عادل بشر / لا ميديا -
في غضون 48 ساعة ماضية، دخلت المعركة بين اليمن والكيان الإسرائيلي» منعطفا نوعيا ، ومثلت نقطة تحول مفصلية في مسار المواجهة والرد اليمني .
ضربات متبادلة كانت لصنعاء اليد الطولى فيها ، بدأت باستهداف قلب مركز سياحي في مدينة أم الرشراش «إيلات» المحتلة، بطائرة مسيرة أصابته مباشرة ، فتحولت اللحظة إلى شهادة عجز دفاعي «إسرائيلي» احتاجت إلى تحقيق داخلي واعترافات عتيدة من صحافة «تل أبيب» ، تلا ذلك تصدي الدفاعات الجوية اليمنية للهجوم الصهيوني الذي استهدف العاصمة صنعاء ، ونجحت في تحييد عدد من الطائرات المعادية وإفشال جزء كبير من العدوان الذي طال أحياء سكنية ومنشآت مدنية موقعا عشرات الشهداء والجرحى المدنيين ، ليأتي الرد سريعا بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين 2» الانشطاري متعدد الرؤوس ، ضد أهداف حساسة في يافا المحتلة.

شهداء وجرحى
وزارة الصحة في حكومة صنعاء أعلنت، أمس، ارتقاء 183 شهيداً وجريحا ، معظمهم نساء وأطفال، في حصيلة غير نهائية، جراء العدوان الصهيوني على صنعاء .
وأشارت الوزارة إلى ارتقاء 9 شهداء ، منهم 4 أطفال وامرأتان، فيما بلغ عدد الجرحى 174 ، منهم 59 طفلا و 35 امرأة ، مؤكدة أن الأرقام قابلة للارتفاع مع استمرار أعمال الإنقاذ.
وأوضحت أن فرق الدفاع المدني والإسعاف ما تزال تبحث عن ضحايا تحت الركام والأنقاض والتعرف عليهم»، لافتة إلى أن العدوان الصهيوني استهدف أحياء سكنية وأعيانا ومنشآت مدنية ، ما تسبب بدمار واسع في عدد من منازل المواطنين والمنشآت الخدمية .
إلى ذلك أفادت مصادر محلية بأن الغارات «الإسرائيلية» استهدفت أحياء الرقاص» و «السبعين» و «عطان» و » صنعاء القديمة» و«شملان» وحدة» ، ومحطة كهرباء ذهبان، بعدة
غارات جوية ، موقعة عشرات الشهداء والجرحى، في جريمة حرب تضاف إلى رصيد الكيان الأسود في غزة واليمن ولبنان .
في السياق، أصدر جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء بيانا أكد فيه أن العدو الصهيوني استهدف مقرات أمنية تابعة للجهاز، شملت إصلاحية الجهاز ، وسجنا آخر تابعاً له ، مشيراً إلى أن العدوان الغاشم «استهدف مرافق الإصلاحية ومحيطها، ومرافق السجن ومحيطه ، ليمكن السجناء من الفرار ، وقد تم بعون الله وفضله احتواء الموقف، وإفشال مخطط العدو» .
وأوضح جهاز الأمن والمخابرات أن هذا العدوان أتى في إطار المخطط الإجرامي للعدو، بعمل فوضى وانفلات أمني في المناطق الحرة، مستفيدا من خلايا العدوان المسجونة في إصلاحية وسجن الأمن والمخابرات، والذين أداروا في السابق أجندة العدو في الميدان ، من اغتيالات وتفجيرات، وإحداثيات للعدوان على بلادنا، خصوصا خلال مرحلة العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على بلادنا».
من جهتها أفادت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بأن العدو الصهيوني استهدف حارات «صلاحالدين»، «غمدان»، «المدرسة»، المفتون»، و«الميدان» ، شرق مدينة صنعاء القديمة ، المسجلة في قائمة التراث العالمي، معتبرة هذا العدوان السافر استهدافا متعمداً لأحد أهم مواقع التراث العالمي .

رد يمني
الرد اليمني لم يتأخر طويلاً ، فبعد سويعات قليلة، تواترت الأنباء من فلسطين المحتلة عن صاروخ يمني يُحلق في الأجواء وتستميت الدفاعات الصهيونية في محاولات التصدي له ، لتصدر القوات المسلحة اليمنية بياناً أعلنت فيه تنفيذ هجوم صاروخي على أهداف حساسة في يافا المحتلة مستخدمة صاروخاً باليستيا انشطارياً من طراز «فلسطين 2» .
وأكدت القوات المسلحة أن العملية حققت أهدافها بنجاح، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقيف الحركة في مطار اللد»، مشيرة إلى أن هذه العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردا على العدوان الإسرائيلي» على اليمن.
وأوضحت أن الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي لعدد من التشكيلات القتالية الإسرائيلية» بإطلاق عدد من صواريخ أرض جو » أثناء العدوان الأخير على صنعاء، وأجبرت بعضها على المغادرة وإفشال جزء من الهجوم.
وأكدت ذلك تقارير عبرية تحدثت عن تعرض الطائرات الصهيونية لإطلاق صواريخ دفاعية من اليمن .
وأفادت القناة 14 الصهيونية أن الطائرات الإسرائيلية» تعرضت لما وصفته بـ الخطر الكبير » أثناء هجومها على صنعاء، مشيرة إلى أن الدفاعات اليمنية أطلقت 3 صواريخ نحو الطائرات ، كاد أحدها أن يصيب إحدى الطائرات.
العدو الصهيوني أفاد بأنه نفذ موجة جوية وصفها الإعلام العبري بأنها الأكبر حتى الآن على صنعاء، وشاركت فيه حوالى 20 طائرة مقاتلة، إلى جانب طائرات أخرى، وقصفت بأكثر من 65 قنبلة وصاروخا لكن ما بدا لدى المتلقي «الإسرائيلي» كعملية عسكرية ضخمة لم يخل من دينامية مفاجئة مع إعلان الميدان اليمني أنه لا يسكت عن أي عدوان، فكان الرد محكماً وسريعاً إلى العمق في يافا المحتلة.
وزاد الإرباك «الإسرائيلي» ما أكدته وسائل إعلام عبرية من أن الهجوم «لم يحقق سوى 2% من أهدافه» . ونقلت «القناة الـ 12 » الصهيونية أن المخطط كان يستهدف إلقاء 70 قنبلة، فيما قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن الطيران الإسرائيلي لم يتمكن من تنفيذ العملية كاملة ، وأسقط 13 قنبلة فقط » ، وليس 65 حسبما نقلت إذاعة «جيش» الاحتلال .

مسيرة أم الرشراش
يأتي ذلك فيما لم يكن الاحتلال قد أفاق من الضربة التي استهدفت عمق مدينة أم الرشراش «إيلات» مساء الأربعاء بطائرة يمنية مسيرة فشلت دفاعات الكيان في اعتراضها .
وأفاد الإعلام الصهيوني، ومن بينه صحيفة «معاريف»، بأن طائرة مسيرة يمنية أصابت قلب المركز السياحي لإسرائيل، في وضح النهار، خلال عطلة تعج فيها مدينة إيلات بعشرات الآلاف من الزوار والسياح»، معتبرة ما جرى خللا خطيرا في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، ويجب فحصه فورا ..
وقالت الصحيفة إن «سلاح الجو الإسرائيلي فشل للمرة الثالثة خلال أيام قليلة في حماية سماء مدينة إيلات» . متوقعة أن يكون «الحوثيون قد وجدوا ثغرة في الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية .

ما دفعهم إلى مواصلة عملياتهم».
ورغم انطلاق صافرات الإنذار، إلا أن المسيرة حلقت في سماء «إيلات» دقائق وسط مشاهدتها بوضوح، قبل انقضاضها على الهدف وانفجارها دون أن تتمكن دفاعات الاحتلال من اعتراضها .
وأفاد إعلام الاحتلال بأن الهجوم تسبب في إصابة 22 مستوطنا بينهم 3 في حالة حرجة استعد «الجيش» للتدخل ونقلهم عبر مروحية إلى وسط فلسطين المحتلة. وتفاوتت بعد ذلك أرقام الإصابات . إذ ذكرت القناة 12 الصهيونية أن المصابين ،27، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية» إن عدد المصابين ارتفع 50 إلى
«جيش الاحتلال هو الآخر اعترف بفشله في اعتراض المسيرة، رغم إطلاق صاروخي اعتراض باتجاهها، لافتاً إلى أنه فتح تحقيقا لمعرفة سبب فشل المنظومة في اعتراض الطائرة المسيرة اليمنية، وعدم رصدها رغم أن صافرات الإنذار انطلقت في «إيلات» .
من جهتها أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن العملية العسكرية تم تنفيذها بطائرتين مسيرتين استهدفتا هدفين محددين للعدو في أم الرشراش .