تقرير / لا ميديا -
ارتفعت حصيلة ضحايا عدوان الإبادة التي يشنّها الاحتلال الصهيوني ضدّ قطاع غزة إلى 66,055 شهيداً و168,346 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وذلك بعد استشهاد 50 فلسطينياً وإصابة 184 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس.
ويواصل الاحتلال عملياته البرية والمخططات التدميرية شمال القطاع، مستخدماً أساليب مروّعة، من الروبوتات المفخخة لتفجير المنازل إلى الخراطيم النارية لحرق بيوت المدنيين، فضلاً عن الغارات الجوية المكثّفة التي لا تتوقف. وفي مدينة غزة، استهدفت الطائرات المسيّرة منطقة السرايا وشارع الشهداء ومحيط مستشفى الشفاء، كما قصفت سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني أثناء تأدية مهامها الإنسانية.
الاحتلال لم يكتفِ بالقصف، بل نفّذ عمليات نسف ممنهجة لمنازل في شارع النصر وحي النصر شمال غربي غزة، إضافة إلى تدمير مبانٍ بمنطقة الكتيبة في خان يونس، بالتوازي مع قصف جوي وإطلاق قنابل ضوئية، ما يعكس تصعيداً شاملاً يهدف إلى ترويع السكان ومحو الحياة المدنية.
النتيجة الإنسانية كارثية: عشرات آلاف النازحين يفتقرون للمأوى، وبعضهم اضطر للجوء إلى مقبرة «النمساوي» غرب خان يونس للعيش بين القبور. صورة مأساوية تجسّد الانحدار إلى هاوية إنسانية غير مسبوقة، مع تفشّي الأمراض وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

4 عمليات للمقاومة
في المقابل، ترد المقاومة الفلسطينية بالنار على المجازر، مؤكدة استمرارها في مواجهة العدوان.
وأعلن العدو الصهيوني إصابة 5 من عناصره، بينهم ضابطان، بجراح خطيرة إثر انفجار عبوة ناسفة شمالي قطاع غزة.
بدورها أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قنص جندي صهيوني في محيط مخيم الشاطئ، والاشتباك مع قوة خاصة في حي تل الهوى جنوب غزة، محققة إصابات مباشرة. كما سيطر مقاتلوها على طائرة صهيونية مسيّرة من طراز «كواد كابتر» كانت تنفذ مهمة استخبارية وسط القطاع.
أما كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس فأعلنت استهداف موقع قيادة وسيطرة للعدو شرق حي التفاح بعدد من قذائف الهاون.

خطة ترامب
سياسياً، أعلن البيت الأبيض، مساء الاثنين، تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المكونة من 20 نقطة، لإنهاء حرب الإبادة «الإسرائيلية» على قطاع غزة.
وجاء في المقترح أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى «الإسرائيليين» خلال 72 ساعة من إعلان قبول الاتفاق بشكل علني.
ونشرت الخطة بالتزامن مع اجتماع ترامب مع نتنياهو، وتنص على أنه «مع موافقة الطرفين على هذا المقترح، ستنتهي الحرب بشكل فوري، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيداً لعملية إطلاق سراح الأسرى».
وأضافت أن «جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، ستُعلّق، فيما ستبقى خطوط القتال ثابتة حتى استيفاء الشروط اللازمة للانسحاب الكامل على مراحل».
كما تنص خطة ترامب الصهيونية على أن «تكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب»، في إشارة إلى إخراج حركة المقاومة منها.
وكان ترامب قد قال إن هناك «مقترحاً لإنهاء الحرب»، مؤكداً تلقيه «رداً جيداً للغاية» من العدو الصهيوني وبعض القادة العرب.
في المقابل أكدت حركة حماس، عبر القيادي طاهر النونو، أنّها لم تتسلم أي نسخة من الخطة الأميركية، ولم تكن جزءاً من المفاوضات، مشددة على أنّ سلاح المقاومة مرتبط بإقامة دولة فلسطينية، وأنّ أي صفقة لتبادل الأسرى مشروطة بانسحاب الاحتلال وانتهاء الإبادة. وأكد النونو أنّ الحركة منفتحة على أي مقترح لا يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني، وجاهزة للتوافق مع السلطة لتشكيل حكومة وفاق وطني.
من جهتها، زعمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن «إسرائيل» وحماس «تقتربان جداً» من اتفاق إطار، مشيرة إلى أنّ المجرم ترامب سيناقش مع المجرم نتنياهو خطة سلام من 21 بنداً، تشمل أدواراً للوسطاء، وعلى رأسهم قطر.

نتنياهو يعتذر لقطر
من جهتها أكّدت «القناة 12» الصهيونية أنّ رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحدّث مع رئيس حكومة الاحتلال «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، الذي أعرب عن اعتذاره على هجوم الدوحة.
وأوضحت قناة «كان» الصهيونية في هذا الشأن أنّ اعتذار نتنياهو كان مطلباً قطرياً كجزء من استئناف الاتصالات. ووفق الإعلام العبري فإنّ محادثة نتنياهو للاعتذار لقطر تضمّنت تعهّداً بعدم تكرار الهجوم في قطر أيضاً.

جبهة إسبانيا تصعد ضد الاحتلال
دولياً، اتخذت إسبانيا خطوة لافتة تمثلت في منع مرور طائرات وسفن محمّلة بالأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر قواعدها العسكرية، بما في ذلك مقاتلات «إف 35»، في تنفيذ عملي لقرارات حظر الدعم العسكري للاحتلال.
وكشفت صحيفة «إلباييس» الإسبانية أن إسبانيا منعت عبور الطائرات والسفن الأمريكية المحملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية المتجهة إلى «إسرائيل» عبر قاعدتين عسكريتين في قادش وإشبيلية.
وبحسب مصادر مقرّبة من اللجنة الإسبانية الأميركية المختلطة، وهي لجنة مهمتها الإشراف على تسيير القواعد العسكرية التي تستخدمها الولايات المتحدة، فإن مدريد منعت عبور الأسلحة الأميركية عبر قاعدتي «روتا» في مدينة قادش، و»مورون دي لا فرونتيرا» في إشبيلية.
ورغم صعوبة كبح الشحنات الأميركية، بسبب طبيعة الاتفاقيات الثنائية؛ أكدت صحيفة «إلباييس» أن عمليات المنع تكررت أكثر من مرة، ما يدلّ على قدرة مدريد على فرض سيادتها ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.