رأسَ الجنرال علي محسن الأحمر أحد أضلاع مثلث نظام الوصاية (الأمريكية - السعودية)، وشكل مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ثالوثاً «عسقبلياً» حاكماً بأمر أمريكا محكوماً بشرط السعودية متحكماً بمصير يمن ما قبل ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014م.
الجنرال، الذي ما يزال حتى اليوم يؤدي دوره العملائي العملياتي الممتد لأكثر من 4 عقودٍ سابقة قضاها في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني السعودي، يقدمُ منفرداً بذاته الفصامية منه منفرداً بنفسه الانفصامية عنه مثالاً كاملاً للعميل المرتهن إلى أغلال سوداويته وأنموذجاً متكاملاً للمرتزق المرهون بسلاسل ساديته ومثلاً مكتملاً للخائن الرهينة بين كثبان قيود سوءاته وبين قضبان نقود ساداته.
لعب «الأحمر» أدواراً خيانيةٍ كبيرة وأعمالاً ارتزاقية كثيرة ضمن وظيفته المركزية في قلب نظام الوصاية وفي مركز تنفيذ الأوامر الأمريكية، في جميع الاتجاهات وإنجاز التوجيهات السعودية في كل الجهات، وبما جعله يرفض صراحةً توصيفه بالرجل الثاني في النظام، مُعتداً بإثم «الرجل الأول» في سياق تقديم نفسه دبليراً أمريكياً وبديلاً سعودياً وكْندماً ثورجياً، إبان ذروة أحداث ثورة العام 2011 والتي بغت إسقاط النظام وبغى عليها جنرال النظام نفسه.
«محسن»، جنرال واشنطن العسكري وقيادي الرياض الجهادي وقائد المركز العسقبلي المقدس، أنجز مخلصاً كل مهام الارتهان الموكلة إليه بدءاً من ذبح الناصريين في 1978م وقتل اليساريين في حرب 1979 وبعد وحدة 1990 والحرب على الجنوب في 1994 وبلع ثرواته وابتلاع مقدرات الشمال وبيع أراضي نجران وجيزان وعسير في اتفاقية العام 2000 وشن الحروب الست على صعدة وليس نهايةً باستدعاء العدوان في 2015 ومشاركته مرتزقاً في الحرب على اليمنيين وقتلهم وحصارهم مروراً بتقويض مداميك الدولة المستقلة وتوقيف مفاعيل الجمهورية الحرة وتفخيخ وتفريخ وقمع القوى الوطنية وتجريف تربة الهوية وتحريف بوصلة الوحدة وتمويل وشحن المتطرفين إلى أفغانستان وإعادة تمويلهم وتفريغهم في العمليات الإرهابية وعمليات الاغتيال والخطف والإخفاء وحوادث الدفن الفردي والجماعي داخل اليمن...
في مواجهة ثورة الـ2011 ضد نظام «صالح - محسن» «محسن – صالح» المرتهن للوصاية والتبعية تنقل علي محسن بتوجيهات أمريكية من كابينة قيادة ذلك النظام إلى مقصورة اقتياد الثورة عليه في عملية تبادل أدوارٍ قذرة بينه وبين «صالح» انتهت بإعادة الوصي (الأمريسعودي) تدوير مخلفات وصايته على البلد من خلال طرح معادلته الجديدة القديمة في مؤامرة سماها «المبادرة الخليجية».
في يوم الثورة الأول الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 حرر الثوار معقل «محسن» الأول ومعتقل الوصاية الأبرز (الفرقة الأولى مدرع) وفر رجل النظام الأول من العاصمة (صنعاء) إلى عاصمة أرباب عبوديته (الرياض) مرتدياً زي هزيمته الأبدية و«شرشف السفير السعودي».