إنصاف أبوراس / مرافئ -
كانت صغيرة على فهم الكثير من قصص، يسردها على الواقع ذلك الرجل المسن الغارق في مكب نفاية الحارة. سيئٌ هو، لم يلتزم بتعاليم النظافة، يأكل دون أن يغسل كفيه! يقدم -دون أن يأبه- بقايا طعام لطفلة تركض حافية! ملابسها مهملة بشكل كبير! 
أراقب ملابسي فأشمئز من إهمالها! أتهم بالبخل والديها، أتابع انتهاءهما من تناول وجبتيهما بتعجب مما يحدث, أخبرتني أمي أن من يأكل دون غسل يديه يمرض! لكنهما استمرا بتقليب أكياس النفايات دون أن يصيبهما أي شيء!
في الشارع كانت العيون تعبر بمحاذاتهما، يمرون دون أن يبدوا ردة فعل. في الطرف الآخر من الشارع، سمعت صوت ارتطام قوي وصراخاً، تجمهر الجميع حول مصدر الصوت. سمعت أحدهم يقول بحزن: لقد مات! نظرت بتمعن لذلك المسجى على أرض الواقع، كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. الجميع يرددون: مات الضمير! شيعه الجميع، بينما استمر الرجل وطفلته ينهيان بحثهما عن وجبة أخرى لعشائهما، وكلي حيرة: هل سيتمكنان من حضور العزاء وهما بمظهر لائق؟!