المنشد الكبير عبداللـه السبعـين: عيسى الليث مدرسة لكل المنشدين
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
حوار: عبدالرقيب المجيدي / لا ميديا -
سأدون في هذه الصفحة ما ينبغي أن يدوّن عن المنشد الكبير عبدالله السبعين.. قال عنه الكاتب والصحفي صالح الكثيري بأنه «صوت الجبل وبلبل الشمال الغربي، أسطورة الإنشاد بالمناطق الشمالية الغربية بمحافظة صعدة، صاحب الصوت الشجي المفعم بتفاصيل الريف ووحي البداوة، صوت تسمع فيه صهيل الفارس الحميري الأصيل وعبق التاريخ، صوت ممزوج بنكهة البن اليمني ونكهة المرتفعات وهوائها العليل المكسو بالخضرة. صوت يتردد صداه في جنبات الأودية التي ينفح من جنباتها الكاذي والشذاب والأقحوان، صوت يطرب المهتمين بالتراث والتاريخ والأصالة».. من خلال صوته يستطيع أن يثير ذهنك حتى تقتنع وتنبهر به وتنجذب إلى سماعه، فصوته آسر ومؤثر ومتدفق ومنساب وسريع النفاذ إلى الوجدان.. إنه أحد المبدعين الذين غفلت عنهم الجهات المعنية، إلا أن زوامله ضمنت له جمهوراً كبيراً، وكان لزوامله دور كبير في مواجهة العدوان ومرتزقته.. استطاع المنشد الكبير عبدالله السبعين أن يعطي للزامل هذا البريق ليصل إلى أعماقنا بسهولة.
• كيف كانت بداية علاقتك بالإنشاد؟
علاقتي بالإنشاد بدأت في الطابور الصباحي أيام الدراسة من خلال الإذاعات المدرسية التي كنا نقدمها، وتطور الأمر بعد ذلك إلى المراكز الصيفية والمناسبات، وبعدها بدأت المسيرة القرآنية، وكنت أقيم حفلات ومناسبات على مستوى المديرية، وهكذا، إلا أنه لم يكن هناك من يحتضننا لكي نظهر بالشكل المطلوب.
دور متميز للزامل
• لو تحدثنا عن دور الزامل خصوصاً في هذه المرحلة؟
دور الزامل دور مؤثر، حيث يعتبر جزءاً من التراث ومن الموروث الشعبي للمجتمع اليمني المترسخ في ثقافة الأجيال، وهو يعالج مشاكل اجتماعية، ويتحدث عن الواقع، ويلامس هموم الناس. ويعتبر دور الزامل في هذا الوقت دوراً متميزاً، حيث أوصل قضية ومظلومية الشعب اليمني لكل العالم من خلال تحدثه عن العدوان الغاشم والاستهداف الممنهج لكل مقدرات الوطن.
• زامل "حي جند الله" من الأعمال الرائعة التي انتشرت كثيراً، ماذا يعني لك؟
"حي جند الله" زامل جيد يعود الفضل في انتشاره على أوسع نطاق لكلماته الجميلة ولحنه المميز والبسيط والقريب من قلوب الناس، وكذلك للشاعر الكبير أبو ناجع المنبهي.
عوامل صناعة المنشد
• برأيك ما هي العوامل التي يمكن أن تصنع منشداً حقيقياً؟
العوامل التي يمكن لها أن تصنع منشداً مميزاً طبعاً في البداية توفر موهبة الصوت، واطلاع المنشد على فن وتراث المجتمع، واختيار الألحان الجيدة، كذلك اختيار الكلمات المناسبة للشعراء الجيدين الذين يتقنون بناء الكلمة والنظم وتلخيص الكلام الكثير في أبيات جميلة معبرة.
إبداع وتميز
• إلى أي مدى نجحت الأصوات الإنشادية في تأكيد حضورها؟
نجحت كثير من الأصوات في إبراز حضورها من خلال ما قدمته من الزوامل التي واكبت الأحداث خلال العدوان، والتي كان لها صدى كبير في أوساط المجتمع، وهناك من المنشدين من تميزوا وأبدعوا عندما توفرت لديهم الفرصة والإمكانيات والدعم من الجهات المسؤولة عن ذلك، واكتسحوا الساحة، وأثبتوا تواجدهم وإبداعاتهم في هذا اللون.
القصائد الركيكة لا تنجح
• هناك قصائد ركيكة يتم تلحينها وإنشادها من بعص المنشدين، لماذا؟
القصائد الركيكة التي يتم تلحينها من بعض المنشدين تختلف الأسباب، قد تكون تشجيعاً لبعض الشعراء أو محاولة الظهور بكيفية أو بأخرى، وإبراز الذات، أو قد تكون أحياناً بطريقة عفوية تناسب مجتمعاً ما، ولا تناسب ذوق الآخر، وبالتالي لا تنجح كبقية القصائد التي لحنت ونجحت.
مسؤولية المنشد
• ما هي مسؤولية المنشد من وجهة نظرك؟
على المنشد أن يكون بحجم المسؤولية، وأن يسخر موهبته وإمكانياته في كل ما يخدم وطنه ومجتمعه، ويحافظ علي تراثه وإبراز ثقافة شعبه في كل الألوان، وأن يتعاون مع الجميع، وأن يختار الكلمات المناسبة واللحن الجيد، وأن يكون متواضعاً وقريباً من مجتمعه وناسه. والمسؤولية الأهم هي المسؤولية أمام الله.
الحياد الآن خذلان
• ماذا تقول للمنشدين المحايدين من العدوان؟
أقول للمنشدين المحايدين من العدوان أما كفاكم ما تشاهدون وتسمعون وتقرؤون من أحداث يومية على وطنكم اليمني تدمي القلب؟! أخرجوا ما لديكم من مواهب، وعبروا عن أنفسكم ومجتمعكم، وانتصروا لإرادتكم وكرامة شعبكم. والحياد في هذا الوقت هو خذلان للقيم والمبادئ التي تربينا عليها، فهيا أسمعونا أصواتكم.
الليث مدرسة نتعلم منها
• ما هو الزامل الذي تردده كثيراً؟
هناك زوامل عديدة أرددها، وأنا معجب بها، ليست بالضرورة أن تكون بصوتي، فأنا مستمع جيد، وأحب الزوامل التي ينشدها عيسى الليث، ذلك الشخص المبدع الذي يعتبر مدرسة لكل المنشدين بما حباه الله من صوت وقدرة على إيصال الزامل اليمني إلى ذروة المجد والشموخ.
• ماذا أضاف لك الإنشاد؟
أضاف لي الإنشاد أصدقاء جدداً وعلاقات واسعة، وأكسبني حب الناس، وشعوراً بالرضا وأنا أرى ما أقدمه يلاقي إعجاب واستحسان المجتمع. ونسأل من الله القبول.
البحث عن المواهب ودعمهم
• بماذا يحلم المنشد عبدالله السبعين؟
أحلم بأن أتعاون مع كل المنشدين الذين يقفون ضد العدوان، وبأن ينتهي هذا العدوان على وطني، وأن يسود الحب والمودة بين الناس، وأن يجد المنشد من يقدم له العون والمساعدة لإبراز موهبته، وألا يقتصر الأمر على المعروفين على الساحة الآن، بل أن يتم البحث عن الأصوات والمواهب الجديدة في المجتمع، وأن يؤخذ بأيديهم، ويتم تشجيعهم وتقديمهم للناس.
• آخر أعمالك الإنشادية؟
آخر أعمالي الإنشادية هو زامل "تممي يا جوارحنا لشهر الله"، حق شهر رمضان، وليس الأخير.
أحب أشعار الجوفي وسلمان وشانع
• من هم الشعراء الذين تتمنى أن تنشد بقصائدهم؟
الشعراء الذين أتمنى أن أنشد بكلماتهم هم كل الشعراء الذين أجد في أشعارهم الكلمات القوية والمعبرة واللفظ الجميل، وما يتناسب مع الألحان التي أقدمها، ومن خلال تعاوني مع الشاعر أبو ناجع المنبهي وجدت في كلماته منطلقاً لكل ألحاني التي قدمتها، وهذا الشاعر له الفضل في تشجيعي ودعمي بالكلمات الجميلة حتى انطلقت في هذا اللون. وأحب كثيراً أشعار أمين الجوفي وضيف الله سلمان وبسام شانع، وأحترم كل الشعراء في اليمن، وأقف إجلالاً واحتراماً لهم على ما قدموا في سبيل الوطن ومناهضة العدوان.
• كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة "لا" على إتاحة الفرصة لي في هذا اللقاء الجميل، وأشكر كل من دعمني وشجعني معنوياً ومادياً، ومن له الفضل في إيصال صوتي للناس، وأشكر جمهوري الحبيب، وسوف أبذل قصارى جهدي في أن أقدم ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وما يرضي الجماهير، وما يناسب أذواقهم. وتحية خاصة لكل من يدعم المنشدين ويشجعهم. والحمدلله رب العالمين.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي