«لا» 21 السياسي -
عملية سقوط غير حر يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رفقة ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد ضمن متتالية عملياتية تنافسية فرضتها طبيعة الأدوار الوظيفية المفترض تنفيذها من قبل الرياض وأبوظبي لصالح العرابين الأمريكي والبريطاني، وحتمتها شروط تل أبيب وضغوط طهران وأنقرة، وأنتجتها حرب الرجلين على اليمن دفعاً للثمن وللضرر.
لم تكن أزمة تحديد حصص دولتي أوبك في سوق النفط أزمة عابرة فقط أو مجرد مشكلة طارئة على العلاقات بين البلدين.. إيقاف الرحلات المتبادلة بين البلدين وإنذار الشركات الكبرى بنقل مقراتها الرئيسة من دبي إلى الرياض وإيقاف استيراد البضائع من جبل علي وبرود النشاط الدبلوماسي المشترك بين العاصمتين وتصاعد العنف اللفظي والإعلامي بين نخبتي الدولتين إضافةً إلى انفجار ميناء جبل علي في دبي جميعها ليست هي أسباب الإشكال القائم، إنما مظاهر هذه الأزمة وظواهرها المصاحبة لا غير.
قناعة محمد بن زايد بأنه من أوصل محمد بن سلمان إلى كرسي ولاية العهد في السعودية دفعت به دائماً -حتى قبل هذه الأزمة- إلى الاطمئنان في اتخاذ قرارات بمعزل عن التشاور مع الرياض وبمأمن من أي فعل أو رد فعل سعودي معارض.
إنه شعور العراب لا سواه وهو الشعور الذي تلاشى مع أول فعل سعودي أتخذه بن سلمان منفرداً عن بن زايد حينما قررت الرياض إعادة التطبيع الثنائي مع الدوحة ومعاودة التدوير الدبلوماسي مع أنقرة وهو القرار الذي اضطر ولي العهد السعودي إلى اتخاذه لضمان حصوله على انتقال سلس للحكم باحتواء تيارات الإسلام السياسي أو على الأقل تحييدها.
في منتصف العام 2019 أعلنت الإمارات عن انسحاب قواتها نهائيا من اليمن وبعد ذلك بعام أو يزيد أعلنت عن التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي وبين ذلك وهذا ظلت قنوات الاتصال مفتوحة بين أبوظبي وطهران..
كل هذا الفعل الإماراتي وأكثر تجاوز قدرة التحمل السعودية والتي تدعي زعامة الدول الخليجية والعربية وبدأت الرياض تشعر بقلقٍ من طموحات الإمارات التي تخطت مربعات التقاسم المتوافق عليها لتصل إلى ما تعتقده خطوطاً سعودية حمراء.
سلطان عمان هيثم بن طارق في زيارة تاريخية إلى السعودية.. هكذا تردد وسائل إعلام بن سلمان لترفض أبوظبي ولأول مرة منذ أربعين سنة قراراً نفطياً سعودياً رداً على إدخال الرياض الساحل العماني إلى حلبة الصراع بينهما ويدفع السعوديون بأدواتهم من حزب الإصلاح وقوات هادي لاقتحام وطرد مرتزقة أبوظبي من مدينة لودر في محافظة أبين لتقصف الطائرات الإماراتية أحد معسكرات الإصلاح وتقتل وتجرح العشرات..
عقد تحالف مبس ومبز لم ينفرط كلياً رغم ذلك فثمة مساحات مصالح مشتركة ماتزال تجمع بينهما وإن كان السقوط غير الحر هو مآل الطغاة الإجباري.