حمدين الأهدل / لا ميديا -

كغيرها من مديريات محافظة الحديدة تعرضت الدريهمي لعدوان غاشم وتدمير ممنهج من قبل قوى تحالف العدوان السعودي ـ الأمريكي، والذي أثر سلبا على الوضع الإنساني والنسيج الاجتماعي بشكل كبير. غير أن المديرية تعيش كارثة إنسانية بفعل الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام، الحصار الذي تفرضه قوى الغزو والاحتلال على أبناء المديرية الأبرياء، مانعة عنهم دخول كل الاحتياجات الأساسية وفي مقدمتها الأغذية والأدوية.
عدد من مسؤولي وأهالي محافظة الحديدة تحدثوا لصحيفة «لا» عن معاناة الدريهمي، فكانت الحصيلة التالية.

وضع كارثي
البداية كانت مع محافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، الذي أشار في مستهل حديثه إلى أن الوضع الإنساني في الدريهمي أصبح كارثيا للغاية جراء الحصار الخانق الذي فرض عليها جورا وظلما، وأصبح أبناء المديرية يواجهون الموت المحقق في كل ثانية.
وأضاف: "إننا هنا نجدد المناشدة والمطالبة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومكتب المبعوث الأممي الخاص مارتن جريفيتث ومجلس حقوق الإنسان وكافة الدول والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية بالضغط على قوات تحالف العدوان وإجبارها على فك الحصار عن مديرية الدريهمي".
من جهته أكد الأخ عبدالجبار أحمد محمد، وكيل محافظة الحديدة، أن الوضع الإنساني في مديرية الدريهمي أصبح كارثيا وفي غاية الخطورة جراء استمرار الحصار الخانق على المديرية، مضيفاً أن أبناء مديرية الدريهمي ذاقوا الأمرين بسبب العدوان، وبفعل الحصار المطبق عليهم، ووصل بهم الأمر إلى أكل أوراق الشجر دفعاً للجوع.

تدمير اليمن وقتل أبنائه
العدوان على اليمن هدفه الأساسي هو تدمير اليمن وقتل أبنائه. ذلك ما بدأ به الأخ محمد علي صومل، مدير مديرية الدريهمي، حديثه لصحيفة "لا"، مشيراً إلى أن تحالف العدوان قام بقصف المصانع التابعة لمديرية الدريهمي وخاصة في منطقة "كيلو16"، كما استهدف طيرانه المولدات التي تستفيد منها الأراضي الزراعية في المديرية ومعظم البنى التحتية والمقرات الحكومية، كما تسبب بقتل وتشريد كبار السن والنساء والأطفال من منازلهم في مختلف مناطق المديرية.
تحدث الأخ علي باري جرب، مدير مديرية الحوك، أدلى بدلوه قائلاً: "منذ أكثر من عام ومديرية الدريهمي بأرضها وإنسانها، كبارها وصغارها، أطفالها ونسائها ترزح تحت حصار فرضته قوى العدوان السعودي ـ الأمريكي الإجرامي الغاشم"، مضيفاً أن هذا الحصار الجائر الذي تسبب بكارثة إنسانية لأبناء الدريهمي، ولا يزال متواصلاً، يتم على مرأى ومسمع من العالم الذي يعاني من انعدام حاد في الإنسانية.

تواطؤ الأمم المتحدة
الشيخ أحمد البحر أشار إلى أن ما يحدث للدريهمي من قبل تحالف العدوان هو جريمة منظمة وتتحرك في خط تصاعدي تخللته الكثير من الأعمال الإرهابية والداعشية لسلب الأمان عن الأهالي والآمنين، ولإرغامهم على الانكسار والاستسلام والخضوع للمرتزقة والغزاة.
وحمّل الأخ أمين البليهي المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي مديرية الدريهمي، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة متواطئة في كل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق اليمن وأبناء الشعب اليمني.
وبدوره دعا الأخ عبدالقادر المقبولي إلى ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم وإعادة الانتشار وفك الحصار عن مديرية الدريهمي وإيقاف العدوان على اليمن بشكل كامل فورا، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة في كل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني وعدم إفلات الجناة من العقاب والانتصاف للضحايا وفقا للقانون الدولي الإنساني.
ويؤيده في الرأي الأخ فؤاد دهل، أحد النازحين من منطقة "كيلو 16" بمديرية الدريهمي إلى مديرية السخنة، حيث قال: "ها نحن في السنة الخامسة من العدوان، ولا يزال الصمت المخزي سيد الموقف في الأمم المتحدة، الصمت الذي يزيد من معاناة أهل اليمن عموما ومحافظة الحديدة خصوصا"، مضيفاً أن العدوان تسبب في قتل وتشريد معظم سكان المديرية وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكنا.

الموت يلاحق الجميع
"7 آلاف مدني يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة وكارثية بكل ما تعنيه الكلمة في الدريهمي". ذلك ما قاله الأخ جيب إبراهيم زبير (أحد النازحين)، مشيراً إلى أن قوات الغزو والاحتلال عمدت إلى تطويق المدينة وقطع كل سبل ووسائل الحياة أمام سكانها، وهو ما أكدته تقارير عدة من ضمنها تقارير أممية وإعلامية مختلفة.
من جهته ناشد الأخ محمد علي قادري، أصحاب الضمائر الحية في العالم العربي والإسلامي والمنظمات الإنسانية بذل الجهود الرامية لرفع هذا الحصار الظالم على الدريهمي، وخصوصا القطاع الصحي، والتحرك الفوري لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية والصحية.
وأضاف: "صار الموت يلاحق الجميع، لاسيما من يعانون من الأمراض المزمنة، فضلاً عن الأطفال الذين أصيب الكثير منهم بحالات سوء تغذية حادة عرضت حياتهم للموت البطيء.
وأكد قادري أن الصمت الدولي والأممي تجاه هذه الكارثة ليس عفوياً، بل إن وراءه أموال البترودولار المتحكمة في ضمير المجتمع الدولي.