طلع البدر علينا (الحلقة 1)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كمال الشريعة
يريد الله تعالى أن يرقى بالإنسان إلى عالم السماوات، وألا يظل هذا المخلوق عالقاً في وهاد البشرية يعاقر ملذات ومثبطات، مشدوداً إلى عالم الصور والمثالات الغالب عليها طابع التكلف والزيف والتقليد، مع التنويه بأن الفيلسوف اليوناني أفلاطون أكد هذا المعطى مقرراً «عالم المثال»، هذا العالم غير المنظور وإنما تشتبه عوالم مادية هي بعض صوره وأشكاله.
من أول الخلق تكفل الله لآدم وزوجه (حواء) أن يعيشا عيشة خالدة، لا يظمآن فيها ولا يشقيان، وحذرهما من أن يصغيا لإبليس اللعين، الذي أزلهما بغرور، بعد أن أقسم لهما(إبليس)  إنه لهما من الناصحين، وقال لهما: {هل أدلكما على شجرة الخلد وملك لا يبلى}، فلما ذاقا الشجرة بدت عورتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ليسترا عورتهما، وكان ما كان!
إن الإنسان لربه لكنود، عاق، كفور، مع أنه خليفة الله تعالى ليقوم في هذه الحياة بالقسط ويحقق العدالة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ليحلق في سماوات الفضل والفضيلة، ويخلع -ولو بنسبة مناسبة- نفسيته من حبائل المادية الطاغية وإسار (الجاذبية) الترابية الطينية والحمأة المسنونة؛ فبعث الله أنبياءه ورسله ببصائر منه يعلمون الناس حدود الحلال والحرام، والرشد والضلال، والحق والباطل، والمسافة بين العلم والجهل.
توالت رسل الله يهدون الخلق إلى الصراط المستقيم، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. وكان سيدنا محمد خاتم الرسالات ونهاية النبوات، رحمة للعالمين وشفيع المذنبين يوم الدين.
إن كمال رسالة الإسلام هو أن هذا الدين خاتم الأديان، شاهد بكمال الخلق العظيم لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. ولا أبلغ تعبيراً ولا أتم بلاغة من وصف سيدتنا عائشة رضي الله عنها حين وصفت سيدنا رسول الله: «كان خلقه القرآن»، إجابة لسؤال: كيف كان رسول الله؟!

أترك تعليقاً

التعليقات