لا ميديا -
كشفت مصادر حقوقية في مدينة تعز المحتلة عن قيام جهات على علاقة بما تسمى اللجنة الأمنية التابعة للخونج بإخفاء هاتف قاتل الشهيدة افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين، بعد تصفيته بعملية مشبوهة للتغطية على بقية القتلة، ما يشير إلى تواطؤ سلطات الارتزاق ولجنتها الأمنية في الجريمة.
وكان القاتل قد تم تصفيته خلال حملة للقبض عليه، ما شكل صدمة كبيرة للأوساط الحقوقية والقانونية التي كانت تسعى لكشف أبعاد الجريمة، غير أن الصدمة الثانية كانت باختفاء هاتف القاتل الذي كان يعول عليه لكشف معلومات جديدة.
وقالت المصادر إن الهاتف المحمول الخاص بالقاتل محمد صادق المخلافي الملقب بـ"الباسق" مختف ولم يتم تحريزه بعد مقتله.
وأضافت أن غياب الهاتف، الذي كان بحوزة المتهم لحظة مقتله، أثار علامات استفهام واسعة بشأن الجهة التي استحوذت عليه أو عمدت إلى إخفائه أو إتلافه، لاسيما أن "الباسق" قام خلال الفترة الأخيرة بتسجيل مقاطع فيديو شخصية، وأرسل بعضها إلى آخرين، وكشف في بعضها عن ارتباط المرتزق محمد سعيد المخلافي، شقيق العميل حمود سعيد المخلافي، والعميل بكر صادق سرحان بجريمة اغتيال المشهري.
وطالبت المصادر بفتح تحقيق عاجل حول اختفاء الهاتف، محذرة من التلاعب بمسار القضية ومحاولة إغلاقها.
بدورهم أكد مراقبون أن اختفاء الهاتف يمثل ثغرة في سلسلة الإجراءات الجنائية الخاصة بالتحريز والتسليم، إذ يُفترض أن يكون من أوائل المضبوطات التي تُحفظ رسميا ضمن محاضر جمع الاستدلالات.
وبحسب المراقبين فإن الهاتف لم يكن مجرد وسيلة اتصال، بل أداة رقمية قد تحمل بيانات عالية القيمة تشمل: سجل المكالمات، الرسائل النصية والمشفرة، المواقع الجغرافية الدقيقة عبر نظام تحديد المواقع، فضلاً عن ملفات الصور والفيديو والتسجيلات الصوتية التي يمكن أن تكشف خريطة تحركات القاتل وصلاته ببقية المتورطين في الجريمة، الأمر الذي يجعل اختفاءه الكامل تواطؤا فاضحا من قبل ما تسمى اللجنة الأمنية الموالية لفصائل الخونج وعملية إخفاء متعمدة.
وكانت سلطات الارتزاق في مدينة تعز المحتلة شرعت في مسرحية هزلية تريد منها تعمية الرأي العام حول جريمة مقتل افتهان المشهري، بدءا بحملة مشبوهة لمطاردة القتلة انتهت بإطلاق سراح عدد منهم، وإخفاء هواتف الضحية المشهري ومن بعدها إخفاء هاتف القاتل، فضلا عن محاولاتها الحثيثة في فض الاعتصام الذي تنفذه أسرة المشهري وموظفو وعمال صندوق النظافة في تعز، للمطالبة بكشف كافة ملابسات الجريمة وتسليم كل من ثبت تورطه بارتكابها إلى العدالة.
وفي سياق التواطؤ الفاضح مع المجرمين، بدأت سلطات الارتزاق، أمس الأول، إطلاق سراح عدد من قياداتها المتهمين بارتكاب جرائم القتل والاغتيالات، في خطوة تتزامن مع تراجع الضغوط الشعبية بعد تصفية قاتل مديرة صندوق النظافة.
وأفادت مصادر مطلعة بأن ما تسمى قوات الأمن أفرجت عن عدة محتجزين بينهم القيادي المرتزق عرفات الصوفي، مقابل التزام خطي منه، في حين تستعد لإطلاق سراح آخرين محتجزين في السجن المركزي، بينهم مشمولون بأحكام بإعدام، على غرار المرتزق بكر صادق سرحان.
وأفادت المصادر بأنه تجري ترتيبات لإطلاق سراح القيادي المرتزق محمد سعيد، شقيق العميل حمود المخلافي، وقائد كتيبة في ما يسمى اللواء 170 دفاع جوي، والذي ارتبط اسمه بنشاطات المدعو الباسق أحد قتلة المشهري.
وتشير هذه الخطوات إلى محاولة فصائل الخونج تصفير سجلات جرائم قادتها الميدانيين وامتصاص الغضب الشعبي الذي أثارته جريمة اغتيال المشهري مديرة صندوق النظافة.