صلاح محمد الشامي / مرافئ -
الكربُ ملءُ القلبِ، بُركانُ الأسى 
من كربلاءَ غشى الوجودَ وأثقلا 
وأنا هنا صِفرٌ أمُدُّ يدي إلى 
بابِ السماءِ مناجياً من أرسلا 
رباهُ بالإسمِ الذي انفلقَتْ لهُ 
حُجُبُ القضاءِ وأشفقتْ أن تُسألا 
عَجِّلْ بنصرِ بقيةِ الآلِ الأُلى
أخمِدْ بِهم فِتَنَ اليهودِ ومن على...
أقدامِهِمْ جَثَموا يُقبِّلُ بَعضُهُمْ 
نَعلاً، وبَعضٌ في المَعِيَّةِ أُبْسِلا
جُندُ الرجيمِ استخدموا الثرواتِ في 
حَربٍ تَقاطرَ من جوانِبِها البَلا 
والإخوةُ الأعداءُ وَحَّدَهُمْ على 
الإسلامِ حِلْفُ الشّـرِّ.. أسَّسَ «مَحفلا»
والقادةُ الأعرابُ والأغرابُ
للأمَريكِ خُدّامٌ وقد صَدَقوا الوَلا 
كَمْ بَيَّنَ التاريخُ صَفعَ وجوهِهِمْ
مَثلاً لمن خانوا الحُسينَ وكربلا 
* * *
وا لوعتاهُ لمَشهِدِ الطفلِ الذي 
يُرمى بِسَهمِ الغَدرِ، يُنحَرُ مُقبِلا 
طِفلٌ رَضيعٌ لمْ يَزَلْ في المَهدِ...
ظمآنٌ بكَفَّيْ والدٍ ملأ العُلا 
ملأ العُلا شرفاً وقَدراً، إنّما 
خَدَمُ الملوكِ مَرامُهُم «بيتُ الخَلا» 
لم يَرقُبوا في آلِ «طه» ذِمَّةً
ولَوِ اتقَوا شَرُفوا بـ«طه» مَنزِلا 
في «كربلاءَ» تَغَيَّرَ التاريخُ...
وانطلقتْ سُيولُ الشرِّ تَجرفُ من قَلا 
وتَبَدَّلَتْ أخلاقُ قومٍ لم تَكُنْ 
في جاهِلِيَّتِهِمْ كما في «كربلا»
لكنَّ سِبطَ المصطفى وجنودَهُ 
وقفوا لِسَيلِ الشّرِّ سَدَّاً، فانجلى 
ضَحَّى لدينِ اللَّهِ، للأجيالِ...
للإنسانِ بالنفسِ الزكيَّةِ، للعُلا 
«هَيْهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ» انطلقتْ على 
وَجْهِ البَسيطةِ مُجْمَلاً ومُفَصَّلا 
فَرَمَتْ بِدَعوى الإنبِطاحِ، وأثمَرَتْ 
مَجداً إلى يومِ القيامةِ جَلجَلا 
لولا الحسينُ لما شَهِدْتَ مؤذِّناً 
من بَعدِهِ يَحدو بأنْ: «حَيَّ على» 
لولا الحسينُ، بقيّةُ السيفِ الذي 
شَـهَـرَ الرسولُ مُجاهِداً، ما استبسلا 
ولَمَا شَهِدْتَ الدينَ عادَ وقدْ غدا 
كفَناً تُطِلُّ بهِ الحقيقةُ مَقتَلا 
هي ثورةٌ للحقِّ خَلَّدَتِ الهُدَى 
نَهجاً لنا لنقولَ وَجهَ الشرِّ: «لا»
التضحياتُ جَميعُها جَمَّعتَها 
يا سيدي، ونَهَجتَ دَرباً أمثَلا 
لم يَبْقَ للأحرارِ إلّا أن يَعُوا 
ويقلِّدوكَ تأسِّياً وتَمَثُّلا 
ولنا اليمانِيِّينَ أعظمُ أُسْوَةٍ 
ولقد تَحَرَّكنا نَجُبُّ الأنذلا 
ولكمْ سَطَرنا المُعجزاتِ بِرَبِّنا 
والنصرُ من رَبِّ العبادِ تَنَزَّلا 
إنّا صَدَقنا رَبّنا فأثابنا 
عِزّاً وتمكيناً بهِ ذُهِلَ المَلا 
والمُرجِفونَ لكلِ كلبٍ ناعِقٍ 
لن يَحصُدوا إلّا البلاءَ مُعَجَّلا 
وتَرى الذينَ استنصروا بإمامِهِمْ 
رَبَّ الوَلاءِ، الناصِرينَ لكربلا 
مهما جَرَتْ أحداثُ هذا العَصرِ، لم 
يَهِنوا، هُمُ الأعلَونَ، واللَّهُ ابتلى 
ولسوفَ يُظهِرُ دِينَهُ حتماً على
الأديانِ في الدنيا ولو كَرِهَ المَلا 
لن يُطفِئوا نورَ الإلهِ ولو غَدَتْ 
أفواهُهُمْ بوقاً يَصُبُّ الأرذلا
«اللَّهُ أكبرُ» لن تعودَ لخِدْرِها 
لا يُغمَدُ السيفُ اليَمان وقد عَلا

 صنعاء. 
ليلة عاشوراء 1442هـ