السقوط بلا حدود
 

عبدالرحمن الصعفاني

د. عبدالرحمن الصعفاني / لا ميديا -
كيف يتم تقبل مناظرة هزلية عقيمة ظاهرها التنوير وممارسة التفكير وهي في صلبها خوار بذيء عموده الإساءة للذات الإلهية؟!
والسؤال لثلة الكرنفال: هل كان سيقبل شوقي القاضي أو عبد الله القيسي أو حمود العودي وربما حتى علي البخيتي أو أي كائن محترم أو غير محترم أن يكون جزءاً من  لقاء أو حوار يتم فيه الإساءة لأبيه أو جده تحت أي عنوان وفي أي ظرف؟!
إذن كيف يتم التعامل مع حوار يساء فيه الأدب مع الله (العظمة والجلال المطلق)؟
كان الأمر مخجلاً ومحزناً في آن وأنت ترى حلقة حوارية كاملة تكتنز بذلك الحجم من الإسفاف ضد ذات العظمة؟!
ألم يكن واجباً أن يشترط لأي تناظر -إن كانت له ضرورة أصلاً- التركيز على الأفكار والموضوعات برقي وتهذيب (إذ الأصل ألا حجْر على الرأي والفكر) حيث من حق البخيتي أو غيره أن يجادل فيما يشاء وأن يكفر بالله أو أن يعلن إلحاده البات أو يستعرض علله وتشككه في وجود الله وأمر النبوة والآخرة والقرآن ويناقش في ذلك ويحاجج (مع رداءة السياق كله)، لكن يبقى النقاش موضوعياً فكرياً دون سفاهة تحقير أو سخرية من الله سبحانه جل في علاه؟!
فأي تفاهة وابتذال تم؟!
إنه والله القبح الشنيع في الطرح والصمت الأرذل والأحط!
نعم، من حق الإنسان أن يلحد أو أن يعبد ما يشاء من الشجر والبقر والهوام أو حتى نفسه أو أي شيء أو ألا يعبد شيئاً؛ فذاك قراره، وعلى الله وحده حسابه، حيث لا يجوز فرض المعتقد على إنسان مهما كان؛ لكن قطعاً ليس لأيٍّ كان حرية البذاءة وممارسة التطاول على مقدسات الآخرين، أياً كان ذلك المقدس، فضلا عن أن يكون المقدس هو الله جل جلاله!
ما من حرية مطلقة دون سقف، وأتحدى كائناً مثل البخيتي أو غيره من ذوي الألسن الطويلة -في أوروبا الحرية العتيدة- أن يتناول موضوع الهولوكوست أو ما يسمونه بمعاداة السامية مثلا!
وأخيرا، يجب على الجميع احترام السياقات الثقافية والدينية، فلا تترك مباحة بإطلاق ورعونة أمام أي متجاوز، ويجب ألا نكون محايدين حين يكون التجاوز عند منتهاه وذروة أدائه، فماذا بعد الله سبحانه جل في علاه؟!

أترك تعليقاً

التعليقات