«لا» 21 السياسي -
وفقاً لوثائق مسرَّبة تحقق منها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عُقد اجتماع سري في قاعدة «العُديّد» الجوية القطرية، تحت رعاية القيادة المركزية الأمريكية، في أيار/ مايو 2024، انفتح خلاله مسؤولون «إسرائيليون» على نقاشات ثنائية مع نظرائهم السعوديين وغيرهم، وناقشوا، حسب إحدى الوثائق، تصوّراً لإنشاء «مركز سيبراني مشترك للشرق الأوسط» بحلول نهاية 2026، يصبح مقرّاً للتعليم والتدريب على العمليات السيبرانية الدفاعية. وثيقة أخرى دعت إلى تدشين «مركز دمج معلومات»، لتمكين الشركاء من «التخطيط السريع للعمليات، وتنفيذها وتقييمها وسط بيئة معلوماتية مشتركة».
ساهم الحضور السعودي في تعزيز التعاون الأمني مع القوات «الإسرائيلية»، تزامناً مع حربها على قطاع غزة.
وخلال اجتماع آخر عُقد هذا العام 2025، قدّم مسؤول سعودي ومسؤول استخبارات أمريكي «إحاطةً استخباراتيةً» حول التطورات السياسية في سورية، بما في ذلك دور روسيا وتركيا والقوات الكردية هناك، فضلاً عن التهديدات اليمنية، وعمليات تنظيم «داعش» في سورية والعراق.
ومن طرف خيط القلق الأمني السعودي، تتدفق سيكولوجية «الرهاب الغريزي»، لدى الرياض؛ فهي الدولة الأكثر شراءً للسلاح في الإقليم؛ لكنها في المقابل تفتقر إلى كوادر مؤهلة لتشغيل المنظومات القتالية، وربما قادها ذلك إلى الاستعانة بطيّارين «إسرائيليين» خلال الحرب على اليمن، ما يعطي نتيجةً مفادها: سلاح بلا فاعلية، وضباط لم يتلقّوا تدريبات، وليسوا على مستوى الأسلحة المملوكة، بحسب الباحث الاستراتيجي الدكتور أحمد عز الدين.
يقول عز الدين: «القلق والخوف الأمني قادا السعودية حتى إلى عرض توقيع اتفاق دفاع مشترك مع إسرائيل عام 2014؛ لكن مدير معهد الاستراتيجية الصهيونية التابع لجامعة بار إيلان، الدكتور أفيعاد باكشي، رفع توصياته الرافضة حينئذ إلى المستويات السياسية والأمنية في تل أبيب، وعزا ذلك إلى أنّ السعودية لا تفي بتحالفاتها العسكرية كما فعلت مع العراق».
أما ما يتعلق بمسألة «تعدد التحالفات الأمنية»، ولاسيما تلك التي أبرمتها السعودية مع باكستان مؤخراً، فيحصرها عز الدين في نطاق «الصيغ الهشة»، مشيراً إلى أنها لا تنطوي على قيمة من الناحية العملية.
ويضيف عز الدين: «أخفق السعوديون قبل ذلك في دمج الباكستانيين في حرب اليمن، واستدعوا حينها رئيس الأركان الباكستاني لهذا الغرض؛ لكن الرجل حذَّر في تقديراته بعد العودة إلى بلاده من مغبة التورط في الأزمة، ولاسيّما في ظل تمدد أغلبية شيعية داخل المؤسسات الأمنية الباكستانية».