طاهر علوان الزريقي / مرافئ -
لا شك أن الإعلام العصري المتطور بات الأقدر على جذب الناس ببرامجه المتنوعة، التي من جملتها أفلام الرسوم المتحركة التي تكسب الطفل جملة من القيم والاتجاهات التي تؤثر في سلوكه وتربيته. أفلام الرسوم المتحركة التي تقدم للطفل عندنا تحمل قيم المجتمع الغربي واتجاهاته التي تتنافى في غالب الأحيان وتربية الطفل فتحدث له إرباكاً وتنازعاً بين قيمتين متناقضتين، لأن ما يتلقاه مغاير تماماً لمجتمعه وبيئته ولأصول المناهج التدريسية المقررة.
شركة «والت ديزني» الشهيرة بأفلامها ورسومها المتحركة تحاصر الطفل وتجذب اهتمامه بمواضيعها المثيرة والشيقة وألوانها الجذابة، فتقدم له عالماً سحرياً خيالياً يحلق في آفاقه الممتعة ساعات طويلة يومياً. وتركز تلك الأفلام على قيم المجتمعات الغربية والتفوق والإنجاز الفردي على حساب قيمة الجماعة، فتنمي لدى الطفل حب لذاته، وتلغي من وعيه مفهوم الجماعة ودورها في حياة المجتمع والدفاع عنه، وتضخ العنف واحتقار العرب في أذهان أطفالنا، وتكرس قيم الاستهلاك والأنانية على حساب قيم مجتمعنا. أحد هذه الأفلام يظهر العرب متخلفين وأشراراً ينهالون بالضرب على أمريكيين طيبين. ويظهر الفيلم شراهة العربي من خلال شخصية «مالك» المتسخ وهو جالس في سيارته الفارهة يلتهم (عيون الماعز) ويجرف الطعام بوحشية! أفلام تركز على الحالات السلبية وتغفل الصفات الإيجابية، وتظهر الشخصيات الغربية خيالية خارقة ولديها قوة فوق العادة (سوبر مان) أو مسلحاً بأسلحة «رامبو» الفتاكة، تشد الطفل لتقليدها فيما بعد.
يحب الطفل شخصية البطل ويرى نفسه فيها، ويهوى تقمص العنف المعروض الذي يحوله إلى عدواني، كما هو الحال في أفلام الرسوم المتحركة. ولذلك لا بد من رقابة يقوم بها اختصاصيون في التربية وعلم النفس.