الحسين منا ونحن منه
 

ضياء العابد

ضياء حسين العابد / لا ميديا -
أن تقول بأن ما جرى لسيدنا الحسين (عليه السلام) في كربلاء وما تشهده اليمن هو تشابه، فأنت إما تقلل من حجم التضحية، وإما تزيف الواقع، لأن ما يجري في اليمن هو امتداد لما جرى مع سيدنا الحسين (عليه السلام).
الحصار الذي استهدف سيدنا الحسين (عليه السلام) وأصحابه الكرام -جوعا وعطشا- هو أشبه بآية كونية مقدرة على كل من صدح بنهج الحق والعدل القرآني؛ ولو أننا -كيمنيين- ندرك ذلك في قرارة أنفسنا منذ ما قبل العدوان، لعلمنا أن مصيرنا هو ذاته مصير سيدنا الحسين جوعا وعطشا. والغريب أننا لم نكن سنعدل عن نصرة هذا النهج القرآني العظيم خوفا على أرزاقنا، وطمعا في الماء والغذاء.
جز الرؤوس وقتل الأطفال في كربلاء ليس شبيها بالذي يجري في اليمن، وإنما جزء وامتداد أصيل له، فمن قتل سيدنا الحسين (عليه السلام) هو من يقتلنا الآن، ومن يستشهد منا يستشهد حسينيا صادحا بالحق مقداما لا يهاب.
والغريب -أيضاً- أننا لو علمنا أن نصرتنا لهذا النهج ستتسبب في إطلاق العدوان على اليمن، لما ترددنا للحظة خوفا على أرواحنا أو طمعا في حقن دمائنا، فقد كنا حاضرين بسخاء الدم إلى جوار سيدنا الحسين منذ الوهلة الأولى في كربلاء عُرف عن قاتلي سيدنا الحسين (عليه السلام) تغطرسهم وعبثهم وتشدقهم بالدين. ومعروف عن تحالف العدوان تغطرسه وعبثه وتشدقه بالدين. وليس في الأمر تشابه، وإنما هو امتداد لنهج الظلم والقهر والتجويع والتزييف وكل ما على وجه الأرض من خطايا.
عند سماعي عبارة: «السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك»، أدرك أن اليمن لها النصيب الأوفر من ذلك الفناء الشريف، فالحسين منا ونحن من الحسين... الحسين من اليمن، واليمن من حسين.
وأستدرك لأقول إنني قد أخطأتُ مرتين في هذا المقال بقولي إن «الغريب» هو أننا على نهج سيدنا الحسين حتى ولو تقطعنا أو متنا جوعا وعطشا، والحقيقة أن ليس في الأمر ما يثير الغرابة، وإنما الغريب أن نلقى الله كيمنيين على غير هذا النهج.

أترك تعليقاً

التعليقات

جبرشداد
  • الخميس , 11 أغـسـطـس , 2022 الساعة 9:09:36 AM

علمتنا ثورة الامام الحسين الخروج علا ولاية الظالم