سلم يا سعودي نفسك
 

د. مهيوب الحسام

إنها القيم، والأخلاق الحربية التي يمتلكها المقاتل اليمني، ويتقنها كما يتقن تصويب رصاصته بدقة عالية، ويضعها بالمكان المناسب، وحيث يريد، في الصدر، في الرأس، حيث يريد، رصاصة يرميها مصوبة من الأرض، مسددة من السماء، مباركة من الشعب. سلم نفسك يا سعودي، هذه هي القيم الموجبة للنصر، نصر ناجز قريب، قيم يفتقدها جيش الكيك والكبسة، وA275; يعلم عنها شيئاً، ويجهلها المرتزقة، من بلاك ووتر إلى عبدربه سلمان. (سلم أقول لك سلم) قالها مجاهد بلغت هامته السماء، ورددها مراراً لذلك الجندي السعودي ورفاقه المحاصرين من أمامهم، ومن خلفهم، وA275; مفر. قالها له (سلم نفسك أنت محاصر)، وهو يراه، وينظر إليه من أمامه، ينظره، وA275; يخشاه بكل شموخ النصر، وبكل عزة، ورفض للذلة، صوته كان أعلى من صوت قاذفات العدوان، وصواريخه، وقنابله الفوسفورية، والعنقودية والفراغية والنيترونية، قالها بصوت ووقع صاعق كالقاهر، عاصف كزلزال، مدمر كتوشكا، مزلزل كالصرخة، بكل ثبات، وعزم، وعزة، وإباء، قالها وبثقة A275; نهاية لها بنصر الله، بحب إنساني فريد، هكذا أخلاق الحروب، هم يحاصروننا براً، وبحراً، وجواً، ويقتلوننا بكل صنوف الأسلحة، ويمنعوننا من حبة الدواء، وعندما يظفر بهم جنودنا في جبهة القتال والمواجهة، ويحاصرونهم، ينادونهم حرصاً على حياتهم (سلموا أنفسكم أنتم محاصرون). هذه أخلاقنا، أخلاق المنتصرين، نرفض القتل لمجرد القتل، وتلك أخلاقهم، وهي أخلاق الهزائم. 
انظر للمجاهد وهو ينادي الجندي السعودي سلم نفسك أنت محاصر، فناداه بصوت يزلزل الأرض من تحته، وتهتز لصداه الجبال الرواسي، قالها بصوت يختصر الصرخة كلها، ويختزن النصر القادم، قالها مستجيباً لله، ومؤمناً بنصره، واستيفاءً لموجبات النصر، وعد الله، ولن يخلف الله وعده.
مسكين ذلك الجندي السعودي الذي أشهد له بالصمود في موقعه، فلم تستطع أن تسعفه طائرات الإف 16، وA275; اA271;باتشي، وعجزت عن إنقاذه البرادلي، والهمر، ولم تحمه زنود الإبرامز فخر صناعة أسياد أسياده، وبقدر ما أتحسر عليه، وأرثي لحاله، فإني أعذره بالقدر نفسه، فهل المطلوب منه أن يضحي بنفسه في سبيل شرعية عبد ربه هارب؟ خوفه جعله يختبئ، فقد سرب إليه إعلام العدوان المضلل بأن الحوثيين يأكلون من يواجههم في المعارك.
وأخيراً تعجز اللسان عن وصف تلك المشاهد التي توحي لكل وطني الإحساس بالفخر بأن لدينا هؤA275;ء المقاتلين المجاهدين المرابطين على الثغور، من يقدمون أرواحهم لنحيا بعزة، وكرامة، ويحيا الوطن حراً مستقلاً، ولتحتل بلادنا موقعها، وتنتزع مكانتها التي تليق بها بين اA271;مم، وتحجز لنفسها مكاناً بين اللاعبين الفاعلين على الساحة الدولية في القرن الـ21.
وهنا الشكر لإعلامنا الحربي، من يوثق تلك البطوA275;ت للجيش، واللجان، لنا الفخار بانتمائنا لهذا الشعب اليمني العظيم.
الرحمة والمجد، والخلود للشهداء أنبل بني هذا الشعب، وأطهر من فيه. التحية والإجلال، والإكبار للجيش واللجان الشعبية. تحيا الجمهورية اليمنية. النصر لليمن. اللعنة على أنصاف الرجال.

أترك تعليقاً

التعليقات