حزيناً ألقاك

يا وطني لا تبكِ الأحباب كثيراً 
لا تتعلق بحبل الغيب طويلاً 
قد يأتون مساءً في جنح الليل 
ومع الفجر سيأتون 
مع الصبح يعودون إليك 
فرادى كطيور النار المذبوحة فوق الجمر المشبوب
نخلع أثواب الدم المهدور على الطرقات إليك
لا تتوجع يا وطني 
منتصباً فوق قبور الشهداء 
لا تذرف دمعك كالأطفال المحرومين من الآباء 
يسحقهم نصل الموت 
تذبحهم في الليل سيوف الإخوة والأعداء.
يا وطني كم يحزنني حين أراك غريباً 
في أرض الآباء 
وحزيناً ألقاك، مكلوم الوجدان كسير القلب
تتلظى طوال الوقت على أعتاب سلاطين الموت 
تقرع كل الأبواب... الموجودة خلف الريح 
بحثاً عن آلاف الغياب وآلاف الأحباب 
فتش فوق الأدراج الكاحلة الكابية
بين سجلات المفقودين 
لا تنسَ كيف اغتالوك 
كيف اغتالوا رغيف المحرومين 
لا تتعلق بحبل الغياب 
تبحث عن ومضة ضوء في بحر التيه
تتنفس ريحاً تحمله الصحراء 
شذى يعرفه القلب ويشتاق إليه 
عبير هيام وورود 
يسحقني فراق الأحباب 
تقتلني بقع البارود
قرنفلة تتفتح عطراً في أحزان الأرض المسكونة بالأوجاع 
1994م