أنور عون / لا ميديا -

حضوره الفعاليات والتكريمات الرياضية، وكذا ظهوره بقيادة دراجة هوائية في شوارع العاصمة كـ"كابتن" متمرس في سباق الدراجات، أكد اهتمامه بالمجال الرياضي وقربه من الشباب.
هذه المشاهد المتعددة للقيادي محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي، حفزتني لمخاطبته بالرسالة التالية:
كابتن محمد علي، ندرك تماما الأعباء الجسيمة التي تتحملونها كقيادة سياسية في مواجهة عدوان حقير وحصار مرير يعيشه ويكابده ويرفضه ويواجهه معكم كل يمني وطني حر شريف، لكن ثمة أخطاء وجوانب مرفوضة تمارس داخليا يجب التنبيه والتنبه إليها ومعالجتها قبل فوات الأوان، وأعني هنا وزارة الشباب وأطرها الرياضية.
سأفترض عدم علمك بأحوالها المزرية. حسناً، دعني أشرح لك بعض مآسيها!
للأسف الشديد الوزارة آيلة للسقوط. قطاعاتها ترهلت وغاب أدوار بعضها مثل قطاع الرياضة، وإداراتها فصلت على ما يشتهي الوزان وأثقل كاهلها بالوكلاء والمدراء.
أهم عناوين مشكلتها هو وزيرها، الذي عولنا عليه كثيراً، كونه يملك الحنكة والدهاء ويعرف التجربة السيئة لمن سبقوه؛ غير أنه أحبطنا ولخبط أحوال الوزارة، ففي عهده الميمون لم يستفد الموظف الغلبان من التأمين الصحي بقدر ما استفاد منه أشخاص بعينهم. في عهده الميمون تم نقل مقر الوزارة إلى مبناها الخاص بها في توقيت غير مناسب ولا رواتب ولا وسيلة نقل ولا مهام إدارية أو وظيفية، والمصيبة أننا نسمع أن إيجار مقر الوزارة السابق مازال يدفع إلى اليوم.
باختصار أوضح: لم يعملوا أي اعتبار للموظف المسكين بقدر ما صالحوه فقط بـ20 ألف ريال بدل مواصلات قابلة للاستقطاع والترصد عند الغياب، بينما الوزير وبعض كبار الوزارة يستلمون مستحقات شهرية مهولة رغم عدم مداومتهم وعلى عينك يا موظف!
في عهده الميمون لم يعد يصل للصندوق سوى 8% من مخصصاته. أما حكاية صندوق النشء فمن حكايات ألف ليلة وليلة! موروث عبثي تفنن فيه معظم الوزراء والمـدراء المتعاقبون عليه، آخرهم مديره التنفيذي الجديد.
بداية قوية وكلمات ليسـت كالكلمـات أوحت بأن المدير الجديد سوف يصحح مسار الصندوق وسيعيد إليه عنفوانه ووجهته التي أنشئ من أجلها... لكن يا فرحة ما تمت!
المدير الهمام استسلم لثعابين الصندوق فتمكنوا منه، لنرى أناساً في مناصب أكبر من قدراتهم، ليصبح صندوق النشء أداة لمكافآت كبيرة تذهب باستمرار لعلية القوم في الصندوق والوزارة، فيما فتات المستحقات تصرف للموظف بعد طلوع الروح.
كابتن محمد -كما أحب أن أناديك - سأصل بك إلى نقطة النهاية! الأطر الرياضية لم يعد يأتيها من الدعم إلا النزر الشحيح: لكل اتحاد مليون ريال في العام، يعني يروحوا يسلقوا لهم بيض!
ناهيك عن مشكلة أكبر: هناك اتحادات ومراكز وقطاعات تحظى بالدعم والرعاية ولا رقابة أو محاسبة لمخرجاتها الوهمية.
ختاماً أيها القائد والكابتن، هذا فيض من غيض عند الموظفين وقادة الأطر الرياضية. فقط لو تلتقي بهم، فهم يتوسمون بك خيرا، حتى تعرف حجم معاناتهم وإحباطهم. والكرة في ملعبك إذا أردت تسجيل أهداف ملعوبة يخلدها التاريخ.