عائلات أسرى العدو تعلن تصعيداً غير مسبوق ضد نتنياهو... شهيدا فلسطينيا في غزة خلال 12 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
الصورة اليوم واضحة: غزة تُذبح، الضفة تقاوم، كيان العدو الصهيوني ينهار من الداخل، والعالم يثور في الشوارع رفضاً للإبادة. الاحتلال يظن أن القصف والتجويع سيكسر الفلسطينيين؛ لكنه يكتشف كل يوم أن دماء الشهداء تصنع جيلاً جديداً أكثر صلابة وإيماناً بالحرية. هذه ليست حرباً عادية. إنها معركة وجود، ومعركة كرامة، ومعركة حق في وجه الباطل.
وارتكب العدو الصهيوني، أمس، مجازر مروّعة، أسفر عنها استشهاد 91 فلسطينياً خلال 12 ساعة، بينهم 48 في مدينة غزة وحدها، فيما تحوّل سوق النصيرات وسط القطاع إلى ساحة موت جماعي، حيث ارتقى عشرات الشهداء والجرحى تحت وابل من القذائف والصواريخ. الاحتلال يواصل سياسة الإبادة الجماعية، يستهدف المنازل المأهولة بالسكان، ويلاحق منتظري المساعدات الذين يبحثون عن لقمة خبز في ظل حصار مطبق منذ عامين.
أرقام من دم
الأرقام المفجعة التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة تكشف تضخم الجريمة المستمرة في غزة بلا توقف، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى ما يناهز 66 ألفاً، وأكثر من 170 ألف مصاب.
إلى ذلك بلغ عدد الشهداء من منتظري المساعدات منذ السابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي 2260 شهيداً، و18730 مصاباً. هذه الأرقام ليست إحصاءات باردة، بل هي شهادة دامغة على إبادة يمارسها العدو الصهيوني، فيما يقف العالم متفرجاً ومتواطئاً.
وفيما تواصل آلة القتل الصهيونية جرائمها، يخرج وزير الحرب ليعلن بصفاقة أن قواته ستزيد حدة هجماتها وتتقدم نحو مرحلة الحسم، وكأنّ المجازر بحق المدنيين حسم عسكري يُحتفى به. «إسرائيل»، التي عجزت عن تحقيق نصر على المقاومة المسلحة، تحاول تعويض هزائمها بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتقديم الجثث للعالم على أنها إنجازات ميدانية.
تصعيد داخلي غير مسبوق
المفارقة أن صرخات الألم لم تعد تأتي من غزة وحدها، بل من قلب عاصمة العدو المزعومة «تل أبيب»، حيث تواجه عائلات الأسرى حكومة المجرم بنيامين نتنياهو بخطاب الغضب.
عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير متان، حذرت نتنياهو من أن زمن الخداع انتهى، وأن عودته من الولايات المتحدة دون اتفاق ستشعل انتفاضة داخل «إسرائيل».
وقالت تسنغاوكر، في مؤتمر صحفي باسم عائلات الأسرى: «إذا عدتَ من أميركا من دون اتفاق، ستبدو لك المظاهرات والإضرابات الأخيرة كأنها لعب أطفال. انتهى زمن الخداع. هناك اتفاق مطروح على الطاولة، وحماس وافقت عليه، والعالم كله ضامن لتنفيذه».
أما إسحاق هورن، والد الأسير إيتان، فقد شن هجوماً لاذعاً على نتنياهو، متهماً إياه بترك ابنه يتعفن في أنفاق غزة بينما ينعم هو وحكومته بالترف. هذا التمرد الداخلي يكشف عمق الأزمة السياسية والأخلاقية التي يعيشها كيان الاحتلال، حتى بات قادته منبوذين على المنابر الدولية، كما حصل حين قاطع الحضور نتنياهو في الأمم المتحدة وتركوه يتحدث وحيداً كمنبوذ فاقد للشرعية.
ولم تتوقف الاحتجاجات داخل الكيان؛ إذ شهدت مغتصبة «نس تسيونا» توتراً متصاعداً بعد قمع الاحتلال للمتظاهرين أمام منزل وزير الخارجية جدعون ساعر، حيث صودرت مكبرات الصوت وتم ضرب المحتجين، في مشهد يعكس هشاشة الجبهة الداخلية للكيان الغاصب.
عواصم ومدن تتظاهر لأجل غزة
على صعيد الحراك الدولي والشعبي، امتلأت شوارع عاصمة جنوب أفريقيا كيب تاون بآلاف المتظاهرين الذين رفعوا أعلام فلسطين وطالبوا حكومتهم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفيره وإغلاق سفارته، مؤكدين أن المقاطعة والعقوبات هي الطريق لردع الاحتلال، تماماً كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وفي ميلانو الإيطالية خرج الآلاف في مظاهرات حاشدة إسناداً لغزة، فيما وقّع أكثر من 140 فناناً وكاتباً وصحفياً فرنسياً وبلجيكياً عريضة يطالبون فيها حكوماتهم بتوفير حماية دبلوماسية لـ»أسطول الصمود»، الذي يبحر نحو غزة لكسر الحصار، والذي تعرّض لهجمات بطائرات مسيّرة اتُّهم بها العدو. الأسطول، الذي يضم نحو 450 ناشطاً، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، يواصل طريقه متحدياً وحشية الكيان، في رسالة واضحة أن الحصار لن يستمر إلى الأبد.
وأكّد عضو تنسيقية «أسطول الصمود»، غسان هنشيري، في تصريحات صحفية، أنّ الأسطول سيتحرّك بأكمله نحو غزة، لافتاً إلى أنّ هذا القرار اتُّخذ «جماعيّاً.
وأوضح هنشيري أنّ 450 مشاركاً على متن السفن سيكملون طريقهم نحو غزة، بهدف كسر الحصار وإيصال المساعدات.
تفجير منزل منفذ عملية القدس
في القدس المحتلة، حيث يحاول الاحتلال فتح جبهة إضافية لإخماد جذوة المقاومة، فجّرت قواته منزل الشهيد مثنى عمرو من بلدة القبيبة شمال غربي القدس المحتلة، بعد أيام من ارتقائه مع رفيقه محمد طه في عملية إطلاق النار البطولية بمغتصبة «راموت»، والتي أسفر عنها مصرع 7 غاصبين وإصابة 40 آخرين، وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عنها.
كما واصلت قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على طولكرم ومخيم نور شمس لليوم الـ244 على التوالي، حيث أدت الاقتحامات والاعتقالات والمواجهات إلى استشهاد 14 فلسطينياً، وتهجير أكثر من 25 ألف مواطن وتدمير مئات المنازل بشكل كلي أو جزئي، في محاولة لتركيع المدينة ومخيماتها.
المصدر لا ميديا