يأتي صدور كتاب «عدن.. قطوف من الوفاء للمكان والإنسان» لدولة رئيس الوزراء في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، في قلب مرحلة تاريخية حاسمة، يعيشها اليمن الكبير، ضمن تفاصيل السيرة الأسطورية للصمود اليمني المتواصل في وجه عدوان كوني لم يوفر شيئا لتنال منه غطرسته وهمجيته وبشاعاته وجرائمه.
يحاول الدكتور بن حبتور، من خلال هذه المساهمة المعرفية، أن يعيد إلى أذهان الاحتلاليين والطامعين المعنى العميق للجسارات الممتدة عبر التاريخ لأرض السعيدة، تجسد عدن واحدة من ملاحمها، في كل متعاقبات محاولات الغزاة منذ فجر التاريخ.
أضاء الكتاب جوانب مهمة من تاريخية عدن كما ساقتها وكشفت عنها المراجع العلمية والكتابات والنقوش التاريخية، بالإضافة إلى ما تتفرد به من المعالم والشواهد الحضارية والثقافية الباقية والحية، والتي تشكل جزءاً مهما من روح المكان والإنسان العدني.
كما وثق لتذكرات ومرثيات ابن حبتور لعدد من شخصيات وأعلام عدن، بينهم من عرفهم وترافق معهم، في الحياة العلمية والمهنية وفي رحلة السياسة أيضا. دون أن يغفل عن شخصيات رحلت في زمن العدوان الذي بدأ في مارس 2015.
واحتوى الكتاب في أهم أبوابه، على مقالات الدكتور بن حبتور، عن عدن في زمن الحرب، لكنه لم ينس أن يوثق أيضا كتاباته التي تحدثت وناقشت المكانة التاريخية والحضارية للمدينة «التي استهوت الرحالة والمستكشفين والطامحين، والغزاة، وجمعت بين البحر والجبل والسهل، فالبحر بوابتها على العالم، والجبل هو الوتد الذي صد الغزاة عنها وسيجها بالأمان، أما السهل فهو السكنى لأهلها». يقول: «إن المتتبع لهذا الانصهار الإنساني الفريد لسكان عدن دون بقية المدن اليمنية سيكتشف صفات أهلها وثقافتهم المنفتحة على كل ثقافات العالم، التي ما فتئت مفتوحة لكل قاصديها من كل الثقافات الدولية عبر بوابتها البحرية، لذلك كله استلهم الشعراء والكتاب والمفكرون ذلك التفرد الثقافي والإنساني لعدن وسطروا أروع وأجمل أشعارهم وكتبهم عن هذه المدينة الأسطورة».
الكتاب جاء في 730 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن التوجيه المعنوي بصنعاء، وشمل سيرة مرئية فوتوغرافية تعكس مراحل مختلفة من تجربة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور التعليمية والمهنية والسياسية، بالإضافة إلى سيرة ذاتية مكتوبة.