خاص / مرافئ -

من رواد المجد الأول في صناعة الإعلام الحقيقي الصادق، وأصحاب التفانين الأخلاقية لمعايير الإعلام، ومن الذين لم يكن لهم إرث كبير سوى نحت أسمائهم الإعلامية والتحليق بها عاليا في سماء الكلمة المسموعة. 
ولد الإعلامي والشاعر والكاتب القصصي والدرامي وصاحب الحبكة في نسج السيناريوهات حسين فايع محمد حسين فايع في 1948 مدينة ضحيان بمحافظة صعدة، ناشئاً في بيوت العلم والعلماء، متنقلا من مسقط رأسه إلى مران خولان وبين روابي البلاد شرقا وغربا، حاملا في جنبات روحه حلما، فكانت الأقلام والأوراق لا تفارقه، يخط الأمنيات شعرا ونثرا، حتى أنهى تعليمه الثانوي والتحق بركب الإعلام سائرا فيه بخطى حثيثة. 
أكمل دراسته الجامعية في 1983، حاصلا على شهادة ليسانس في الآداب قسم اللغة العربية.
أعد وقدم للإذاعة الكثير من البرامج تزخر بها المكتبة وتتنوع من حيث المضمون، ما بين صباحي ومسائي وأدبي وشعري وحواري وميداني وسياحي وثقافي وإخباري، ناهيك عن معنى فن الكتابة للتحليل السياسي والريبورتاج وكافة الفنون والألوان الإعلامية، على مدى ستين عاماً، ومن تلك البرامج: «كل يوم كتاب»، «إبحار في أشعار يحيى عمر»، «سياحة في ربوع اليمن»، «من القلب»، «صندوق الذكريات»، «ضيوف وذكريات»، «حديث الصباح»، وغيرها الكثير.
فـ»كل يوم كتاب» عنوان عريق لا يجهله كل من علقت بوجدانه إذاعة صنعاء ومن عشق حتى الإشارة المميزة للبدايات الصباحية المرتبطة بثرى الأرض اليمنية الحاضنة لكل جمال. والمستمع لإذاعة صنعاء والمنصت لكل ما فيها يكاد يكون عارفا حتى بخارطتها اليومية ومواعيد برامجها تفصيلا، إذ كانت الأكثر حرصا والتزاما بأوقاتها وبث برامجها بالثانية احتراما وتقديرا للمستمع. فكان هذا الصرح الإعلامي البارز هو الأفضل على مستوى جميع الإذاعات العربية، ويكاد يكون الأفضل لغة وبلاغة وفصاحة بالنسبة لمذيعيه ومقدميه وكتابه آنذاك.
وبالعودة إلى «كل يوم كتاب»، كان الصوت الإذاعي الرخيم الرزين ذو القراءة بكل فصاحة واقتدار يسطر أروع البرامج، بل ويتصدرها، بشهادة كل الكتاب والعلماء والمثقفين في الجمهورية اليمنية، ويتميز كأبرز برنامج ثقافي أدبي واسع ومتنوع على مدى أكثر من 15 عاما. ولنا أن نتخيل ماذا يعني كل يوم كتاب أو رحلة في كتاب أو صفحة من كتاب.
حسين فايع اسم لا يفارق محبيه وعشاقه، بل والمستفيدين من كتاباته، معلما فذا عبر أثير إذاعة صنعاء البرنامج العام لما يقارب الستين عاما، محققاً حلمه ومورثا إياه لأبنائه، فظل اسمه راسخا في الأذهان، ممتداً بأمل حسين فايع صوتا آخر في عالم الإعلام.