أبوظبي في خدمة المشروع «الإسرائيلي» ضد صنعاء.. جزيرة زقر.. القاعدة الخفية على خط النار
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
لم يعد الحديث عن تعاون أمني إماراتي "إسرائيلي" مجرد تكهنات أو تسريبات، بل أصبح حقيقة تتكشف تفاصيلها تباعاً عبر تقارير عبرية وعربية على السواء.
أحدث هذه المعطيات جاء من قناة i24NEWS العبرية، التي أكدت نقلاً عن مصادر يمنية وإقليمية أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" فعلتا غرف عمليات متقدمة خاضعة لإدارة قوات إماراتية في جزيرة زقر الواقعة في البحر الأحمر لتنفيذ عمليات استخبارية، في خطوة تمثل تصعيداً خطيراً يربط أبوظبي بشكل مباشر بالحرب التي تخوضها صنعاء ضد "تل أبيب" دعماً للشعب الفلسطيني.
ونشرت القناة العبرية تقريراً أعده محللها للشؤون العربية "باروخ ياديد" بعنوان "الدعم الإماراتي لإسرائيل ضد الحوثيين" أشارت فيه إلى أهمية موقع الجزيرة القريب من مضيق باب المندب الذي نجحت صنعاء في إغلاقه بوجه الملاحة "الإسرائيلية" منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والحصار الذي يفرضه الكيان على القطاع.
ونقل التقرير عن مصدر في المرتزقة الموالين للإمارات والسعودية تأكيده هذه المعلومات، معتبراً أن ما تشهده الجزيرة من استحداثات عسكرية، يأتي رداً على ما تقوم به صنعاء من تحسين قدراتها العسكرية من حيث الكمية والدقة، وخاصة الصواريخ ذات الرؤوس الانشطارية المتعددة.
جزيرة استراتيجية
تقع جزيرة زقر على بعد 32 كيلومتراً فقط من الساحل اليمني و150 كيلومتراً من مضيق باب المندب، ما يجعلها، نقطة تحكم حساسة في أحد أهم الممرات البحرية العالمية، و"نقطة انطلاق مستقبلية لعمليات خاصة أمريكية وإسرائيلية"، وفقاً لتوصيف القناة العبرية.
التقرير ذاته أفاد أنه منذ آذار/ مارس 2025، شرعت الإمارات في إقامة منشآت عسكرية متطورة على الجزيرة، شملت بناء مدرج طائرات بطول 2.1 كيلومترا لاستقبال المروحيات والطائرات العسكرية الثقيلة، وكذلك رصيف بحري بطول 185 متراً لدعم الإمدادات العسكرية والنقل البحري، إضافة إلى مخازن لوجستية متصلة بالرصيف البحري، وأنظمة رصد وإنذار متخصصة ضد الطائرات المسيّرة التي تُطلق نحو "إسرائيل" والبحر الأحمر، وجهزوا غرف عمليات واتصالات فضائية تخدم العمل الاستخباراتي المشترك مع "إسرائيل والولايات المتحدة".
وأشار التقرير إلى أن "الإماراتيين يمنعون الجنود اليمنيين الموالين لهم من دخول المعسكر الذي يحمل اسم الموقع C"، ما يكشف عن طبيعته كقاعدة "إماراتية -إسرائيلية -أمريكية" صرفة.
تنسيق مع واشنطن و"تل أبيب"
وأكد تقرير i24NEWS العبرية، أن ما يجري في جزيرة زقر ليس مجرد نشاط إماراتي منفرد، بل يتم بتنسيق مباشر مع القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، ويأتي في إطار دمج الإمارات في المشروع الأمني "الإسرائيلي" في البحر الأحمر.
وأوضح أن قوة 400، التي أنشأتها أبوظبي عام 2021 تحت غطاء "مكافحة الإرهاب"، عادت للعمل مؤخراً ضمن مشروع "أمريكي -إسرائيلي" يرمي إلى إضعاف الدعم اليمني للفلسطينيين وللمقاومة في غزة، ما يعني أن قاعدة زقر تحولت إلى مركز استخباراتي متقدم يربط البحر الأحمر بساحة فلسطين.
ولفت إلى أن "صور الأقمار الصناعية التي التقطت في بداية أيلول/ سبتمبر الجاري، تُظهر الاستحداثات وعمليات البناء التي بدأت في آذار/ مارس الماضي، ويُلاحظ فيها التسارع الكبير في التحركات العسكرية البحرية الإسرائيلية -الإماراتية ضد قوات صنعاء".
قلق "إسرائيلي" متصاعد
في المقابل، يعترف التقرير نقلاً عن مصدر يمني، لم يُسمه، بأن من وصفهم بـ"الحوثيين" باتوا يطورون قدرات عسكرية نوعية تمثل تحدياً غير مسبوق لكيان الاحتلال.
وأكد المصدر الذي تحدث مع القناة العبرية صحة جميع المعلومات المتداولة عن تفعيل غرف عمليات "أميركية -إسرائيلية" بإدارة إماراتية في جزيرة زقر، لتعطيل جبهة الإسناد اليمنية الداعمة لغزة.
وقال المصدر إن "الحوثيين يعملون في المقابل على تحسين قدراتهم في الصواريخ الانشطارية وخلق قدرة على إطلاق أسراب من الطائرات المسيرة بهدف تعطيل الحياة في جميع مناطق جنوب إسرائيل من النقب مروراً بوادي عربة وحتى خليج إيلات"، مضيفاً "الإطلاقات الأخيرة هي جزء من أنظمة التجربة وأن القدرات الحوثية أصبحت بالفعل مستقلة دون الاعتماد على إيران أو حزب الله".
وكان الناشط اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي "علي النسي"، قد كشف في منشور على حسابه بـ"فيسبوك" ومنصة X الأسبوع الفائت، أن قاعدة عسكرية إماراتية ذات منافع "إسرائيلية" أنشئت في جزيرة زقر جنوبي البحر الأحمر، موضحاً بأن "الوجود العسكري الإماراتي بدأ في الجزيرة عام 2016م ومن حينها توسعت في بناء قاعدتها تدريجياً حيث بنت منشآت عسكرية متعددة (مخازن سلاح)، وثمانية مهابط هليكوبتر، ومعسكرين رئيسيين أحدهما للإماراتيين والآخر معسكر تدريبي لقوات حراس الجمهورية والانتقالي"، حسب قوله.
وأوضح النسي أنه مع بداية العام الحالي أنشأت الإمارات رصيفاً بحرياً جديداً بطول حوالي 185 متراً ويتضمن منشأة ملحقة وراداراً بحرياً متطوراً وأجهزة دفاع جوي، مرجحاً استخدام المنشآت كمنطقة لوجستية مخصصة لدعم الأنشطة العسكرية الإماراتية في الجزيرة.
وأكد أن "إسرائيل تسعى لتطوير القاعدة لتكون مستقبلاً نقطة انطلاق محتملة لشن هجمات مستقبلية أو كمركز انطلاق لعمليات خاصة مشتركة مع الإمارات على حكومة صنعاء" حسب تعبيره.
قراءة استراتيجية
يرى خبراء أن ما تكشفه هذه المعطيات يضع أمامنا جملة من الحقائق، أبرزها أن الإمارات تحولت إلى شريك مباشر "لإسرائيل" في معركتها ضد اليمن، بما يتجاوز التطبيع السياسي إلى التحالف العسكري والاستخباراتي الفعلي، وبما أن الكيان الصهيوني يُدرك هشاشة جبهته الجنوبية أمام القدرات اليمنية الجديدة، فهو يسعى لتعويض ذلك عبر شبكات استخباراتية وتحالفات إقليمية، ومن خلال تواجده في جزيرة زقر فهو بذلك يستطيع مراقبة البحر الأحمر وخطوط الملاحة الحيوية وتوفير قاعدة متقدمة لأي عمليات خاصة محتملة ضد صنعاء.
ويؤكد الخبراء أن المعادلة اليمنية تغيرت جذرياً فصنعاء لم تعد مجرد قوة محلية تعتمد في جزء من قدراتها العسكرية على إمداد خارجي، بل باتت طرفاً إقليمياً يمتلك بنية تكنولوجية وعسكرية محلية قادرة على ضرب الكيان الصهيوني في عمق فلسطين المحتلة، والشواهد على ذلك كثيرة وتتجلى يوماً بعد آخر.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا