أنس القاضي / مرافئ لا -

«لأجلك يا تعز صرنا دواعش»، ظهرت هذه المقولة في بداية العدوان 2015، وقد استطاع الإخوان في تعز أن يسوقوها ليرددها غيرهم من المضللين ومن الخونة، وكادت المقولة تصبح ثقافة عامة، لم تعد تردد اليوم إلا أن خرابها مستمر. 
جاءت المقولة في البداية لتبرير جرائم الذبح والسحل التي قام بها المرتزقة في تعز، ومن ثم أصبح للمقولة وظيفة مستقلة، فقد هدفت إلى تطبيع المجتمع المحلي في محافظة تعز على المظاهر الداعشية، وتثبيت أن القوة الأساسية التي تحتكر الارتزاق وعنوان «مواجهة الانقلاب» هي القوة الإسلاموية الإخوانية الداعشية. 
المقولة وإن كانت قد ظهرت في 2015، إلا أن وجودها كان سابقاً لذلك، فأول ظهور لها كان في 2013 مع بداية مؤتمر الحوار الذي كان يضمر مشروع «الأقلمة»، ظهر جوهر المقولة على شكل عبارات كتبت على الجدران منها «تعز سنية وستبقى سنية، وجيش الخلافة، وجئناكم بالذبح يا روافض»، وكل هذه المقولات كانت سابقة لثورة 21 أيلول 2014، أي سابقة لما اعتبره المرتزقة في تعز «غزواً رافضيا وانقلابا عسكريا»، ولم يكن مستغرباً تفجير الإخوان للحرب في تعز بدعم تحالف العدوان، ورفضهم لكل مبادرات وقف إطلاق النار وتجنيب المحافظة الحرب. 
تحت هذا المفهوم «لأجلك يا تعز صرنا دواعش»، يقوم الإخوان بإشعال النيران في المدينة وريفها الجنوبي الغربي، وتصفية حلفائهم في الارتزاق، وقهر المجتمع في المدينة، وفي هذا الإطار يرمون بالقذائف ويستخدمون القناصة لاستهداف الأبرياء من أجل استمرار تجنيد شباب المحافظة والاستثمار بدمائهم في الحدود وفي المدينة وريفها ضمن المشاريع السعودية التركية القطرية. 
تشهد مناطق المرتزقة في تعز حالة فوضى واقتتال، فالسلاح فيها منفلت من كل ضابط عسكري وحزبي وقانوني وعرفي وأخلاقي وديني، وتتحمل القوى السياسية العميلة مسؤولية تمكين هذه القوى من المحافظة، فخطاب «لأجلك يا تعز صرنا دواعش»، كان مسنوداً بخطاب سياسي يُسمي المليشيات الإجرامية في تعز ونشاطها «بنضال وطني ضد الانقلاب ومع الشرعية وضد الثورة المضادة ونصرة لمخرجات الحوار»، وقد تصدرت القيادة السابقة لمنظمة الحزب الاشتراكي في تعز هذا الخطاب، وكذلك الناصري وفرع مؤتمر تعز من قبل فتنة ديسمبر والليبراليون ومجموعة «شباب وشابات تعز»، ومعهم شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية البعض منها بات خارج اليمن.