جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا -

لا يكاد يخفى على أحد ما تقوم به الأحزاب السياسية في منطقة الحجرية قلب الثورة وشريانها النابض وبشكل كبير، هناك استقطاب بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى لشباب الحجرية بمحافظة تعز من قبل العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني الإماراتي وأحذيته، حيث أصبحت مدينة التربة فرزة ومنطلقاً يومياً من وإلى البقع والوديعة أكثر منها من التربة صنعاء أو التربة عدن أو حتى التربة تعز، فالعدوان يتعامل مع الحجرية كمخزون بشري من جانب، وأيضاً يريد تأديب هذه المناطق التي ثارت على الظلم والفساد والاضطهاد والاستعمار، وكان أبناؤها في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الثورة والتحرير إبان الاحتلال البريطاني لعدن، وبمعنى أصح البداية من حيث انتهى الآخرون، حيث كانت تعد الحجرية وجبال ردفان في محافظة لحج هي المنطلق لتحرير الجنوب، والحاضن الشعبي لثورة 14 أكتوبر، وهو ما جعل هذه العجوز الشمطاء التي خرجت تحمل عصاها، بعد أن مارست كل أساليب القتل والتفريق وتمزيق النسيج الاجتماعي وتغذية الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسياستها المعروفة "فرق تسد"، إلا أن الحكمة اليمانية استطاعت التغلب على كل تلك المشاريع الهدامة، وها هي اليوم تعود مجدداً للانتقام من أبناء من جرعوها الموت الزعاف، وأفشلوا كل مخططاتها، وذلك عبر قوادين جدد، مستخدمة السياسة ذاتها، وجرهم إلى مربع التنافس في الارتزاق، مما تسمى الأحزاب السياسية التي أوعزت لكل طرف منهم استخدام أدواته وإغراءاته للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الشباب في شباك الموت، فأصبح أبناء أولئك الأبطال الذين طردوا الاستعمار إما قتلى أو جرحى في الساحل الغربي وفي الجوف وصعدة ومأرب، أو مقتولاً مجهولاً في عسير ونجران وجيزان تأكلهم الكلاب الضالة.. 
كما أنها عمدت بالأخير إلى طرد العشرات منهم والذين عادوا إلى منازلهم وقراهم وهم مبتورو الأطراف، يتجرعون الويلات والآلام، على أجسادهم عاهات مستدامة ستظل وصمة عار وشنار يضرب بهم المثل في العمالة والخيانة والارتزاق، ولن تمحى أو تتطهر منهم، وستروي ذلك للأجيال. 
وخلال الفترة الماضية وإلى اليوم ازدادت مكاتب التجنيد هذه، وتوسعت، حيث لايزال قادة المرتزقة يفتحون أبوابها لتجريف أبناء الحجرية وشبابها عبر أدوات وتجار حروب يحشدون للدفاع عن النظام السعودي تحت مسمى الشرعية التي عجزت عن العودة إلى عدن ولو لبعض الوقت.
ولذلك ندعو كل شباب الحجرية التي قالت ومازالت "لن تري الدنيا على أرضي وصيا"، إلى التحرك الجاد والمسؤول لإفشال تفريغ المحافظة من قدراتها البشرية، وإفشال مخطط استهداف شباب الحجرية بشكل خاص وتعز بشكل عام، فإن لم يتحركوا الآن لإيقاف هذا العبث سوف يندمون حين لا ينفع الندم.

أترك تعليقاً

التعليقات