إنصاف أبوراس / مرافىء

كانت فكرة مكتملة توشك على اعتناق النور، مضمونها سيؤثر حتماً في نفوس من ستمر عيونهم على سطورها. 
تجاهلتها لبعض الوقت؛ ظننتها ستبقى تنتظر ترجمتي لها على السطور؛ لكنني حين عدت إليها كانت قد غادرت عصبونات دماغي الذي كان متخماً بها. تساءلت: أتراها فضلت البقاء في عالمها الأول؟! ربما فضلت بقاءها قيد الخيال! خُيل إليَّ أنها همست: أفضل أن أبقى محض فكرة تسكن عقول الحالمين بها يعيشون ما حرمهم الواقع عيشه، على أن أصبح سياطاً تجلد ذواتهم المهشمة وهم يراقبون تداعي معناي أمام همجية وزيف الحقيقة. 
مع ذلك، تمنيت عودتها، رجوتها البعث من موتها. ربما أردت أن أخلق بها روحاً تضفي بعض جمال على القبح الكبير من حولي؛ أن تولد معاني تدوزن إيقاعات الواقع الصاخب. كنت أؤمن بأن الحروف كانت كائنات من نور، بها أراد الله أن يلهم التائهين إلى طريقهم. عرفت ذلك وأنا أراقب تشرنقها، ثم كيف تحلق عالياً بمعتنقيها فيجدوا أنفسهم بها. ربما تنتظر مني اعتذاراً عظيماً أقدمه إليها، تلك الفكرة التي خذلتها وتركتها تموت!