حانت الساعة ليدفع التحالف السعودي الأمريكي فواتير عدوانه المؤجلة
الجنوبان جميعاً قبضتنا


المضيق يلتهب 
بعد مضي 30 يوما من تواصل العدوان على محاور تعز الشرقية والغربية والجنوبية وتواصل الزحوف اليومية العدوانية وانكساراتها المتكررة، تكبدت السعودية ومرتزقتها خسائر مريرة واسعة النطاق والتأثير.
وهي أكبر الخسائر التي تعرض لها قياساً بهذه المدة المحدودة 30 يوماً، ولم يحدث أن التحالف تعرض لها في أي جبهة عدوانية أخرى من قبل في فترة زمنية كهذه، ولا يزال يكابد نزيفاً حاداً فيها. وهذا وحده يكشف مدى أهمية تعز والسيطرة عليها من منظور استراتيجية العدوان، فإن لم تكن تعز بخطورة نجران وجيزان وعسير بالنسبة للحدود السعودية؛ فإنها لا تقل أهمية من الناحية الاستراتيجية على مسرح الاستنزاف الرئيسي الراهن، كما يوضح ذلك أهمية المعركة بالنسبة للحرب ككل، ومدى أطماع العدوان وعلاقة الحرب بالأطماع الدولية الإسرائيلية والناتوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

 الوضع القيادي العسكري  الجديد لمسرح الحرب وأهمية ذلك على مسار الحرب ككل 
مفاجآت استراتيجية يمنية: كان هناك عدد من المفاجآت الاستراتيجية التي ارتبطت بمعركة تعز مجدداً، وهي تنبئ بمعانٍ استراتيجية جديدة كل يوم، أبرزها الآن القيادة الجديدة للمنطقة الرابعة العسكرية التي عينت مؤخراً.
سبق (توشكا 2) قرار اللجنة الثورية العليا تعيين العميد (أبو علي عبد الله الحاكم) وترقيته استثنائيا إلى رتبة اللواء كما نقلت الصحف الرسمية، ما يحمل دلالات نوعية جديدة أُريد لها أن تصل إلى أوسع مدى، لما لها من وقع معنوي على العدو وتأثير نفسي مزلزل.. ذلك أن القائد المعين كان هو الرجل الميداني البارز في معارك 21 سبتمبر2014م، واقتحام المراكز العدوانية الداخلية من حاشد إلى عمران إلى همدان إلى الفرقة المدرعة...، كما عين قائداً للواء 35 مدرع المسؤول عن حماية المحور الساحلي الملتهب الذي يزداد أهمية وخطورة من المخا إلى باب المندب وخليج عدن.
المزايا القيادية للقائد الجديد: يُقيَّم كل قائد في الحروب، من خلال قدراته على منازلة خصومه وقراءته لقدراتهم وإمكانياتهم، وكذا من الخبرات التي حازها في الميادين، ومن إنجازاته وانكساراته كذلك.
والقائد الجديد نتذكر أنه واجه أهم الرؤوس المعادية للثورة والوطن والسيادة من أتباع السعودية، وتمكن من هزيمتهم بأقل الإمكانات والخسائر، ونجح كثيراً في إرساء مذهبٍ متطور وواقعي في التكتيك الحربي الجديد في مواجهة الطائرات المعادية وتحييدها بأساليب تدريبية باهرة، أدت إلى نتائجلفتت إليها أنظار الاستراتيجيين الأجانب المعادين، والمهمة شهادتهم ولها قيمة موضوعية وعلمية، ومنهم الجنرال (كولن باول) القائد الأمريكي الشهير الذي تحدث عن إنجازات المقاتلين اليمنيين المدهشة في حرب اللجان الدفاعية، والتي نميزها هُنا بأنها حرب وفق تكتيكات ملتحمة بالعامل المعنوي الإرادي والعقيدي، والتي ارتكزت عليها استراتيجية متكاملة للدفاع والهجوم، وفي ظل غياب التكافؤ النوعي والعددي والمادي مع العدوان الدولي.
إن الدلالة في القرار، هي أن الرجل لا يُرمى إلى منطقة عسكرية عبثاً أو لغرض مواجهة أوضاع اعتيادية؛ فهو رجل غير اعتيادي رغم ما يبدو عليه من مظاهر البساطة والتواضع والشعبية، إلا أنه مجبول بالفطرة والتدريب والعلم على قدرات مركبة ومعقدة، جمعت بين التماسك العقيدي والتهيئة العلمية والخبرة المكتسبة في معارك الميدان مباشرة، وامتلاك النفوذ الكافي والجرأة لاتخاذ القرارات السريعة والحاسمة دون الانتظار للإجابات العليا التي لا يتسع لها الوقت، وهي من أهم الميزات المطلوبة لدى القائد الميداني الكبير القادر على تحمل مسؤولية القرارات المصيرية التي تمليها اللحظة التاريخية، والتي لا تتكرر.
والدلالة الأخرى هي أن إيكال قيادة اللواء 35 مدرع اليه لا يعني سوى التأشير للاتجاه التالي للحركة العسكرية القادمة التي تهدف إحداث تحولات ميدانية نوعية.
كما نلمس أن نشر القرار حول القائد الجديد ظاهرة جديدة لم تكن معتادة من قبل، ولابد أنها تتضمن رسائل ومعاني، أرادت القيادة إرسالها للمعنيين بالأمر، الذين يهمهم معرفة مآلات الحرب الدائرة على تعز الآن، ومضمون الرسالة هو أننا لم نرسل إليكم بعد، إلا القليل مما لدينا من رجال وقوات وقدرات، وهذا واحد منهم، فلن تعرفوا النوم بعد الآن.
ولأن هذا الرجل مصنوع من المفاجآت الاستراتيجية والتكتيكية، وسجله السابق هو ما استدللنا به، قد لا تكون للأسطر السالفة علاقةٌ به.

الرقعة الملتهبة وباب الدموع
ويشير هذا في جملة ما يشير إليه، إلى ما تشعر به القيادة الوطنية من تزايد التركيز على المحور الساحلي لتعز من قبل العدوان بعد أن فقد الأمل في إمكانية تحقيق أي أهداف على المحاور الجبلية الداخلية، حيث تتجه نوايا العدو إلى محاولة السيطرة على مناطق الساحل من المخا إلى المندب، ثم التمدد لاحقاً نحو الحديدة -ميدي، وينوي احتلال المنطقة الساحلية بعمق 30 -60 كيلومتراً، وإقامة مركز أمني إمبريالي دولي يشرف منه ويتحكم من خلاله بالملاحة الدولية في البحر الأحمر، وسيشرع له عبر المؤسسات الاستعمارية الدولية، وأهم المؤشرات إلى تلك النوايا هي مواصلته السعي للسيطرة على سواحل المخا واحتلالها عبر إنزال قواته من سلاح البحر العدواني، وهي محاولات متواصلة دون انقطاع منذ أكتوبر الماضي، وليس صدفة أن من بين البوارج العشر المحترقة بواسطة صواريخنا الموجهة، سبعاً منها على ساحل المخا وحدها وثلاثاً منها أمام المندب.

التركيز على المنطقة  التي باتت تقلق العدو
إن القاعدة الرئيسية للاختراق البحري المعادي في عدن كانت وماتزال تقع في (رأس عمران والعارة)، وهي سواحل محمية جغرافياً بجبالها عن عدن، ولكنها ملاصقة ومكشوفة من باب المندب وجبال تعز التي تطل عليها، وحيث الساحل الغربي أقرب المحاور المتجهة إليها. 
وهو ما يعطي المنطقة أهمية خاصة واستثنائية، ويجعل المعركة عليها مرتبطة لا بالسيطرة على تعز فقط،وإنما بالدفاع عن قواعد العدوان الجنوبية في البريقة وميناء الزيت ورأس عمران والمضاربة والعارة، التي مازالت تنطلق منها هجمات العدوان نحو الشمال، ومنها وحدها أمكن للعدوان أن يعيد احتلال عدن في يوليو الماضي، وهو ما يعطي المنطقة المزيد من الخطورة، ويجعلها معنية بصراع مصيري دامٍ وطويل على كل شبر يفصلها عن القواعد العدوانية الأخيرة في الجنوب.

أهمية قواعد رأس عمران والعارة في السيطرة على عدن والجنوب
إن موقع المنطقة وتضرساتها وشكلها المخفي نسبياً لعدن، وارتكازها إلى الأساطيل البحرية الأمريكية البريطانية الإسرائيلية المتواجدة في المضيق، وإلى القوات المشحونة في بوارج العدوان المتحشدة على الشاطئ؛ موقعها هذا يجعلها أهم نقطة ارتكاز للعدوان الاحتلالي في عدن والجنوب الآن، وتصفيتها التامة هي هدف المعركة الرئيسي، وهي النقطة الوحيدة الأخيرة التي تمكن العدو من الاحتفاظ بها بعد سيطرة الجيش اليمني واللجان على عدن بداية العدوان، حيث جعل منها رأس جسرٍ لإعادة الاحتلال، وراح يعبئ في نطاقها المحدود قوات جديدة أنزلها بحراً بعد أن جمعها من مناطق بعيدة.. 
إن قربها من المضيق ومحيطها الصحراوي المكشوف جعلها مجالاً مناسباً لمعارك المدرعات المحمية بالأسطول الجوي والبحري العدواني؛ وهو ما جعل الجيش اليمني -المفتقر للمظلة الجوية المكافئة-عرضة للاستهداف المباشر في ظروف غير ملائمة، مثَّل الحاضن الاجتماعي الذي كان مستلباً إلى جانب الاحتلال، أكثرها أهميةً.

اتجاهات محتملة للصراع الجاري
 وتنبئ الإشارات التي ذكرناها باتجاهات حركة الصراع التالية:
تتطور استراتيجية الجيش الوطني من الدفاع عن مواقعه إلى التقدم للأمام ببطء، لكن التقدم للأمام هو تقدم يتراكم ولن يتوقف حتى يبلغ مباشرة غايته: القواعد العدوانية الاستراتيجية في رأس عمران وصلاح الدين والبريقة ومدينة الشعب والشيخ عثمان وخور مكسر والمنصورة، مفاتيح عدن والجنوب. وأقرب محاور للتقدم نحوها هي من الساحل: باب المندب والوازعية وذباب وخرز وكهبوب.
بعد انكسار العدو في كرش والشريجة، سيعمد إلى التحول لتدابير دفاعية يأمل منها تأخير تقدم الجيش اليمني واللجان؛ لكنه سيظل عاجزاً عن شن هجومات كبيرة منها، نتيجة لحدة تضاريسها وشموخها المستمر..إن ارتباط المحور الساحلي باللواء المدرع 35 وباللواء الحاكم قائد المنطقة العسكرية الرابعة، يعني أن مركز ثقل الحركة يتجه نحو القواعد الخلفية للعدو، والتي تجنب سابقاً الغرق فيها.

تحولات الميدان
إن تحولات الميدان السريعة خلال الأيام الأخيرة لها كل العلاقة بالرجل، حيث يرمز إلى تجميع القيادة العسكرية للأنصار والجيش معاً في قبضة واحدة صلبة تحظى بالثقة من جميع المقاتلين والمناضلين والمجاهدين الشعبيين من مختلف الاتجاهات الوطنية المجابهة للعدوان، وهذا من أهم عوامل النصر المرتقب.
كما يعني أن استراتيجية مشتركة لكل القوات الوطنية والشعبية قد طرحت للعمل في ميدان تعز وبقية المحافظات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة ، والتي كانت تضم في السابق أكثر من 20 لواء متنوعاً، أي أن مسرح الحرب لن يكون تعز وحدها، وإنما المنطقة ككل، كما يتضمن أن الجيش الذي يتحول الآن إلى الهجوم، يستعد للانقضاض على المواقع التي تركها مؤقتا قبل أشهر، وها هو الآن يتهيأ للعودة، ويتقدم دون توقف. وهذا يحقق هدفين هامين:
وضع حد للاستنزاف والثبات السلبي بعد انكسارات العدو المتوالية.
منع العدو من نقل المزيد من قواته نحو المحاور الشمالية الرئيسية، وتحطيمه في قواعده الجنوبية التي منها انطلق وعبث وعاث في الأرض الفساد، وقد جاءت الساعة المنتظرة ليدفع الفواتير المؤجلة.

توشكا 2 هدية القيادة الجديدة وورقة اعتمدها في مسرح الحرب الجديد 
كانت المفاجأة الأولى الكبرى للعدو في مسرح تعز هي وضعه تحت المجهر ورصده من داخله، مما جعله تحت رحمة الجيش اليمني واللجان بشكل دائم، وهي حقيقة مزلزلة بذاتها.
فوجئ العدو ساعة التوشكا2 وهو في حالة تجمع وتحشد في مركز قيادته العملياتية في باب المندب يستعد للقيام بهجوم جديد مباغت من محور جديد كان حينذاك ثانوياً تحضيرياً، والهدف هو الشريط الساحلي: (المندب والمخا) والالتفاف على القوات من الخلف بعد أن فشل في تحقيق أي أهداف طوال المائة زحف المتكسر على شوامخ تعز الشماء، وقد فوجئ بصاروخ توشكا السوفييتي الصنع وهو يهيل الجحيم عليهم ويحرقهم ويغرقهم بالمئات في قاع الموت قبل انطلاقهم، وهو إنجاز تكتيكي كبير يقلب الموازين القائمة أكثر لصالح اليمنيين.
لقد قذف الجيش اليمني العدو في مقر قيادته العسكرية في باب المندب: (شِعب الجن)، وأصاب الصاروخ أهدافه بدقة أحالت القاعدة إلى كتلة من النيران واللهب، مثخناً فيه مئات القتلى والجرحى خلال الثواني الأولى من الهجوم المباغت، وأصاب أعداداً كبيرة من الآليات العسكرية، وأهم خسارة هي البوارج التي تكلف الواحدة أكثر من ملياري دولار، ليبلغ مجموع ما تم إغراقه عشر بوارج.

الوضع العملياتي -الميداني الراهن للعدو..
تكتيك العدو الميت 
العدو كالعادة، كل يوم يشن الزحوف العدوانية على محاور تعز من الصباح إلى المساء، ينكسر ثم يعود اليوم التالي، وهكذا يكرر ما فعله اليوم السابق، وينكسر ثم يرحل وفي اليوم التالي يكرر الهجوم وينكسر، ومع كل عودة يكون في حال أضعف من ذي سابق، وبمساندة الطائرات الحربية والأباتشي والبوارج البحرية وصواريخها، تبقى النتيجة هي هي، وكل يوم المزيد من الخسائر والانكسارات والهزائم وقتل المدنيين، لتعود الطائرات بعد كل هزيمة ممطرةً القرى والمدن الآمنة بآلاف الصواريخ والقنابل المحرمة، وتواصل القتل العشوائي الإجرامي بدون رحمة ولا شفقة.

 ما بعد التوشكا..  تحالفات شيطانية جديدة
التحالف العسكري الجديد للعدوان الداعي لمحاربة الجيش اليمني واللجان، أعلنت عنه السعودية، إذ ذهبت لتنشئ تحالفاً جديداً وهابياً من أشتات العالم، تبحث عن مرتزقة جدد للدفاع عن حدودها التي انهارت أمام المقاتل اليمني الشجاع، وهذا بعد توشكا المندب وقاهر عسير الذي أباد وأحرق قاعدة خميس مشيط بالتزامن مع التوشكا، كما بدأت منذ أيام تنقل الآلاف من مرتزقتها من الجبهات الثانوية إلى نجران وعسير وجيزان. كما تواجه تراجعات هائلة في مأرب بجانب الحدود، بينما يقابلها تقدمات هائلة للقوات اليمنية. 
لقد أصبحت تعز الآن هي الجبهة الرئيسية المباشرة بعد الحدود، ويبدو أن القتال سوف ينحصر في هاتين الجبهتين الرئيسيتين الخارجية والداخلية، حيث ستتركز المواجهات وتتقارب حتى تلتحم؛ لما للجغرافية من قواعد وقوانين موضوعية، لتصير جبهة كبرى مشتركة.
تصبح تعز الآن مركز تلاقي الجبهات الخارجية كلها، خصوصاً مع اتجاه مأرب للسقوط أمام تقدم الجيش واللجان بعد السيطرة على معسكر كوفل وتضييق الخناق على المحاصرين داخل المدينة.

استراتيجية العدو  وتكتيكاته الآن في تعز 
إن الموقف في تعز يتحدد الآن بوضع الجبهة الحدودية الرئيسية التي تتركز فيها المواجهات الكبيرة للطرفين، حيث يحشد كل جيش قواته الأهم والأكبر على جانبي الحدود، ولقد دنت المعركة من الحسم الآن، فلم يبق سوى القليل هناك.
إن السعودية بحاجة إلى كل جندي وإرهابي لتدافع به عن حدودها التي تتمزق الآن، ولذلك لم تعد تملك قوات إضافية للمناورة.. لقد انقضى زمن المناورات، وأهداف السعودية الآن تنحصر في اثنين مباشرين هما:
الدفاع عن حدودها وإيقاف تقدم الجيش اليمني شمالا بعد أن توغل بعمق 15 كيلومتراً وعرض 200 كيلومتر.
الدفاع عن الوجود الاحتلالي الأجنبي الداعشي جنوباً، بأي ثمن، حتى لا يتحول كامل ثقل الجيش اليمني واللجان نحوها.
ولم يعد لديها فائض قوات لتفكر بالتقدم أكثر في جبهة تعز بعد 30 يوماً من الانكسارات والانتكاسات والكوارث والمصائب التي منيت بها، وخاصة بعد توشكا 2 وقاهر 1.

تصدع العدوان في الجنوب
إحدى نتائج المعركة الظافرة في تعز بكل أبعادها، هو هذا التصدع والتكسر الذي يعصف الآن بعلاقات قوى العدوان وتحالفاته الداخلية والخارجية، بعد أن مُنيت فصائله بهزائم عديدة في العديد من الجبهات، وخاصة في تعز، حيث انسحبت قوات الحراك الجنوبي الاحتلالي الذي أراد أن يعترفوا به بصفته يمثل دولة شرعية مشاركة في تحرير البلاد من أهلها كما قال قادته، وبعد أن أحس لسعات المعارك الضارية في اليوم الأول، وبعد أن فقد عدداً من أفراده في محوري ذباب والشريجة حتى انتفض هو والإماراتيون الذين لم يتحملوا سعير المعارك فانسحبوا رامين المسؤولية على أطراف أخرى في التحالف العدواني، وأتبع ذلك استعانة العدوان بمرتزقة إضافيين أجانب وإرهابيين سعوديين ومحليين، مسلمين قيادة جبهة الشريجة للقاعدة وداعش.
وكما فعلوا في مأرب بعد توشكا 1 سبتمبر، إذ اتهموا الإخوان والمرتزقة المحليين بالخيانة، مما زاد من تصدعاتهم وإضعافهم. وبعد توشكا 2 فعلوا كما بعد واحد، يعاقبهم العدو ويصب جام سخطه عليهم بقصفهم في مواقعهم وقتل المئات وجرح أعداد مساوية، ومؤخراً أغار على 20 آلية عسكرية عليها مرتزقته الذين كانوا يغادرون معسكرات العارة وغيرها بسبب الانهيارات المعنوية الكبيرة التي لاقوها، وهو ما يعكس أيضاً حالة الهلع التي يعانونها.    

 الوضع الاستراتيجي العام للعدو وللحرب ككل في ضوء التطورات الأخيرة
 يواجه العدو بعد التطورات الأخيرة في تعز ومأرب والحدود، وضعاً مأساوياً وكارثياً، مؤشراته هي:
انكساراته في كل الجبهات بدون استثناء، وتصاعد خسائره التي دفعته لطلب المزيد من المرتزقة.
تضاعف خسائره المالية والبشرية المتجاوزة 450 مليار دولار و10 آلاف صريع و20 ألف جريح، وآلاف المعدات والأسلحة والدبابات والآليات و..إلخ.. اختراق السياج الاستراتيجي واقتحام الخطين الأول والثاني للدفاع السعودي في العمق، وتواصل الانهيار المعنوي والحربي، وهروب الجنود المستمر.
التهافت على جنيف2 فجأة، وطلب السلام الملتبس، بينما كان يرفض مجرد الحديث عنه، وليس لهذا سوى معنى واحد، هو إقرار العدو بأنه خسر الحرب ككل، استراتيجياً، والآن يخسرها ميدانيا وتكتيكيا وعملياتيا..إن عجزه الذي يواجهه الآن في ميدان نجران وجيزان وعسير وتعز ومأرب، هو عجز نهائي لا رجعة عنه مهما حاول، وهو ناتج عن اختلال شامل في بنيته وتركيبته ونظامه وكلِّه العام.

 المفاجأة الاستراتيجية 
وتمثلت المفاجأة في بروز القوة الصاروخية للجيش واللجان كأكبر قوة مهيمنة على المضيق الباكي، قادرةً على إنزال الضربات بأكبر الأساطيل البحرية دون أن تُحيل منظومات الباتريوت الأمريكية شيئا، وهو ما يشير إلى قدرات كبيرة اكتسبتها اليمن كانت مخفية وتتنامى الآن وتتضاعف، ما يضع أحلام العدو الباقية وأوهامه في مهب الريح. 
إن العدو قد خسر معارك تعز الآن، وهو ينتظر حكم التاريخ الصارم.. يخسر تعز إلى الأبد مثلما يخسر نجران وجيزان وعسير، وقريباً سيخسر في الجنوب كله.