلال قمة دولية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ليل الأمس، في إطار جهود لاحياء «حل الدولتين».
ويرى كثير من المراقبون أن هذا الاعتراف السياسي الرمزي لم يعد يتجاوز كونه، وهم سياسي مزقة الكيان الصهيوني على مدار عقود ماضية.
ويذهب آخرين لاعتبار الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية شكلي ومزيف هدفه خلق دولة على الورق لمنح الأنظمة العربية الغطاء لإكمال التطبيع مع «إسرائيل».
المصدر لا ميديا