مـقـالات - عبد الحافظ معجب

الدمـــاء تطارد المهفوف

عبدالحافظ معجب / لا ميديا لم يخطر ببال ولي العهد السعودي الأمير (المهفوف) محمد بن سلمان أبداً أنه وبعد أربعة أعوام من العدوان على اليمن سيصبح منبوذاً مطروداً، وغير مرحب به من الشعوب التي لطالما كانت ترحب بكل قادم من الرياض من الملوك والأمراء على مدى العقود الماضية. بحساباته الخاطئة اعتقد (المهفوف) أنه سيحسم المعركة في اليمن لصالح المملكة، وأن ذلك سيكون بمثابة سلم للوصول إلى العرش، خلفاً لوالده. غير أن صمود اليمنيين شعبياً، وإنجازات الجيش اليمني واللجان الشعبية، حسمت المعركة لصالح اليمن الكبير، ولم يجنِ المغامر بن سلمان غير الهزائم والفشل المتكرر. ولأن المصائب لا تأتي فرادى فلقد اجتمعت على رأس بن سلمان كل المصائب، من الفشل بالعدوان على اليمن، وتورطه بارتكاب جرائم حرب، إلى الإخفاقات الداخلية وانكشاف وهم مشاريعه من "رؤية 2030" إلى "نيوم"، وآخر المصائب انكشاف تورطه بجريمة قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي... كل هذه المصائب جعلته يعيش في حالة من العزلة والتواري عن الأنظار، فضلاً عن الضغط الدولي الكبير والمطالبات المستمرة بمحاكمته ومحاسبته على جرائمه....

ولد غريفيث

راح الموريتاني ولد الشيخ وجاء البريطاني ولد غريفيث و"ما فيش فايدة"، لأن سياسة المؤسسة الأممية هي ذاتها في تأييد العدوان لم تتغير بعد، لعدة اعتبارات، لعل أولها الأموال التي تصرفها وتضخها خزينتا المقامرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد. حتى وإن بدا مارتن غريفيث، بالمقارنة بالكذاب اسماعيل ولد الشيخ، صادقاً في تحركاته وإحاطاته التي يقدمها أمام مجلس الأمن، إلا أن اليمنيين لم يلمسوا أي فعل جدي ملموس يفضي إلى وقف العدوان أو رفع الحصار، ففي الوقت الذي يجري فيه المبعوث جولته داخل العاصمة صنعاء قبل أيام قليلة من موعد جولة المفاوضات المزمع عقدها بالسويد، لا تزال طائرات العدوان تقصف منازل المدنيين وتستهدف الأعيان المدنية وتقتل الأبرياء، كما لا تزال المعارك مشتعلة في مختلف الجبهات....

الهدنة المزعومة

بعد الانكسار الأخير لدول العدوان ومرتزقتها على أبواب الحديدة وامتداد الساحل الغربي، وجد العدو نفسه أمام مأزق كبير، وورطة أكبر، نتيجة تزايد أعداد القتلى في صفوفه، وفرار البقية وانسحابهم، جراء الضربات الموجعة التي تلقوها على مدى الأسبوعين الماضيين في الحديدة، وهو ما دفع دول العدوان لكذب كذبة "الهدنة الإنسانية" وسرعان تصديقها. لم يوقف العدوان إطلاق النار، وإنما أُجبر على الخروج من المناطق التي دخل إليها ولم يعد بوسعه إلا قصف الأحياء السكنية من أماكن تمركزه في الصحراء وبعض أطراف المحافظة، ولكنه عبر الإعلام "كذب الكذبة وصدقها"، حيث روجت قنواته التضليلية أخباراً مكذوبة عن هدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وإجلاء الجرحى. وفي الوقت الذي كانت تكذب فيه "نجوى الحدث ورفيقاتها" عن الهدنة المزعومة، كان طيران العدوان يوزع الموت على المدنيين، ويستهدف بغاراته محيط "مصنع كمران"، كما استهدف "حافلة" نقل للركاب في مديرية المراوعة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وجرح اثنين آخرين....

انتحار جديد على أبواب الحديدة

عبدالحافظ معجب مرة أخرى ويبدو أنها ستكون الأخيرة لانتحار مرتزقة العدوان ومواليه على أبواب مدينة الحديدة، وفي الساحل الغربي عموماً، فالذي لم يتحقق على مدى الأربعة أعوام لن يتحقق في مهلة الشهر المطروحة لتحقيق أي تقدم قبل التوجه إلى وقف العمليات العسكرية، والجلوس على طاولة المفاوضات المفترضة. هذه المرة ذهب المرتزقة إلى جبهة الساحل ولم يعد الكثير منهم، بعد أن تم قطع خطوط إمدادهم في منطقة الجبلية بالتحيتا، ومنطقة الفازة التي تقدم فيها أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية وسيطروا على كافة مواقعِ المرتزقة الذين تكبدوا خسائر فادحة بعد فرار قياداتهم، وفي منطقة الجاح الأسفل التي أصبحت بالكامل بيد قواتنا المسلحة. أما في مدينة التحيتا فلقد سيطر جيشنا واللجان على كافة مواقع المرتزقة، ووقع من تبقى منهم تحت الحصار المفروض من كل الاتجاهات....

إنسانيـــــــة متأخــرة

عبدالحافظ معجب / لا ميديا فجأة وبدون أي مقدمات أصبح العالم كله يتحدث عن "كارثية" الوضع الإنساني في اليمن، والكل يتحدث عن ضرورة وقف العمليات العسكرية والحربية، والتوجه نحو الحل السياسي والمفاوضات، للتخفيف على ملايين اليمنيين الذين يتضورون جوعاً بعد أن أنهكتهم الحرب. ولأننا نعرف حقيقة هذا العالم (المنافق) لم نستطع أن نصدق الإنسانية و"الحنية" التي نزلت فجأة على الإدارة الأمريكية والبريطانية والفرنسية، لأن من يتحدث عن الإنسانية اليوم هو من يقتل اليمنيين ويحاصرهم ويجوعهم منذ 4 أعوام، فكيف يتحول المجرم القاتل إلى إنساني. السبب الوحيد للمطالبة الأمريكية الفرنسية البريطانية بوقف العدوان على اليمن هو حالة التخبط الذي تعيشه المملكة السعودية بعد فشلها الكبير في اليمن، والخازوق (الخاشقجي) الذي يقعد عليه (المصروع) محمد بن سلمان، وهذا هو ما دفع الغرب للتحجج بالجانب الإنساني لإيجاد مخرج لولي العهد الذي يعيش الربع الساعة الأخير، وهذا بدا واضحاً في الموقف الأمريكي الذي دعا إلى ضرورة وقف الحرب بسرعة، وبدء مفاوضات في نوفمبر الحالي بين من سماهم أطراف الصراع المستمر منذ سنوات....