الصرخة في وجه المستكبرين وطبيعة المشروع
- محمد الصفي الأحد , 4 مـايـو , 2025 الساعة 1:28:35 AM
- 0 تعليقات
محمد الصفي / لا ميديا -
المتأمل لحركة المسيرة القرآنية، التي قدمها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في مطلع الألفية، يجد أنها قد حملت مشروعاً متكامل الأبعاد السياسية والفكرية والاجتماعية، وتجربة في الحركة وصناعة التغيير المنشود من منطلق القرآن الكريم وتعليماته التي تتسع لكل القضايا المعاصرة، سواء للمجتمع اليمني أو الإسلامي أو الإنساني، ومن خلال محاضرات الشهيد القائد نلمس بوضوح ترابط قضايا وهموم اليمن والأمة الإسلامية.
وارتباطها بقضية الصراع التاريخي مع قوى الاستكبار والظلم والانحراف الصليبية الصهيونية منذ فجر الرسالة الإسلامية، ومن خلال ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية اليوم من ضعف وهوان واستهداف وعدوان واستلاب ثقافي وفكري من قبل محور الشر الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة والعالم.
لذلك كان شعار الصرخة في وجه المُستكبرين، الذي أطلقه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، عنواناً يشير إلى طبيعة المشروع النهضوي التغييري المقاوم للهيمنة الأمريكية الصهيونية وعملائها في الداخل. وكان تعبيراً عن مبدئية المشروع الثقافي القرآني وطبيعته الثورية؛ كونه حدد الهدف المتمثل في مواجهة الهيمنة الأمريكية الصهيونية التي لا يختلف عليها اثنان.
لقد مثّل شعار الصرخة قوة دافعة لانطلاق المسيرة القرآنية بقوة وثبات أثبتت واقعيتها وفاعليتها وجدواها العملية، خاصة في ظل العدوان الأمريكي السعودي التحالفي المجرم على اليمن.
فحقيقة الدور الأمريكي - البريطاني - الصهيوني - الغربي في العدوان السعودي على اليمن قد أكدت أهمية الشعار ومصداقية مضامينه الإيمانية والوطنية، فلم يعد الدور الأمريكي والصهيوني في العدوان والحصار على اليمن خيالاً أو مجرد تحليلات وتنبؤات، بل بات حقيقة عبّرت عنها مشاركة أمريكا والغرب الاستعماري الصهيوني في العدوان على اليمن عسكرياً واستخبارياً وسياسياً وإعلامياً وتصريحات نتنياهو باعتبار استهداف الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة للسعودية استهدافاً للكيان الصهيوني وتهديداً له.
هذا الاعتراف الصهيوني جاء متناغماً مع تصريحات وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية السابق، عادل الجبير، الذي شبّه الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة التي تستهدف السعودية بصواريخ حزب الله ضد الكيان الصهيوني.
وفي حين تتعزز معاني الصمود اليمني العظيم بوجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، تتعزز كذلك عوامل الصمود والمواجهة للمشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة، ويكون لشعار الصرخة حضوره وامتداده النفسي والعملي والسياسي والثقافي العابر للحدود والمذاهب واللغات بعون الله.
المصدر محمد الصفي
زيارة جميع مقالات: محمد الصفي