لا تجد مملكة بنو سعود مجالا لمواجهة أزماتها الداخلية سوى الهروب منها لإشعال الفتن في لبنان وسوريا واليمن.
فخلال الأشهر الأخيرة تعالت أصوات أهالي مناطق الحجاز في السعودية مطالبة بالانفصال عن ما أسموه مملكة " نجد والدرعية " .
دعوات الإنفصال لم تعد مجرد أصوات معارضة للسلطة القمع بل أصبحت مازقا كبيرا تقف أمامه السلطة السعودية عاجزة بلا حيله في وقت تراكم خساراتها العسكرية والسياسة في عدوانها على اليمن.
وقد تداول ناشطون من منطقة الحجاز الأسبوع الماضي عبر منشورات في صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي عن تحرك غير مسبوق للأهالي المطالبين بالانفصال. 
ناشطون سعوديين اخرين تحدثوا مؤخرا عن اجتماعات عديدة لوجهاء من مناطق الحجاز يطالبون بالانفصال نهائيا عن مملكة بنو سعود. 
أمام هذه الانقسامات الفتاكة داخل المجتمع السعودي يقف بن سلمان عاجزا عن إدارتها بعد أن فشل حتى باستخدام القوة كما فعل ويفعل في المنطقة الشرقية وتحديدا في مدينة العوامية التي تشهد حراكا ثوريا ومواجهة مباشرة ضد سلطة بني سعود منذ مايو الماضي. 
 وبحسب آراء المحليين والمراقبين الدوليين فإن مطالبة أبناء الحجاز بالانفصال عن المملكة يشكل خطرا حقيقيا يهدد أمنها ووحدة استقرارها خصوصا في هذا التوقيت الحرج التي تعيشه الأسرة الحاكمة والذي يهدد وجودها في حين تهرب الاخيره من إخفاقاتها نحو التدخل في شؤون دول الجوار وهو ما يعكس أيضآ لانتفاض كل تلك التناقضات التي بنيت على أساسها المملكة اجتماعيا وسياسيا ودينيا. 
يذكر أن مناطق الحجاز كانت خاضعة لسيطرة الدولة اليمنية حتى اغتصبها عبدالعزيز بن سعود سنة 1926 وذلك بمساعدة القوات البريطانية