الى نهر النشيد المسافر في شرايين التراب وشفاه الدوالي الشاعر الراحل مطهر الإرياني

ستعيش رغم الموت 
في كبد البيادر والحقولِ...
يا أيها الناي المسافر في شرايين
الدوالي المشرئبة للبوارق والسيولِ...
ستعيش في حدقات هذي الأرض
ألحاناً برغم الموت تعزفه 
الرياح مهاجلاً نشوى
لأعراس المواسم والفصولِ...
يا رحلة التاريخ في طرق السماء
وحادي الشعر المغرد في حقول (الحب والبن) المزخرف بالندى والماء
يا فرح السنابل بالغيول...
يا لوعة العشاق في ليل السهاد المر
يا شوق السنابل للهطولِ

ستعيش حيّاً في مسامات التراب
(وعند وكر النسر) ميقات انتصارْ
يا حادي الأشجان في ليل المسافر
في البراري والبحارْ
ستعيش فينا زاهي القسمات
شفافاً كأحداق النهارْ
وادي بنا بيديك أغنية وماء واخضرارْ
(يا واردات الماء في وادي بنا)
ماذا.. هنا جف الحُدا...
سكت المغني فجأةً 
وترنَّح المعنى بأعماقي 
وراوغني الصدى...
(البالة الليلة البال) انكسرنا 
كانكسار الموج 
في الشط المسيَّج بالردى...

لكنه رغم الرحيل المر باقٍ لن يغيبْ 
هو في فم الأطيار موالاً شجياً شاهقاً
وخمائلاً غناء في الوادي الخصيبْ
والزورق الإجريك في بحر السهاد
ومهجل الفلاح في التل القريبْ