د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / #لا_ميديا -

لا انتصارات دون تضحيات، والتضحية بالنفس هي أرقى وأغلى وأسمى التضحيات وأرفعها قدراً ومنزلة، فشخص يجود في سبيل الله بنفسه وروحه ودمه ويبذل أغلى ما يملك لإعلاء كلمة الله ودفاعاً عن أرضه وعرضه وشعبه ووطنه، ولذا فإن الله قد كرم الشهداء وجعلهم أحياء يرزقون عنده، فرحين بما آتاهم الله من فضله، وعلينا إكرامهم كذلك.
هذا التكريم لا يكون في ذكرى سنوية فقط، كما هو يوم أو أسبوع الشهيد، بل يجب أن تكون ذكراهم حية في قلوبنا وضمائرنا ما دمنا أحياء، بل وننقلها للأجيال، وأن تدرس مناقبهم وبطولاتهم وعطاءاتهم وتضحياتهم وإنجازاتهم وفضلهم ومكانتهم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، وأن تخلد أسماؤهم في المقررات التعليمية في كل المراحل الدراسية... كيف لا وهم من ضحوا بأرواحهم رخيصة في جبهات العزة والكرامة لمواجهة العدوان دفاعا عن الأرض والعرض والشعب والحرية والسيادة؟!
إن تضحيات الشهداء ودماءهم هي من التي الشعوب بالعزة والكرامة والإباء، وبصبرهم وصمودهم وثباتهم على الحق وبيعهم أنفسهم رخيصة لله وفي سبيله تتحقق الانتصارات العظيمة على أعداء الله وأعداء شعوبهم وأوطانهم، فلولا إيمانهم بالله وحبهم للشهادة في سبيله ما استطعنا أن نحقق ما حققناه، لأن المال وحده لا يمنح الانتصار للشعوب، وأبسط مثال على ذلك دول العدوان الأنجلوصهيوأمريكي على الشعب اليمني، والتي رغم ما تمتلكه من أموال طائلة مكنتها من شراء أقوى الأسلحة وأحدثها وأكثرها فتكا ودمارا، وشراء مرتزقة من كل أنحاء العالم، وأيضاً شراء رؤساء وقادة دول وقرارات أممية ومنظمات دولية وترسانة إعلامية ضخمة، وغيرها من الإمكانات، إلا أنها لم تستطع الانتصار على شعبنا اليمني الذي لا يملك سوى إيمانه بالله وثقته به وبنصره له، ويمتلك إرادة تاريخية صلبة وعزيمة لا تلين في الدفاع عن أرضه مهما كانت التضحيات.
شعب لا يملك مالا ولا نفطاً ولا طائرات ولا أسلحة حديثة متطورة فتاكة ولا أقماراً صناعية... ما يملكه هو إيمانه بالله وبعدالة قضيته التي قدم في سبيلها كل ما استطاع من التضحيات الموجبة للنصر.
فبالدماء الزكية الطاهرة لشهدائنا صبرنا وثبتنا وصمدنا في مواجهة العدوان، وبها حمينا أرضنا وصنا عرضنا، وبدمائهم نحقق الانتصارات الإعجازية، ومن نقطة الصفر صنعنا سلاحنا وعتادنا الحربي الذي ندافع به عن أنفسنا ونرد به على أعدائنا ونردعهم به، وحققنا الأمن والاستقرار، وبدماء شهدائنا الأبرار سنحرر أراضينا المحتلة وننجز النصر النهائي على هذا العدوان الإجرامي اللعين.
إن دماء الشهداء تنبت في أرضنا الطاهرة عزة وكرامة، وتزهر قوة وعنفوان وإباء، وتثمر حرية واستقلالاً وسيادة.

أترك تعليقاً

التعليقات