كان ينبغي على بعض المؤتمريين الذين لا تعنيهم المعركة التي يخوضها الشعب ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي, إثارة قضية التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد دار الرئاسة في الثالث من يونيو 2011م، لاغتيال علي عبدالله صالح زعيم الحزب ورئيس الجمهورية حينها، وعدد من كبار معاونيه في الدولة والحزب, بدلاً من الخوض في قضايا جانبية بغرض تشويه أنصار الله، خدمة لمرتكبي تلك الجريمة البشعة.. فقبل حوالي 3 أشهر اتجه جزء كبير من الإعلاميين المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام، للخوض في قضايا تزعزع الصف الوطني الذي يجمع حزبهم مع أنصار الله في خندق مواجهة الغزاة، وتضعفه، من خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, خدمة للعدوان ومرتزقته، وهم نفس الجهات والأيادي التي خططت لتلك العملية ومولت مرتكبيها وأدارت تنفيذها.
تفجير دار الرئاسة 
لم ينسَ أبناء الوطن الشرفاء محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الأسبق وكبار معاونيه في الدولة إبان أحداث 2011م، أثناء تأديتهم صلاة الجمعة بمسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، في الثالث من يونيو نفس العام, لما خلفته من آثار كارثية على البلد.
وتلك المحاولة ليست بعيدة عن الاغتيالات التي شهدها اليمن في تاريخه السياسي بدءاً بالإمام يحيى حميد الدين، ثم الرئيس إبراهيم الحمدي وغيرهما, فجميعها قام بها تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن، والمسمى حالياً بـ(حزب التجمع اليمني للإصلاح)، للإطاحة بتلك الأنظمة والسطو على كرسي الحكم، بدعم من دول خارجية أبرزها المملكة العربية السعودية التي تقود حالياً تحالف العدوان.

مرتكبو الجريمة 
بحسب ما نشرته صحيفة (اليمن اليوم) ووصفته بـ(تفاصيل تنشر لأول مرة)، بعد مرور عامين على وقوع جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة، فإن المتهمين بارتكابها وإدارة تنفيذها هم قيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح، أوردت أسماء بعضهم مع الدور الذي لعبوه, على رأسهم علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني ومحمد علي محسن وحميد الأحمر ومذحج الأحمر وشركة الاتصالات سبأفون وفضل ذيبان.
بالإضافة إلى تورط بعض الضباط والجنود من حرس الرئيس ولواء حماية دار الرئاسة وأكاديميين في جامعة صنعاء وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
وبما أن المجرمين صعدوا إلى كرسي الحكم فقد حاولوا مراراً وتكراراً محو الجريمة وإبعادها عن أذهان المواطنين, حتى إن العميل هادي أصدر أمراً بالإفراج عن 17 متهماً في تفجير مسجد الرئاسة، بضغوط من علي محسن وأولاد الأحمر والدول التي مولتهم, وبتواطؤ من متنفذين في وزارة العدل بحكومة الوفاق المشكلة وفقاً للمبادرة الخليجية، التي صاغتها السعودية قبل محاولة الاغتيال، وكانت في طور النقاش حول تنحي الرئيس من منصبه, لكن بعد عودته من الرياض التي تلقى فيها علاجه، وافق على التنحي، بما يدل على أن القوى الدولية التي كان متكئاً عليها لها يد في ما لحق به, وبرهان ذلك هو عدم صدور أي ردود من معظم رؤساء الدول تطبيقاً لما يفرضه البروتوكول المتعارف عليه في هذه الحالات.

تنفيذ العملية بمباركة 
وتسهيل أمريكي سعودي 
سعت القوى الظلامية والاستبدادية التي كانت تفرض وصايتها على اليمن قبل ثورة 21 أيلول، إلى تمرير مشروع تقسيم اليمن عبر مؤتمر الحوار الوطني الذي رعته تحت يافطة استكمال عملية الانتقال السياسي عقب أحداث 2011 التي قامت بتنفيذها تحت مسمى الربيع العربي، وعصفت بالبلد، خصوصاً تفجير مسجد دار الرئاسة الدافع الأهم لتنحي الرئيس من منصبه, والذي خططت له أجهزتها المخابراتية، وأوكلت مهمة تنفيذه للتجمع اليمني للإصلاح.
وفي كتابه (اليمن تحالف القبيلة والإخوان) الذي يعرض تفاصيل محاولة اغتيال رئيس الجمهورية وقيادات الدولة، ويكشف الجهات التي ضلعت في ذلك, يشير الكاتب أحمد عبدالله الصوفي إلى أن خطة الاغتيال لم يجرِ التكتم عليها، إذ أوردت الصحافة العالمية تفاصيل لقاء مقتضب ضم وزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلاري كلينتون، وقادة أحزاب اللقاء المشترك، في مقر السفارة بصنعاء، أثناء زيارتها لليمن، وسألتهم: هل لديكم بديل لصالح؟
وكتب الصوفي أن المخابرات الأميركية أرسلت رسالة مشفرة إلى الموساد الإسرائيلي قبل التفجير بيوم واحد، حددت فيها أن صالح سوف يُقتل. 
ومن ضمن الأدلة أيضاً على تورط أمريكا تحذير جون برينان (المدير السابق للاستخبارات الأمريكية) للرئيس قبل عودته من السعودية، حيث قال له طبقاً لما أورده الكتاب (إن خروج الإخوان عن السيناريو المتفق عليه مع أميركا غير ممكن سواء في ما يتعلق بالتخطيط أو التنفيذ).
يضاف إلى ذلك النتائج التي توصل إليها فريق من المحققين الأمريكيين يعمل لمصلحة شركة أمريكية غير حكومية مختصة في التحقيقات في مثل هذه القضايا، والتي أكدت على أن الهجوم الذي استهدف الرئيس وعدداً من كبار مسؤولي الدولة، تم بواسطة صاروخ أمريكي متطور مخصص للاغتيالات، يسمى (فوجاز), نافية معلومات منسوبة للاستخبارات الأمريكية بأن التفجير تم من داخل المسجد بعبوات ناسفة، فالمادة المستخدمة في العملية ليست كمادة الـ(تي إن تي)، بل مادة غازية تنتشر بقوة حارقة مصحوبة بقوة ضغط كبيرة يولدها الانفجار في الأماكن المغلقة، حسب ما نشرته صحيفة (الأولى) في عددها الصادر بتاريخ 20 يونيو 2011.. أما السعودية فآخر الدلائل على تورطها قيامها أثناء العدوان الجاري بقصف مسجد دار الرئاسة بعدة غارات، كي تمحو آثار الجريمة، بعد أن عجز الإخوان عن ذلك قبل بداية العدوان.
وأثبتت وثائق قدمها أنصار الله مؤخراً للزعيم، مشاركة السفير السعودي بصنعاء علي الحمدان، في العملية التي استهدفته مع معاونيه أثناء فترة حكمه في مسجد دار الرئاسة. وعاد يحيى محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس الأسبق، في يونيو الماضي، لتأكيد ذلك من خلال منشور له على (فيسبوك)، كتب فيه أن السعودية هي من خططت مع أجهزة استخبارات دولية لتنفيذ الجريمة.

مهاجمة الصديق 
دفاعاً عن المجرم 
مع أن الوضع مواتٍ لإثارة القضية دولياً ضمن الملف اليمني, بعد أن انكشف المخططون للجريمة، وافتضح منفذوها، وجميعهم يرتكبون اليوم مجازر بشعة بحق أبناء الشعب، إلا أن إعلاميين في المؤتمر الشعبي العام تعمدوا إهمال مواجهة العدوان، وكذلك تفجير مسجد دار الرئاسة، وركزوا على مهاجمة أنصار الله في كتاباتهم التي ينشرونها على صفحاتهم الشخصية أو في المواقع الإلكترونية، بدلاً من مهاجمة الطرف المفضوحة عداوته للوطن، والمتمثل في دول تحالف العدوان ومرتزقتها من الإخوان المسلمين، والعمل على إيصالهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
ووصل الحد ببعضهم إلى إظهار الحقد على من يدافعون عن الوطن (أنصار الله), والتسامح مع من ارتكبوا جريمة تفجير دار الرئاسة (الإخوان المسلمين)، واعتبار السعودية صديقاً، وأن الحرب معها لم تظهر إلا بظهور الحوثيين.
كما أنهم يدعمون السلام القائم على الاستسلام لأولئك المجرمين، مبررين ذلك بأنهم ينتمون لحزب سياسي لا يؤمن بالحرب وداعم للسلام. ودائماً يقول زعيم الحزب إنه سلم السلطة (لمن قاموا بمحاولة اغتياله) طواعية من أجل حقن الدماء، ولكن الحقيقة تقول إن لا دماء حقنت ولا بيوت سلمت, والتنحي عن السلطة أتى بعد ذلك العمل الإرهابي الجبان، بشروط من ضمنها حصول من تعرضوا له على حصانات، بينما سلموا البلد للإرهاب الذي ما زالت إرهاصات ذلك مستمرة إلى اليوم.
ويبدو أن التجاهل الإعلامي من قبل هؤلاء للقضية، ليس من باب التسامح، ولكن من باب الحفاظ على المصالح كما يرى البعض, أو ربما من باب الخضوع والخوف من الأمريكان.. وأسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات وتوضيح من قبل المعنيين في الحزب. 
فهي لا تحضر في وسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام إلا عند قدوم ذكرى حدوثها, بينما تغيب عنها بقية أيام السنة, واستدلانا بهذا على أنها لا تحظى باهتمام كبير.

مؤتمريون ثابتون في قضاياهم
بالفعل يتضح الاهتمام بالقضية من خلال المرافعات التي يقوم بها محامي الرئيس السابق صالح في مواقع مرتزقة العدوان على شبكة الإنترنت، بمنشورات وكتابات تحرض ضد من يواجهون العدوان وجحافلة (أنصار الله)، وتحملهم مسؤولية الأزمة التي يعيشها البلد بفعل العدوان والحصار, علاوة على وصفهم بأوصاف سيئة كالماشية.