القصيدة التي ذاع صيتها أيام الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني والتي حاول الفنان والشاعر الكبير محمد سعد عبدالله أن يصوغها في قالب عاطفي، لكن رمزيتها كانت واضحة، تجلى فيها ذلك التحذير من الاستعمار وأساليبه، إذ أتت في الفترة التي كان يجري فيها العمل لضم الإمارات والسلطنات في اتحاد يُمكّن المستعمر وأزلامه من إحكام السيطرة على جنوب اليمن. وكأنها تتحدث عما يحدث اليوم للمحافظات الجنوبية من قبل قوات الاحتلال السعودي والإماراتي وأدواتها من الخونة والمرتزقة المحليين. 

قال بن سعد قلبي فُوشْ يا ما صبَرْ 
وذاق بالكأس تعذيبه وطعم المرارة
والذي حبهم ما عاد باينفعوه
والفائدة منّهم ما اليوم قدها خسارة
ضيعوني وهم ضاعوا معي كلهم
قولوا لهم وين ديك الهنجمة والشطارة
جوا لهم ناس حد يضحك وحد يبتسم 
ونسوا المساكين بعـد اليوم رهـن الإشارة
صدَّقوا كذبة الدجّال طمّع لهم
لذاك بابور والثاني هبا له عمارة
لا تصدّقْ ولا تطمعْ وتمسك بهم 
قدك عالفقر أحسن لك ولا ذي التجارة
ودّفوا كلهم أيش الذي ساقهم 
ليدّ نجّار ما يعرف أصول النجارة
جاب منشار والقدّوم بايشتغل
وأنه لقي الكل قدّامه مضاريب فاره
قد حفر تحتهم مـن حيث لا يشعروا
حفرة كبيرة وغطاها وسوّوا ستارة
تزوج الست وجا يخطب عروسة جديد 
خايف على ذي العروسة لا تقع في المدارة
لا رضت أو عجبها الزوج بايفرحوا
أهل العروس بايسوّوا يوم حامي غباره
بايسوّوا لها دخلة على مطربين 
أو بايسوّوا محَفّ من شانهـا أو زيارة
قل لأهل العروسة ذا حسّكم تقبلوا
حاموا على بنتكم ما حد يفرّط بعاره
لي خطب عندكم ذا شخص ما يؤتمن 
يا ويل من صاهَره أو قرّبه وسط داره
من غبش يطرده وما عاد يرعى الجميل
ويدّعي أن الجمارك ملك له والإدارة
قل لبن سعد تمت خطبة السابعة
ذي كنت خايف عليها لا تقع في المـدارة
زوّجوهـا وزفّوها على مطربين
وكلْفَتُوها وباعوها وتمّتْ صهارة
والذي قد سمع قولي وذاق الكلام
ما عاد بافَهّمهْ تكفي الحليم الإشارة